(خَلَقتْ) بريطانيا إسرائيل، لتكون (ثكنة عسكرية) في الشرق، تقوم مقام الجيش البريطاني تَقْتُلُ، وتُقْتَلْ!
وبعد حرب السويس عام 1956 ضد مصر، انتقلت الوصاية على إسرائيل من بريطانيا، إلى أمريكا؟
بعد حرب الإبادة في غزة، انتقلت إسرائيل، من موقع (القاعدة المتقدمة) إلى (محمية أمريكية)
محمد محسن
لا يجادل عاقل أن الإمبراطورية البريطانية، هي من (خلقت القاعدة العسكرية المتقدمة إسرائيل)، لتأخذ الدور الذي كان موكلاً للجيش البريطاني، في حماية المصالح البريطانية في المنطقة، وقمع أي تمرد تقوم به الكيانات السورية، التي تشكلت بعد (سايكس بيكو)، وما جاور هذه الكيانات، وصولاً إلى مصر والعراق، أما الإمارات (المتصالحة) في جنوب شبه الجزيرة العربية، فكما كانت سنداً للجيش البريطاني، أصبحت سنداً لإسرائيل. في قمع، وتمزيق الدول العربية (الشقيقة) المعادية لإسرائيل، (مع بالغ الأسف) وحرمان المنطقة العربية من الاستقرار والتقدم، أو السعي للتلاقي.
ولكن وبعد حرب السويس عام / 1956/ التي قادتها بريطانيا وفرنسا وإسرائيل، ضد مصر عبد الناصر، الذي أمم قناة السويس، التي كانت ممراً مائياً تحت الوصاية البريطانية، تتحكم به بريطانيا.
ولكن وبعد الإنذار الأمريكي، الذي جاء بعد تهديد الاتحاد السوفييتي بالتدخل عسكرياً، والذي دفع أمريكا لممارسة الضغوط على الدول الثلاث المعتدية، للامتثال وانسحاب قواتها من مصر، منذ تلك الساعة تراجعت الوصاية البريطانية عن المنطقة، وحلت محلها الوصاية الأمريكية.
وبعد أن تمكنت أمريكا من إخضاع المنطقة العربية، من أغادير حتى الموصل، وكانت إسرائيل تلعب الدور الأساس عسكرياً، واستخباراتياً، في إسقاط جميع هذه الدول، التي لم تكن ترضخ للوصاية الأمريكية ــ الأوروبية، وكانت ممالك الخليج الأربعة، بقيادة السعودية وقطر، تساهم بأدوار فعالة، بالرجال والمال، جنباً إلى جنب مع إسرائيل، لإسقاط الشقيقات العربيات، وكان آخرها احتلال الجنوب السوري.
ولكن وبعد (تَنَمُّرِ) إسرائيل، وقصفها لإمارة قطر بالطائرات، جاء موقف ممالك الخليج رافضاً بقوة الاعتداء على قطر، وتوافق موقف ترامب مع مواقف ممالك الخليج، مستنكراً بقوة قصف إسرائيل لقطر، هذا الإعلان، الصريح يشير بل يؤكد، إلى انتقال موقع إسرائيل، من (قاعدة عسكرية متقدمة) إلى (محميةٍ تحت الرعاية الأمريكية).
وفي اجتماع شرم الشيخ، قدم الرؤساء والملوك العرب، مفاتيح المنطقة إلى ترامب الرئيس الأمريكي، ونصبوه (إمبراطوراً) مهيمناً على كامل المنطقة.
ثم جاء الاستقبال (النوعي) لأمير السعودية محمد بن سلمان، في البيت الأبيض البارحة، من قبل ترامب ليؤكد تعيين محمد بن سلمان، وكيلاً حصرياً، لترامب في تسيير أمور المنطقة.
(وهذه النقلة النوعية لإسرائيل من قاعدة متقدمة)، {إلى محمية}، يتناغم مع تراجع دور اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة، (وتعرية) إسرائيل عالمياً بعد حرب الإبادة الجماعية في غزة؟
2025-11-26