كيف تبحث الدول عن مصالحها؟
صائب خليل .
أميركا التي ترفض وجود إيران في العراق وفق مصالح إيرانية-عراقية، لا تمانع ابداً من وجودها وفق مصالح إيرانية-أمريكية. وما لم تجد إيران مدخلاً لمصالحها في العراق إلا بإرضاء أميركا، فإنها لن ترفض التفاوض مع أميركا لتحقيق مصالحها وفق اجندات أمريكية-إيرانية!
الطريق الى تحقيق مصالحنا مع اية دولة هو بإرسال رسالة واضحة لها، أولاً، بأنها ستحقق مصالحها بإرضاء مصالحنا، وثانياً أن هذا هو الطريق الوحيد لتحقيق تلك المصالح!
لكن حين يحدث العكس، وتصلها رسالة بأن مصالحها لا تتحقق حين ترضينا، وأنها تتحقق بتجاهلنا وإرضاء أميركا، فلا يمكننا ان نعاتب إيران على البحث عن مصالحها في بلدنا بإرضاء من يحقق لها ذلك. ولا يمكن ان نجبر أية دولة على مراعاة مصالحنا، إن كنا نعاملها بنفس الطريقة، سواء تعاونت معنا واحترمتنا او تجاهلتنا، فيشتمها البعض مهما فعلت ويحتضنها البعض الآخر مهما فعلت، كما يحدث اليوم. وعلينا ان نتذكر ان في داخل إيران كما في أية دولة أخرى، قوى ضد أميركا وقوى أخرى تنتظر الفرصة لتربط بلدها بأميركا، وتريد أن تكون عوناً لها لتنعم بأفضليات هراواتها.
ودعم حكومة إيران لعميل اميركا، بل ربما لأوسخ عملائها في العراق، الكاظمي، قد لا يكون الدليل الأول، لكنه بالتأكيد أوضح دليل على الانتقال إلى هذه المرحلة الخطرة، وهو ما يجب ان يدق جرس الإنذار لدى كل عراقي يحتفظ بعقله، ولا يسير كالمجنون وراء ما يحشره الإعلام في رأسه، أو وراء مخاوفه أو عواطفه الجامحة التي لا تميز بين فعل وفعل، ولا يهمها شيء.
11 نيسان 2020