الخطة البريطانية لإحياء ( الاتحاد الهاشمي) ..أقلقت السعودية واسرائيل وايران وتركيا !
الجزء الثالث
بقلم : سمير عبيد
#امتعاض سعودي واسرائيلي !
١-ماورد في الجزء الاول والثاني من توضيح وتحليل وتفكيك لمشروع بريطانيا الذاهب نحو احياء ( الاتحاد الهاشمي)بين العراق والاردن وجعله اتحاد عربي من خلال الانفتاح على مصر هو الذي جعل السعودية وإسرائيل و الامارات تقف ضده وبقوة. لانه يهدد مصالحهم وموانئهم البحرية، ويُخرج العراق من حوزتهم على مستوى التطبيع والثروات والموانيء والموقع الاستراتيجي .وان سبب خلاف الرياض مع واشنطن وتوجه الرياض الى موسكو هو هذا السيناريو الذي تعمل عليه بريطانيا في العراق وبدعم اميركي.
٢-فالرياض خائفة جدا من عودة الاتحاد الهاشمي الذي قاعدته العراق والاردن والذي تمدد على مصر وسينزل لا محال نحو الكويت. وان زيارة ولي العهد الاردني في ٧ حزيران الى الكويت تصب في هذا الموضوع. والامارات هي الاخرى متوجسه لان المشروع البريطاني هذا ينسف المخطط الاماراتي في العراق . وان اسرائيل هي الاخرى متوجسة جدا من هذا السيناريو البريطاني في العراق والمنطقة. لا سيما وان لندن هي التي منعت الكويت من الدخول في التطبيع الابراهيمي الاخير. ونتيجة ذلك ذهبت السعودية لنهج سياسات وقائية خوفا من ولادة الاتحاد العربي القديم الجديد …
#فقامت السعودية بما يلي :-
١-تقاربت الرياض مع روسيا والصين بخطوات مهمة في مجال الطاقة والغاز والاقتصاد ولم تكترث لواشنطن !
٢- وانفتحت السعودية على ايران بحوارات جدية في العراق وحتى في سلطنة عمان .بحيث اوقفت حرب اليمن بهدنة جددتها مرة اخرى لكي تزرع الثقة مع ايران !
٣-وتقدمت السعودية بالعلاقات شبه المعلنة مع إسرائيل. ووصلت بحيث عرضت اسرائيل التنازل عن جزيرتي (تيران وصنافير ) للسعودية . وهما اللذان يمثلان مضيق بحري استراتيجي يصل الى موانيء العقبة في الاردن وايلات في اسرائيل . وبالمناسبة فأن السعودية منحت مصر السيطرة على هاتين الجزيرتين عام ١٩٥٠ .ونزع السلاح فيهما حسب معاهدة السلام عام ١٩٧٩
٤-والاشتراك السعودي الواضح بمحاولة قلب نظام الحكم في الاردن لصالح الامير( حمزة) وبدعم العشائر التي لها علاقات تاريخية و متقدمة جدا مع السعودية. وكان احد اعمدة الانقلاب هو مستشار الملك الاردني المقرب من السعودية جدا والذي قيد السجن حاليا وهو باسم عوض .. وطوي التحقيق عند اكتشاف المحاولة خوفا من البلبلة علما ان ادارة بايدن هي التي بلغت الملك الاردني بسيناريو الانقلاب قبل حدوثه.
ولكن عندما عاد العاهل الاردني من امريكا اخيرا بعد ( زيارة مهمة لعدة ايام .حيث مكث العاهل الاردني عدة ايام في امريكا وحال على جميع مصادر القرار في امريكا ) .. ويبدو ناقش موضوع احياء الاتحاد الهاشمي…وعند وصول العاهل الاردني قادما من واشنطن قرر مباشرة فرض الاقامة الجبرية على الامير ( حمزة ) .ويبدو ان الملك عرف من الاميركيين ان مخطط الانقلاب لازال ساريا ضد العاهل الاردني الملك عبدالله الله بن الحسين .. وان هناك دولة خليجية اخرى واسرائيل لهما دور اضافة للسعودية في هذا الانقلاب الذي كان معدا في الاردن لمنع تحقيق السيناريو البريطاني بتأسيس التحالف العربي الذي يضم العراق والاردن ومصر.. واخيرا مع الكويت لا محال !
٥-محاولة السعودية والامارات واسرائيل تحويل جنوب العراق ” البيئة الشيعية ” الى بؤرة توتر في المنطقة وتحويلها الى ( افغانستان جديدة ) لمنع العودة الى الاتحاد الهاشمي وتخريب المخطط البريطاني بتحويل جنوب العراق الى مكب لازمات الخليج واسرائيل .ولكنهم فشلوا حتى اللحظة بدليل ان المعلومات التي تسربت خلال الاسابيع الاخيرة ان بريطانيا انذرت دول الخليج وتركيا بالتوقف عن مشروع الفوضى في العراق سواء كان في الجنوب او في الانبار !
#محاولات ايرانية وتركية بالضد من المخطط البريطاني!
هناك محاولات ايرانية وتركية ايضا لتعويق الخطة البريطانية نحو احياء الإتحاد الهاشمي وتوسعته ليشمل مصر..فكم طرقت تركيا الابواب المصرية خلال الاشهر الاخيرة من اجل تحسين العلاقة بين القاهرة والرياض .ولكن لم تستجب مصر لذلك . واليوم عرفنا السبب ان بريطانيا لا تريد ذلك. ومثلما منعت الكويت من الذهاب نحو التطبيع الابراهيمي منعت القاهرة من التطبيع مع تركيا.ولكنها سمحت لدولة قطر الحليف القوي لتركيا بالتقارب مع مصر….
*وهنا نعطي امثلة للخطوات التركية والايرانية لتعويق مخطط احياء الاتحاد الهاشمي ” الاتحاد العربي” !
١-بوشر باتفاق ثلاثي سري بين ( ايران وقطر وتركيا ) بمحاولة لتأسيس سيناريو انقلابي ناعم داخل الانبار بحجة تطويق طموحات السيد الحلبوسي كونه مدعوم من الامارات . لا سيما وان تحالف الخنجر مع الحلبوسي تحالف هش بحكم علاقة الخنجر بتركيا . وان الحزب الاسلامي وعلي الحاتم رأس السيناريو في الانبار وبرعاية ايرانية قطرية تركية لتحويل الانبار الى بؤرة صراع ناعمه لا سيما بعد رفع الدعم التركي للحلبوسي اخيرا !
٢- ذهاب ايران وتركيا الى سياسة ( حرب المياه ) بالضد من العراق ومن خلال سد جميع الروافد المائية التي تأتي من جهة ايران واغلاق المياه القادمة من تركيا . والحقيقة هي وسيلة ضغط بالضد من المشروع البريطاني باحياء الحلف الهاشمي في العراق . وهاهو العراق دخل بالفعل في ازمة تصحر وشحة مياه خطيرة للغاية بسبب منع تدفق المياه من جهة تركيا وايران. ولا نعتقد ان لندن سوف تسكت اطلاقا !
٣- قيام تركيا بالتوغل في داخل الاراضي العراقية بحجة محاربة منظمة Pkk التركية .ولكن الهدف الاستراتيجي هو خطف كركوك والموصل وارباك المخطط البريطاني .وحتى وقوف تركيا بوجه انضمام ” السويد وفنلندا ” لحلف الناتو هي مساومات تركية لبريطانيا وامريكا لترتيب مصالح تركيا في منطقتنا وها هي تتوغل في سوريا عسكريا لنفس السبب وهو الضغط على واشنطن ولندن !
٤- ايران من جانبها تخوض معركة مفاضات وصفقات سرية في الغرف المغلقة مع البريطانيين والاميركيين على حد سواء عبر دولة قطر وسلطنة عُمان .بحيث نقل الامير القطري الشيخ تميم رسائل مهمة من ايران الى البريطانيين قبل اسبوعين من جهة .وذهب الامير القطري ليؤسس الى ( شعرة معاوية ) مع التحالف العربي استباقيا في حالة انضمام الكويت له ، فسوف تلتحق به قطر وعندما قررت دولة قطر استثمار (10مليار دولار ) في بريطانيا خلال 5 سنوات لكي لا يحولها البريطانيون الى عدو بحجة تحالفها مع تركيا !
#الى اللقاء في الجزء الرابع !
سمير عبيد
٩ حزيران ٢٠٢٢