صالح حسين
هذه الحكاية مهداة إلى صديقي العزيز ( ابو خولة / باقر إبراهيم ) متمنيا له الصحة التامة وعمرا مديدا … تعتبر الخدمة العسكرية الإلزامية من أسوأ ما يمر به الشاب العراقي طيلة حياته البائسة، ذكريات الكراجات ومنشئات النقل التي تعتبر إرثا ً أدبيا غير مكتوب، لكنه سيبقى راسخا ً في ذاكرة جنودنا وأنا كاتب الحكاية منهم ( 1970 – 1972 ) والحكاية تقول: ركب صاحبنا الملتحق إلى وحدته، من ( معسكر الرشيد / عبر كراج النهضة التاريخي ) متجها صوب الناصرية حيث أهله، مرورا بالكوت! ومن سوء حظه أن سيدة رائعة الجمال جلست بجانبه ، وفي حضنها طفلها الرضيع تناديه بـ( حمودي ) يبدو إنه مشاكسا، أي كما يقال أكبر من سنّه، لا يقبل بالرضاعة من صدر والدته المتدفق جمالا وحليبا، ولأن الأم تعرف ( زواغيل ) حمودي، فهي تعرف كيف تجبره على ما تريد، ويبدو إنه معتاد على التهديد والتوبيخ، فبمجرد قولها له : حمودي .. ترضع لو أخلي عمو يرضع !! يستجيب الطفل صاغرا ومنكسرا حاجبيه ويرضع ! وصاحبنا العسكري ( يتكرظم ويجر حصرات ) على أمل أن حمودي يرفض الرضاعة، ولو لمرة واحدة بحياته، وينتظر الفرج، ويصدق ما تقوله هذه الأم الملاك بوعيدها خصوصا بتنفيذ قولها وتهديد طفلها تر ” يرضع عمو ” ! تكررت هذه العملية أكثر من مرة ، ومن دون جدوى ، فحمودي هذا حقير إلى أبعد الحدود ومتمترس بحض إمه… الناقلة ( السيارة ) وصلت إلى كراج البصرة… قام صاحبنا العسكري المخذول لينزل حسب ( أعتقاده – ضنه ) إنه في مدينته الناصرية، لكنه إلتفت مخاطبا ًحمودي ! نعله على عرضك حمودي، لا خليتنه نرضع .. ولا خليتنا ننزل يم ( أهلي ) يقصد الناصرية!. مربط الفرس: نعله على عرضك بريمر : لا أنت حكمت البلاد كمحتل ، ووضعت لهم دستورا ً – كما فعلتم في اليابان المحتلة – ولا سلمت الأمور بيد حكومة انتقالية تضع دستورا ً وطنيا، و لا خلتهم على نظام دكتاتوري … فقط خلقت منهم حراميه، متأسلمين ، معممين بالحقد والخلاف، فتاحين فال، ضرابين جيب 100% يتعلمون برؤوسنا فن الحلاقة، فن السرقه وبالمختصر يجيدون جميع الأدوار…
ملاحظة: بالنسبة لي ( صالح حسين ) لامع ( الدكتاتورية ) لا مع ( بريمر ) ولامع ( حمودي ) لسبب هو أن الواحد أنكس من الثاني! يكفي ( حمودي / الحزب ) والأكثر من هذا أن بديل حمودينا هو عمو ( رائد فهمي ) هذا حسب ” دستور بريمر “!.
مالمو / السويد –
30 / 10 / 2022