لا وقت للانتظارفريدمان – سفير واشنطن في تل ابيب..!
( أو العكس ) ، يسرب بأمر من ترامب..خطة العمل لبسط السيادة الاسرائيلية.على كامل الأرض الفلسطينية.
بسام ابو شريف.
يقول فريدمان لصحيفة جيروزاليم تايمز : ننتظر من الحكومة الاسرائيلية أن تتحرك لأن واشنطن لن تبادر للتحرك في مسألة ضم الأغوار وجزء من أراضي الضفة الغربية ، ويكشف فريدمان أن واشنطن تنتظر اجابات من اسرائيل حول مقترحات ترامب قبل اعتراف واشنطن بالسيادة الاسرائيلية على ما اتفق على ضمه من الضفة الغربية ( 30 – 40% من الضفة ) وكامل الأغوار، وشرح ذلك بأن ما تنتظره واشنطن بشكل أساسي هو موافقة اسرائيل على وقف الاستيطان على الأرض المتبقية خارج اطار السيادة الاسرائيلية ، وان التزام اسرائيل مربوط بفترة زمنية اقترحتها واشنطن ، هي مدة اربع سنوات أي أن الاستيطان سيتوقف في 40 -60% من الضفة الغربية ” ما تبقى للفلسطينيين ” ، لمدة اربع سنوات قد تقرر اسرائيل بعدها استئناف الاستيطان في حال استمرار الرفض الفلسطيني ، وعلى اسرائيل أن تتخذ قرارا بشأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية التي ستقام على الأرض المتبقية بعد ضم القدس الكبرى والأغوار و40% من الضفة الغربية ” ، بمافيها مناطق ج التي تقع الآن تحت السيطرة الاسرائيلية الكاملة ، وهي تشغل مساحة 50% من الضفة الغربية ، ويقول فريدمان ان واشنطن تنتظر من الفلسطينيين أيضا اجابات حول التفاصيل التي أشار لها فريدمان .
فريدمان تحدث في جانب من الجوانب ، وأهمل الحديث عن الجوانب الاخرى على سبيل المثال لم يفسر فريدمان ماهو تعريف واشنطن للدولة الفلسطينية المقترحة !!
منزوعة السلاح لاحدود لها مع أي بلد عربي ، لامطارات ، لاموانئ ، بل عبارة عن جزر معزولة عن بعضها البعض بمساحات تحيط بمستوطنات مسلحة ، ويحتاج الفلسطيني تصريحا أو تأشيرة اسرائيلية للعبورمن جزيرة الى اخرى لأنه مضطر للعبور لأرض أصبحت تحت السيادة الاسرائيلية ، أي أن مبدأ التواصل الجغرافي والاقتصادي والاجتماعي ملغى تماما ولاوصف للحالة سوى أن المشروع يحول ماتبقى من أرض ، ومن عليها الى مستعمرات وعبيد لدى المستوطنين ودولتهم .
نشر فريدمان كافة نقاط الاتفاق بين ترامب ونتنياهو ، وكذلك قام بتفسير مضامين تلك النقاط بما يساعدنا على تلخيص الاتفاق كما يلي :
يوافق الفلسطينيون على أن يتحولوا الى عبيد لدى اسرائيل ، التي ستفرض عليهم الاقامة في معسكرات اعتقال تختار منها عبيدا بأعداد محدودة للعمل في أراضيهم المصادرة لحساب المالك الذي عينه ترامب وهو اسرائيل ، ويستطيع الفلسطينيون أن يطلقوا على معسكرات الاعتقال اسم دولة ، لكن هذا الاسم لامضمون له اذ لن تكون هنالك دولة ، ولاسيادة ، ولا تجسيد لحق تقرير المصير ، ولاحرية الحركة أو التجارة أو الصناعة أو الزراعة .
وعلى الرغم من أن هناك بعض المتعاونين مع السي آي ايه والموساد من مسؤولي السلطة رفض الرئيس ابو مازن من حيث الأساس أن تكون واشنطن هي راعية المفاوضات التي أصر ترامب على اسرائيل أن توافق على اجرائها مع السلطة ، وطالب بمشاركة دولية للاشراف على المفاوضات ، وأن تكون قرارات الأمم المتحدة هي أرض التفاوض ، وليس مشروع ترامب .
لم يترك ترامب بمشروعه التصفوي أي خيار للسلطة ، فقد نزع منها عوامل الدعم العربي (رغم اطلاع جامعة الدول العربية على المشروع العربي للسلطة ، وذلك ببذل أقصى الجهد والضغط والابتزاز على الدول العربية لتطبيع علاقاتها مع اسرائيل ، ومباركة مشروعه ) وجند كل نفوذ وقوة الولايات المتحدة ، وسلاحها بفرض العقوبات على الدول العربية التي ترفض التطبيع ، ليس هذا فحسب بل زرع المعارك الداخلية ، وتآمر هو وأجهزته لابقاء الدول كافة بحالة استنزاف ونزيف لايتوقف ، أي بالانغماس في دفع دوله نحو الحروب المنهكة التي لاطائل من ورائها سوى ما تجنيه واشنطن وتل ابيب من شطب هذه الدول من معادلة الشرق الأوسط : وهذا مايجري الآن ، وبكل الثقل مع مصر والسودان وتونس وليبيا واليمن .
وجددت واشنطن كل أدوات التآمر لاخضاع العراق ، وتحويله لساحة استنزاف وانهاك للعراق وايران ، وحركت داعش وعملاءها من المسؤولين العراقيين للتحكم كليا بالعراق ، ودفعت تركيا مقابل الصمت على شحن آلاف الارهابيين لليبيا لشن استنزاف قتالي في العراق واستنزاف اقتصادي وعسكري في سوريا ، وهكذا تصبح ساحات المواجهة محدودة ، فسوريا تتعرض لهجمات اسرائيلية وارهابية وتركية ، وحرق المحاصيل ، واغلاق منافذ لبنان والعراق ، ويتعرض لبنان من خلال عملاء اميركا واسرائيل لمؤامرة التجويع ، وتدمير العملة ومنع اعادة الأموال المنهوبة ، وذلك كما قال مبعوث ترامب الى الشرق الأوسط : لاغلاق وتسكير رئة سوريا في مصارف لبنان ، وأصبح المطلب الاميركي والاوروبي والعربي الرسمي ” المطبع ” ، انهاء حزب الله ونزع سلاحه ، ووجهت التهم الى حزب الله على أنه المسبب للأزمة ، وليس ترامب وعقوباته .
أصبح شرط واشنطن واضحا دون لبس ، فواشنطن تريد تحسين سلوك سوريا وايران والعراق وهذا يعني التخلي عن قضية فلسطين ، والاعتراف باسرائيل ضمن مقاييس ترامب ومقاييس ترامب ، هي صلاحيته لاهداء الجولان لاسرائيل والقدس والضفة الغربية ، وربما سيناء بعد حين .
ترامب يسعى ليكون المسيح المنتظر لدى اليهود ، وذلك بتسهيل وبذل الجهد والمال ( أغلبه عربي ) ، لاقامة ” اسرائيل من النيل للفرات ” ، طبعا لابد من الاسراع بالقول ان ما يخطط له ترامب ، ويحاول نفيذه لن يمر بل سيغرق المنطقة ببحر من الدم ، وان كان على مراحل .
وما نراه ، هو أن أنظمة عربية في الجزيرة والخليج سوف تنهار ، وستهب مجموعات تقود الجماهير العربية في الجزيرة والخليج ضد نهج الخيانة ، ومع الأرض والعرض وضد تحويل بلاد العرب لقواعد للصهيونية والاستعمار الاميركي ، لكن هؤلاء الحكام مطمئنين اعتمادا على ترامب ونتنياهو ، لكن أمتنا لن تدعهم يتصرفون بمصير الأمة وستقطع رقابهم ويعلقون على أسوار القدس التي خانوها ، أما ترامب فاننا نرى ان حربه الاستنزافية ضد أمتنا ستتحول الى نزيف لجنوده وعملائه ، وقد لايجد وقتا كافيا لسحب هذه القوات كما وجد أسلافه في سايغون التي أصبح اسمها هوشي منة ، هذا يتطلب من محور المقاومة الا يبقى منتظرا بل عليه أن يتحرك هجوميا ، فكل حسابات واشنطن واسرائيل والرياض وابو ظبي ان أمر الواقع قد نجح ، وانهم سينتصرون .
على محور المقاومة أن يتحرك بما لم يحسبوا له حساب ، ولايوجد أهم من أن تعكس النصال فتتحول الى قلوبهم وأحشائهم بدلا من الأطراف أو مياديننا …. لامجال للانتظار ، فالوضع يحتاج الى مفاجأة العدو في كل مكان بما لايتوقعه ، وهذا يتطلب أعلى حد من الدراسة والتخطيط ، والدقة في اتصويب المزلزل .
نحيي اليمن العظيم بشعبه البطل ، فهو رمز الأصالة العربية التي لاتلين .