توضيح مهم حول الدور التركي القادم!
د.حمود النوفلي*
ما يثار من إشاعات حول طرد الحركة من قطر كلام ليس صحيح مطلقا،
الموضوع باختصار أن الحزب الحاكم في تركيا بعد هزيمته في الانتخابات البلدية الاخيرة وجد أن السبب في ذلك دوره الضعيف في دعم غزة، وكذلك تخليه عن دعم الإخوان والتحالف مع الأنظمة المحاربة لهم،
حزب الحرية والعدالة تأخر في دعم غزة خوفا من تأثير الموساد على الانتخابات البلدية بدعم العلمانيين ضد الحزب، ولكن للأسف الحسابات كانت خاطئة، فقد احجم الاتراك ذو التوجه الإسلامي عن ترشيحه ففازت المعارضة بفوز كاسح.
فبدأت تتغير السياسة التركية فورا حتى لا يخسر حزب العدالة الانتخابات القادمة وحتى ترجع ثقة الناس به، وكذلك لاحظوا أمريكا وتركيا أن الإخوان بدأوا الميل لإيران والرضا عنها، وهذا يشكل أكبر خطر استراتيجي على الكيان والصهاينة، لأنهم يعلمون يقيناً لو اتحد الإخوان مع إيران وجبهات المقاومة فسوف يتم قلب الطاولة على الجميع، وسيصلوا للحكم وستتحرر فلسطين بشكل سريع، لأنهم أقوى جبهتين لديهم مشاريع سياسية وجهادية نحو الصهاينة، ولا يوجد لديهم التطرف في التكفير والتخندق مع العدو إلا من تم اختراقه.
لذلك مؤخرا لاحظنا حسابات الإخوان بدأت تهاجم إيران، وجميعهم اتحدوا على ذلك، وسمعنا بالأمس اردوغان يتهم إيران والكيان الصهيوني بالكذب، وكل ذلك لأجل أن يرجع لدوره السابق في قيادة الإخوان وبموافقة أمريكية وكذلك بموافقة من الأنظمة العربية التي تصالح معها مؤخرا ليرجع الإخوان من التحالف والتأييد لجبهات إيران.
وحتى يكون لتركيا القيادة والدور الدولي اعتقد طلبت من قطر ومن حماس أن تنتقل الحركة لتركيا، وذلك لتخفيف الضغط من أمريكا والكيان الصهيوني على قطر، وكذلك لقدرة تركيا أن تواجه ضغوط أمريكا عندما تريدها أن تضغط على حماس بقبول الصفقة، خاصة أن تركيا لديها أوراق قوة ونفوذ أكثر من قطر، لذلك ستتحول قريبا تركيا لوسيط وستحاول تركيا السير بتحقيق خطة الاعتراف بالدولة الفلسطينية ولا مانع أن تطلب من حماس أن تقبل بوجود قوات تركية في غزة كمثل قوات اليونيفل بلبنان، وما صرح به وزير الخارجية التركية من موافقة حماس على ترك سلاحها هي مغازلة لأمريكا والكيان الصهيوني حتى يقبلوا بالدور التركي كوسيط ويقبلوا باستقرار الحركة في أنقرة.
تركيا سترجع تدعم الإخوان وسترجع تدعم المقاومة وستحاول إرجاع عموم الشعوب السنية التي خذلتها كل الحكومات السنية في الحرب الحالية، وذلك تداركا لعدم ميل هذه الشعوب لجبهات المقاومة التي تشرف عليها إيران،
للأسف الشديد سيقع الإخوان بذات الفخ والخطأ الذي وقعوا فيه في الحرب السورية، إلا من كان منهم ذكيا ولديه الحصافة والدهاء السياسي واستطاع خلع قبعة المذهبية والتحرر منها.
وحماس ستحاول تمسك العصا من النصف بين إيران وتركيا، لأنها لن تكرر الخطأ الذي أوقعتها فيه مصر بقيادة مرسي واردوغان أيام الحرب السورية.
ستسمعوا في الايام القادمة مواقف تركية قوية فيها دعم للمقاومة بفلسطين وفي ذات الوقت تصريحات تحذر من مشروع إيران، والذي يلاحظ حسابات الإخوان سيجد تغير في اللهجة واللغة المستخدمة تجاه إيران وكل ذلك ضمن القيادة القادمة من جديد.
المطلوب من الشعوب اليقظة والوعي وألا يكونوا أداة في خدمة المشاريع السياسية الانتخابية، فمرحبا بتركيا في محور المقاومة ولكن ذلك يجب أن يكون خالصا لله وثابتا وليس مؤقتا للحصول على أغلبية شعبية، وكذلك شريطة عدم مهاجمة جبهات المقاومة الأخرى وخاصة التي تدعمها إيران، وجبهات المقاومة الحالية يجب أن ترحب بالدور التركي وعدم الدخول معه في صراع نفوذ ومصالح، حتى لا يفرح العدو الصهيوني والصهيوعربي بحدوث صراع بين الأحرار والشرفاء، فساحة المقاومة والشرف تتسع للجميع،
وعلينا كشعوب واعية نقول شكرا وندعم كل من يوجه ماله ودعمه وسلاحه وسياسته وبندقيته وقلمه تجاه العدو الصهيوني ومن يقف خلفه من الدول الغربية دون النظر لمذهبه وعرقه وطائفته.
https://x.com/hamoodalnoofli/status/1781618422628925440
2024-04-20
تعليق واحد
تركيا عضو في حلف الناتو منذ ما يقرب من 70 عام .. أي أنها وجيشها بكل عتاده وعدته مع الغرب وإسرائيل ولا يمكن بأي حال أن تكون تركيا مع المقاومة إلا لإجل أهداف سياسية خبيثة