هل من خالد اسلامبولي جديد ،،!
كتب ناجي صفا
عندما اقدم السادات على خيانته التاريخية بالذهاب الى القدس وعقد صفقة الخيانة مع العدو الصهيوني تحت عنوان ” اتفاقية سلام ” لم تكن مصر قد برأت بعد من الإلتزام بمفهوم الصراع العربي الآسرائيلي .
على ضوء خيانة السادات اراد نخبة من المجاهدين ايقاع العقاب بالسادات ، فكانت حادثة المنصة في ٦ اوكتوبر عام ١٩٨١ . التي اودت بحياته .
قام الضابط المصري خالد الإسلامبولي بالقفز من شاحنة الإستعراض الذي كان يجري لمناسبة السادس من اكتوبر وأطلق النار على السادات فأرداه .
النموذج الذي كرسه السادات في تعاطيه مع الكيان استمر مع حسني مبارك بعد اغتيال السادات ، هكذا اخرجت مصر من حركة الصراع العربي – الإسراليلي ، وتحولت مصر الى دولة باحثة عن لقمة العيش خلافا للاوهام التي زرعها السادات في رؤوس المصريين من ان حقبة من الرخاء والرفاه تنتظره بسبب السلام مع العدو ، معللا ان ٩٩% من الاوراق هم بيد اميركا ، وانه سيحصل على المن والسلوى نتيجة تفاهمه مع اسرائيل وعقد صفقة الخيانة معها ، لكن الحسابات لم تأت بما وعد به السادات وأكمله مبارك ، ظل الشعب المصري يجر ذيول الخيبة والفقر والجوع والتخلف وانعدام التنمية الى ان كانت ثورة الحادي عشر من يناير عام ٢٠١١ ، التي انتجت طوفانا شعبيا غير منظم افتقر الى القيادة والبرنامج ، وكان من نتيجته تولي الاخوان المسلمين الحكم تطبيقا لتفاهم ضمني بين الإخوان والولايات المتحدة براعية قطر واردوغان ، يراعي بموجبه الاخوان المصالح الاميركية والإسرائيلية في المنطقة مقابل تسلمهم الحكم .
اعاد اشعب المصري تجربته مرة جديدة بعد مرور عام على حكم الاخوان المسلمين ، اراد تصويب البوصلة مجددا ونزل الى الساحات ، الا ان الإحتياط الإستراتيجي للولايات المتحدة واعني به المؤسسة العسكرية تدخلت لإحتواء الحراك الجديد واخذته باتجاه حكم المؤسسة العسكرية بواسطة عبد الفتاح السيسي الذي تدور حوله مئات علامات الإستفهام ، سواء حول بقاؤه حيا في قضية الطائرة التي قصفت وقتل فيها اكثر من ٥٠ ضابطا مصريا من خيرة الضباط كانوا يخضعون لدورة في الولايات المتحدة ، ومعهم ثلاث علماء ذرة، وكان السيسي الناجي الوحيد من هذه المجزرة .
وصل السيسي الى الحكم رغم عشرات علامات الإستفهام حول جذوره التي قيل انها يهودية نسبة الى والدته اليهودية المغربية ، وبدل ان يختط السيسي مسارا يأخذ بعين الإعتبار طموحات الشعب المصري الذي نزل الى الشارع في التغيير والحرية والتنمية البشرية والرفاه الإجتماعي. قام بسجن المناضلين الحقيقيين الذين ينادون بالثورة والتغيير واكمل ما كان بداه السادات ومبارك من توطيد للعلاقة مع الكيان الصهيوني وتطوير مستوى التنسيق معه على حساب الشعبين المصري والفلسطيني المحاصر في غزة ، وساهم في اطباق الحصار على غزة بدل ان يفتح معبر رفح على مصراعية ويشكل عونا وحاضنا للشعب الفلسطيني .
غزة الآن تدمر ويمكن القول انها تباد منذ حوالي ثلاثة اشهر ، فلا ماء ولا كهرباء ولا دواء ولا غذاء ، دون ان ترمش عينا للسيسي ، ودون ان يفتح المعبر ويؤمن الحد الادنى من مستلزمات الحياة للشعب المحاصر وتجري ابادته.
منذ العام ٢٠١٤ بدأ السيسي بتدمير الانفاق التي كانت تربط رفح الفلسطينية برفح المصرية ، دمرها بضخ المياه وصب الاسمنت وزرع الحواجز الحديدية التي تحول دول التواصل بين رفح المصرية ورفح الفلسطينية ، وكانت هذه الإنفاق قد شكلت المتنفس الرئيسي للفلسطينيين لإتصالهم بآخوانهم المصريين ، على الجانب الآخر من الحدود التي تبين انها حدود مفتعلة حيث كانت سابقا رفح وحدة جغرافية واحدة يغلب عليها الطابع الفلسطيني .
اكثر من ذلك قام السيسي بمحو رفح المصرية وتدميرها وتدمير بيوتها وبناها التحتية وتهجير اهلها دون معرفة الأسباب الحقيقية ، الا ان المطلوب كان قطع التواصل والتعاون بين الشقيقين المصري والفلسطيني .
الآن يقوم السيسي بأدوار الوساطة بين اسرائيل والفلسطينيين ، مع ارجحية نحو المصالح الإسرائيلية ، متغافلا عن المصالح الحياتية للشعب الفلسطيني الذي يباد ، دون ان ترمش عينيه . ووصل به المطاف الى ان يتصدى للصواريخ والمسيرات اليمنية التي تطلق على الكيان الصهيوني وليشكل حماية له ، وايضا بلغ به الامر للمساعدة في ايصال الشحنات التي ترسل برا من الإمارات عبر السعودية والاردن للكيان الصهيوني في محاولة للإلتفاف على الحصار الذي فرضه اليمنيون على العدو عبر البحر الاحمر.
اختم بالقول ان كل المؤشرات تشي بأن غزة ستنتصر رغم الحصار، ورغم المآسي الإنسانية والمجازر التي تلحق بها .
لكن السؤال يبقى هل سيبقى الشعب المصري غافلا عن تصرفات السيسي ،؟؟ ام اننا نتوقع خالد اسلامبولي جديد يوقع العقاب ويصوب البوصلة .
سينتشر اسم القسام في شوارع العواصم العربية اجمع ، كما انتشر سابقا اسم خالد الإسلمبولي، الذي اوقع القصاص بالسادات ، وسيكون اسم القسام في كل عاصمة عربية تخليدا وتكريسا لقوات القسام التي الحقت الهزيمة بالعدو رغم ان قسما كبيرا من الشعب العربي ما زال نائما او انه مجرد ظاهرة صوتية عاجزة عن الفعل في الميدان .
2023-12-31