انتهت هذه المرحلة ولن يحصل تصعيد اقليمي.. بايدن قال لنتنياهو انتهينا هنا، والاسرائيلي سيبلعها بالرغم من تهديداته السابقة.
ليلى نيقولا*
طبعاً ستبدأ حرب السرديات المتبادلة حول الردّ الايراني، ويمكن أن نورد بعض الملاحظات:
١-سقوط نظرية التفوق الامني الاسرائيلي:
لأول مرة تتعرض اسرائيل لهذا النوع من الهجوم في الداخل هذا أخلّ بنظرية التفوق الامني الاسرائيلي. كانت اسرائيل تأخذ الحرب الى ديار العدو دائماً- اليوم الحرب والاستهداف في الداخل والعمق الاسرائيلي.
٢- سقوط صورة التفوق والردع الاسرائيلي:
عام ٦٧ استطاعت اسرائيل ان تهزم ٣ دول عربية مجتمعة وتحتل أراضٍ، اسرائيل فقدت صورة التفوق بدليل أن غالانت قال ان اسرائيل ستدافع عن نفسها بمعاونة الاصدقاء والجيران (وهذا ما حصل).
٣- القول ان الردّ عوّم اسرائيل ونتنياهو، يعمي الحقيقة ان الداعمين (أميركا، فرنسا، بريطانيا) ما زالوا يدعمون اسرائيل ويمدونها بالسلاح وما التصريحات التي اطلقوها سابقاً الا حملة علاقات عامة لناخبيهم.
— بالنسبة لايران:
١-كما توقعنا: تراوح الردّ الايراني بين الحاجة للحفاظ على الهيبة وعدم الوصول الى حرب اقليمية.
٢- مغادرة المنطقة الرمادية:
اضطرت ايران الى مغادرة المنطقة الرمادية واضطرت للردّّ بنفسها. عدم رغبة ايران الدائمة بعدم الوصول الى حرب اقليمية، واعتمادها المنطقة الرمادية، هو ما يشجع اسرائيل على استهداف الايرانيين بشكل دائم.
٣- الرد الايراني رسالة:
من الطبيعي ان ايران كانت تعرف ان هناك قدرة وتفوق تكنولوجي يسمح باسقاط المسيرات والصواريخ، ولكنها لم ترد ان تصعّد أكثر عبر موجات متلاحقة، بل بدا الامر مجرد رسالة قوة وردع للمستقبل أكثر منه انتقام ظرفي.
٤- استعجال ايراني للطمأنة!!
ايران سارعت عبر بعثتها في الامم المتحدة الى اعلان ان الرد انتهى وذلك قبل ان تصل الصواريخ الى اسرائيل. بدا هذا الامر مستعجلاً للطمأنة، وأظهر خشية ايرانية من التصعيد الاقليمي.
٥- الردّ الايراني غير متكافئ:
استهدفت ايران مواقع عسكرية فقط، واكتفت بما تمّ ارساله من مسيرات وصواريخ تمّ اسقاط معظمها (كما كان متوقعاً).
– من ناحية التكافؤ، هذه الضربة غير متكافئة مع ما يستمر الاسرائيلي بفعله ضد ايران في الداخل والخارج من استهداف واغتيالات.
في هذا الاطار، يبدو ان هناك توافقاً بين الاميركيين والايرانيين لعدم الانجرار للتصعيد الاقليمي. وهو ما فعلته ايران بدقة عبر هذا الردّ المضبوط.
https://x.com/lnicolasr/status/1779426902630904277
2024-04-14