ما هو الستاتيكو المنتظر بعد الرد الآيراني !
كتب ناجي صفا
لا شك ان الرد العسكري الإيراني قد خلط الأوراق وغير في المعادلات في المنطقة ، فالولايات المتحدة في حيرة من امرها، ماذا عساها تفعل لآستعادة قدرة الردع التي فقدتها وعجزت عن مواجهة الصواريخ والمسيرات الإيرانية ، ، لا سيما ان الجيش المدجج بجميع انواع الأسلحة هو بدوره فشل في المواجهة واثبت عجزه عن صد الهجوم الإيراني رغم وجود خمس دول شاركت بالدفاع عن اسرائيل، وساهمت في التصدي للمسيرات والصواريخ الإيرانية التي استطاعت تخطي خمس طبقات وخمس منظومات مواجة ووصلت الى الأهداف التي حددتها لصواريخها . ..
الآن ازاء هذه التطورات تجد اسرائيل والولايات المتحدة نفسهما مدعوين لإستعادة هيبة الردع التي فقدت ، وهذا يعني احمال حرب واسعة في المنطقة لا تريدها اميركا وتريدها اسرائيل لأنه المخرج الوحيد لنتنياهو للخروج من مأزقه .
الولايات المتحدة ابلغت اسرائيل انها شريكة في الدفاع فحسب، وانها لن تشارك في الهجوم لأنها تقيم اعتبارا لإحتمال توسع الحرب الى حرب اقليمية لا تريدها من جهة، ولا تتحكم بنتائجها…
لذا هي تحاول الآن. العمل على ترميم قدرة الردع الإسرائيلية لكي تقوم هي بالتصدي دون توريط الإدارة الأميركية في الحرب لا سيما على ابواب الحملة الإنتخابية لبايدن . ، لكن في ذات الوقت هي تخشى الفشل الإسرائيلي كما حصل ابان الرد على ايران التي تعلن كل يوم انها سترد بقوة على اية حماقة اسرائيلية بما يساوي عشرة اضعاف الرد الذي مارسيته ، لقد كسرت طهران كافة التابوهات، بإعلانها الصريح بأنها سترد بقوة عشرة اضعاف فيما لو تجرأت اسرائيل على الرد .
اذن المعادلات تغيرت ، فالولايات المتحدة سوف تعد عدة مرات قبل ان تتورط في نزاع مع ايران غير محسوب النتائج وهي اي الولايات المتحدة ترغب بترميم عملية الردع الإسرائيلية دون ان تتورط في حرب مع ايران ، فاسترداد اسرائيل لقدرة الردع يحصن الموقف الأميركي المترنح امام احتمال نشوء النظام العالمي الجديد في المنطقة والعالم . .
تلك المتغيرات التي تشهدها المنطقة ستؤدي الى موازين قوى جديدة ستكون ايران طرفا رئيسيا في هذه الموازين بعد ان أثبتت امران هما القدرة والجدية وتحولت الى دولة عظمى في الأقليم .
2024-04-18