( قَومي همُّ قتلوا أُمَيمَّ أخي، فإذا رَميتُ يُصيبُني سَهْمّي. )
—— مايُشبه مأساة التَنوع المُرتَبك في الخَيّار والنَشر ——
— الحاصل على صَفحات النَشر و ( الفيس ) نَموذجاً —
رشدي رمضاني.
~~~~~~~~
( من غشنا فليس منّا./ م. ص. )
( ما تعصب إنسان إلا لقلة في عقله./ ع.ع. )
(وتأبى صُروف الليالي أن تُديمَّ لنا، حالاً فصبراً وإن جائتكَ بالعجبِ./الطغرائي)
تجتاحنا هذه الايام موجات تزخ أخباراً وتعليقات ونشر واسع، يعود للتأريخوالوقائع والأحداث بلغة مستحدثة، تشكك وتسفه كل شيء، وتجدد صياغة
الوقائع والأحداث، باسلوب غريب تماماً. خبر لحدث معين يُرى بعدّة مواضع تتشابه أو تختلف بالتفصيل.. منها مختلق أو تعوزُهُ الدقَّة، وبعضه موجود ومدرج بروايات وأحداث أخرى مختلفة، والأختيار الإنتقائي يثير التساؤل.!!
الأغرب تنسب زوراً لأسماء كتاب ومثقفين وعلماء، بأسلوب ساذج مصنع،وكلام مجرد لا يشير أين متى وكيف قيّلَ، ومن أي المصادر مُستَقى. تَختَرعُ ما يرضي مزاجها أو وضيفتُها المُتقنة، ليحصَل الإعجاب والمُباركة.!!
واضح للجميع كثرة الأسماء والصور وعنوان الأنتماء و و كله متَصَنع، لأنَّ مُرتَضي التواصل مع الناس، ويدخل منافذ السياسة والثقافة بما تحتويه،
فما الّذي يمنَع كشْفَّ هويته، ليوثق لصحة ما يذهب اليه ؟ أو يترُك ويبَطل.موجة أحاديث غامضة وشروح غريبة، ونكات عارية ومزح بسيطة ساذجة،تتعرض للأديان والتأريخ برموزه، وكل مقدس في مجتمعنا.. حتى العروبة والتراث الأدبي واللغة مسها الضُر!!، دون رَويّة.!! والواضح أنها هجمة مدروسة بعناية ومرسومة بأحتراف.. مُفتَعلُّ الموجة وراكبها يحاول تشويه الحقائق ولَيِّها.. والتَنبيه بعد التَشخيص مطلوب وجوباً.
مايزال العراق/ بغداد، بإكثريته الساحقة طيبة ووفيّة وبارة بالوطن وناسه وصابرة على البلاوي والمحن. ولَم تلوثها كل المحن. والبثور مُدانة.
~~ على سبيل الجدل والأستطراد، محاكاة ومحاورة ما ينشر ضروري، لأنه بمثابة رفض للخيار السلبي وتبعاته.
الكاتب الأديب وكل فكر يدقق ويتابع ولا عصمة لما يتعلق بالناس وقناعاتهم.!! فبعيون الرضا تتخربط الخيارات.
لا حوار حول المصنع والمفبرك، بل مع المنقول حقيقة، لتشذيبه مما يشوبه.
( لولا الشقاء لسادَّ الناس كُلُهُمُ، الجود يفقر والإقدام قَتالُ./ أبا مُحسد)
~~ كثر النشر عن العلامة عبد الرحمن بن خلدون، ودون المس بأهمية دراساته وعلمه وثقافته الغزيرة، لكنه كان قريباً من الحكام وقتها ومن حواشيهم، تعرض للنقد الشديد والمقاطعة، لذا كانت ردود فعله من قناعته وظروفه وأوضاعه.. انتقد البداوة وهاجمها من هاجس الدفاع عن موقفه.!!
بينما كان يطري ويمدح خصالهم. بذا لا يجوز اعتبار حديثه بمثابة القطع والنهاية، ومنقولاته تخضع للحوار وحتى الجدلة، دون انكار ثقافته المتألقة،ومجملها يثير الإعجاب.. دون تجاهل أنها قيلت قبل ماينوف السبعة قرون كذلك، ولكل زمان أحكامه وتجلياته.
( خلال مسيرة ابن خلدون وللأن يتعرض لنقد لاذع واتهامات قاسيّة.. ك:
أفكاره ومدوناته منسوخة عن أخوان الصفا.!! وأنه المثقف الممثل لوجهة نظر حكام وأمراء زمانه، وعوناً للطبقة الأرستقراطية، حتى أتهم بعلاقة وتواصل مع المغول الغزاة، و و و . لا تتبنى لقسوتها وتجاوزاتها) ~~ وعن الكبير الأستاذ علي الوردي، ترد بعض الأخبار والروايات، وتبتسر القول أو المثل ولا تذكر تعقيبه أو رأيه بالرواية والخبر..
المعروف عن استاذنا بأنّ له فكره وتوجهه الخاص، والَّذي تعرض فيه لهجوم وتعنيف وجدل متنوع، من قبل المؤسسة الدينية بتنوعها، وحتى اليسار وحماة اللغة العربية والتراث، وصدرت كتب مكرسة لمهاجمته أنعكست على أسلوبه. وجيلنا يتذكر حملات النقد والتشويه ضده.!!
ومن منطلق علمه وخُلقه، كتب ما يسمع ويقرأ بأمانة ويعقب ويوضح ما يدون.. المعروف عنه الثابت، بأنه يتجول ويطل على عارفي ومتقني الأمثلة والروايات، ينشرها ولا يعتبرها حقيقة مُبرَّمة، ويشكك ببعضها.
أما بعض الناقلين سواء عن طيبة وغشمنة أو قصد، يبتر الرواية بانتقاء..( ولابدَّ من الإيضاح، بأنَّ الإطراء والمديح الراهن من بعض مجايليه جاء متأخراً للأسف، تجاوباً مع موجة الأعجاب والتعلق بما يطرح صادقاً.!! )
~~ وهكذا القاص الملهم نجيب محفوظ، يكتب ويصرح وينتقد، ولا يُتَّخذُ مرجعاً في رأيه، كما أنه روائي كبير، يُنطِقُ شخوصه، بكل تناقظاتهم،ولا يصح حديثه موئلاً وحجة للنقد والتشهير. ومع ذلك لاقدسية لمقولاته.
كلامه يُزور أو يُبتسر، كما نرى انتحالاً ونقلاً لمقال أو شعر، دون مزدوج أو إشارة لصاحبها، وناقلها ينسبها زوراً اليه. المهم ذكر المصدر بأمانة..
~~ أسماء متنوعة يُستشهد بها، بمناسبة وبدونها.. بَعظُهم بائس ومتَخلف،لكن قوله ينسجم وما في دواخلنا، وهنا تسكن العبرات. حيث تنتحل بعض الأقوال والمسالك الغريبة عن العلامة مصطفى جواد وأمثاله، من المثقفين.
وركبت على لقاءاته التلفزيونية المعروفة، قصص غريبة لم نألفُها. والناقل يصرح بأن المسجلات أتلفت !! فمن أين جاء بها.؟ وتناقلها البعض كحقيقة.!!
~~ وهكذا مع العهد الملكي، وكأنه منزه ومبرأ من كل العيوب مع حكايات وقصص ووقائع أقرب للأساطير.. أكيد كانت الإيجابيات كثيرة، وفيها بحق
رجال دولة، لكن سلبياتها كثيرة كذلك حدّ الخطيئة والجريمة.يكثر الحديث عن تهافت الحكام، وتهمل مواقف الشعوب وتضحياتها. وتوسم بالدونية والارتزاق من البعض وكأنهم يلهمون الحكام للظلم.. والخيال واسع.!!
هذه أمثلة موجزة لان النقل يتم بتواتر عن ساسة وكتاب وعلماء بالجملة، فعلاً تعني وترسم لما تريد. مع قصص وأخبار لرموز وأشخاص يطلب تسويقهم
وتزكيتهم، بروايات لا يقبلها العقل ولا مرحلتها وزمانها، بل ومضحكة.!!
~~ لا نقاش وجدل مع النص المزور أو المشوه، بل يُشار للمروي الصحيح المُنتقى .. السؤال لماذا التركيز على السلبي ونفس الكاتب يحمل الإيجاب والَمثل المعقول بأضعاف ما يطرح سلباً، بذا أصبح التشويه غرضاً لتمزيق الماضي والمُثل القدوة. على أية حال مهما يكن هوَّ، رأي وليس حجة لنتبناها.
( بكُم والصَفوة الواعينَ تَاهَت، بأجملِ واحةٍ قَطراءَ بيدْ./ أبا فرات )
وتختم كما البداية، مع الشاعر في العصر الجاهلي الحارث بن وعلة الجَرمي حيث رَفَضَ أن يأخذ بثأر أخيه، وخاطب مُحرضيه بكلمة أُمَيمَّ:
” قَومي همُّ قَتَلوا أُمَيمَّ أخي، فَإذا رميتُ يُصيبني سَهمي.
فَلَئن عَفَوْتُ لأعفوَنْ جَللاً، وَلَئِن سطوتُ لأوهِننْ عَظمي.”
سلاماً عراق/ بغداد الخير والأصالة وتحية محبة لعشاقك.. رشدي.
2019-09-27