كركوك تغلق أبواب المفاوضات وتنتظر مفتاح حل الأزمة من بغداد!
أعضاء مجلسها بلا عمل منذ خمسة أشهر*
مرَّ أكثرُ من خمسة أشهر على انتهاء انتخابات مجالس المحافظات في العراق، إلا أن الكتل الفائزة لم تنجح بتشكيل الحكومة المحلية في كركوك، بسبب الصراع على منصب المحافظ، الذي ترى كل كتلة سياسية في المحافظة أنه من نصيبها، الأمر الذي أوصل كركوك الى مرحلة الانسداد السياسي، وبدأت المشكلات السياسية تنعكس سلباً على الوضع العام في المحافظة سيما الوضع الأمني، إذ يتخوف المواطن الكركوكي من استغلال التنظيمات الإرهابية للفراغ السياسي، بالإضافة الى استغلال بعض المكونات الخاسرة الوقت لتأجيج الأوضاع وتحقيق بعض المخططات والأهداف.
ولم تفلح جميع المقترحات لحل أزمة كركوك بل زادت الخلافات السياسية ووصلت الى مرحلة تعليق المفاوضات والحوارات بين الكتل الفائزة، ما أدى الى شلل الوضع السياسي في المحافظة، وباتت الأمور بحاجة الى تدخل بغداد مجدداً لتقريب وجهات النظر بين الكتل السياسية، فيما يرى مراقبون أنه لا توجد حلول قريبة في الأفق مع استمرار تمسك جميع الأطراف بمنصب محافظ كركوك، الذي يُعتبر أساس الخلاف.
واستمراراً للانسداد السياسي في كركوك، ردَّ الأمين العام للمجلس العربي في كركوك، حاتم الطائي، على تصريحات الاتحاد الوطني الكردستاني بأحقية الأكراد بمنصب المحافظ أن العرب متمسكون بالمنصب، مؤكداً وجود مناصب أخرى في الإدارة، من “الممكن توزيعها على الأكراد والتركمان وبشكل يرضي الجميع ، لافتاً الى أن جميع الأطراف في كركوك تنتظر الاجتماع الثالث مع رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، للوصول إلى حلول ناضجة تراعي الوضع الخاص للمحافظة”.
ولم تفلح جهود السوداني في احتواء الأزمة، وعاد الحديث عن تدوير المنصب بين العرب والتركمان والأكراد مجددًا، مع الإعلان عن اجتماعات ومباحثات جديدة في بغداد لحلحلة الأزمة وتقريب وجهات النظر، إذ يُعتبر هذا من أقرب الحلول المطروحة على طاولة المفاوضات، فيما يفسر مراقبون أن تأخر تشكيل مجلس كركوك تقف خلفه تدخلات إقليمية تريد إبقاء الوضع على ما هو عليه وفقاً لمصالحها الخاصة.
وبشأن الموضوع يؤكد عضو الاتحاد الوطني الكردستاني برهان الشيخ رؤوف أننا “ننتظر رئيس الوزراء محمد شياع السوداني أن يتدخل ويضغط على الأطراف الفائزة لغرض تشكيل الحكومة المحلية، وفقاً للاستحقاق الانتخابي”.
وقال رؤوف لـ”المراقب العراقي” إن “الحوارات والمفاوضات متوقفة بين الكتل السياسية، لعدم وجود رؤية مشتركة، وبالتالي ننتظر من بغداد تقريب وجهات النظر وحلحلة الأزمة”.
وأضاف رؤوف “نرفض تدخل أطراف إقليمية في قضية كركوك لأنها شأن داخلي وسيُحل داخل كركوك بمساعدة بغداد، داعياً الحكومة الى رفض التدخلات التركية في الشأن العراقي”.
وأوضح أنه “لا يحق للحزب الديمقراطي المطالبة بمنصب محافظ كركوك كبقية الكتل الأخرى، لأنه حصل على مقعدين فقط، وفي حال تطبيق مقترح تدوير المنصب سيكون هناك ظلم لبعض المكونات التي فازت بعدد أعلى من الأصوات”.
وبحسب نتائج الانتخابات الأخيرة لمجلس محافظة كركوك، الذي يبلغ مجموع مقاعده 16، حصلت القوائم الكردية على 7 مقاعد 5 منها للاتحاد الوطني الكردستاني، فيما حصلت القوائم العربية على 6 مقاعد، والقوائم التركمانية على مقعدين اثنين، والمسيحيون على مقعد واحد (كوتا).
المراقب العراقي / سداد الخفاجي..
2024-05-06