المهاجرون في نيويورك ينتصرون لغزة!
ميلاد عمر المزوغي
الحرب الاجرامية الابادية العنصرية على غزة القت بثقلها على مجريات الاحداث في العالم باسره, سنتان من القتل الممنهج والتدمير الشامل لقطاع محاصر على مدى عقدين من الزمن لا تدخل المؤن الا بتصريح من الكيان الصهيوني, منظمة غوث وتشغيل اللاجئين التي تتولى تقديم المساعدات لأهل القطاع المنكوب, اعتبرت غير مرغوب فيها من قبل الكيان واتهمت بانها تساعد المقاومين, في محاولة من الكيان لتجويع سكان القطاع الذين رفضوا الهجرة من القطاع لتشبثهم بارضهم,ورغم ذلك واثناء القاء المؤن على النازحين يقوم الصهاينة باستهدافهم لإجبارهم على الرحيل, وتحقيق حلم ترامب بان يكون القطاع منتزه وموطن جلب استثمار, لوأد القضية الفلسطينية.
الحرب على غزة حركت الشارع الغربي الذي كان مغيبا ولعقود عن معاناة القطاع والفلسطينيين بالداخل فتحركت الجموع الغفيرة المنادية بوقف العمال الاجرامية وادانة اعمال الصهاينة وضرورة العمل على ايجاد حل للفلسطينيين وطالبت تلك الجموع بان تتوقف بلدانها عن التعامل مع الصهاينة وبالأخص في المجال العسكري ,وفعلا استجابت بعض الحكومات لمطالب شعوبها بإعلان زعماء الصهاينة مجرمي حرب واحالتهم الى محكمة الجنايات الدولية لمعاقبتهم, في حدث تاريخي غير مسبوق في الولايات المتحدة.. برز اسمان مسلمان في المشهد الأمريكي..”زهران ممداني” القادم من احدى مستعمرات الغرب السابقة ليتولى منصب عمدة نيويورك و”غزالة هاشمي” التي كسرت احتكار السياسة في فرجينيا! وفازت بمنصب نائب حاكم الولاية, قصة كفاح تمتد من الهجرة إلى العمل السياسي، ومن الهامش إلى التأثير الحقيقي. في مجريات الاحداث المحلية وقد تكون هذه الوجوه المتألقة نجوم عالمية. فهل يشهد التاريخ بداية تحوّل في وجه أمريكا السياسي؟.
التغير في نمط التفكير الغربي والتحول من سادة يحكمون الاخرين, الى اناس يشعرون بالمآسي التي سببوها للاخرين,يبشر بخير وبعالم متآنس, مسالم يقدس حرية الراي والتعبير وينبذ العنف والتفرقة العنصرية, الدينية والعرقية .
كشف آخر استطلاع للرأي أجراه معهد روبن الأكاديمي أن 24% من اليهود المقيمين بداخل فلسطين المغتصبة وهم من مختلف الفئات العمرية والتعليمية, يدرسون إمكانية مغادرة البلاد ليس مجرد تفكير عابر، بل دراسة جدية لخيار الهجرة. فهؤلاء يرون ان مستقبلهم في الخارج وليس البقاء حيث هم الان, ويعتبر الكثير من المحللين انه في حالة اقدام هذا العدد على الرحيل فانه يمثل خطورة على مستقبل “الدولة” ومشروعها وطموحاتها التوسعية والعنصرية وايضاً إمكانيات صمودها في محيطها الذي يرفضها شعبيا وان كانت انظمته تطبع معها بخطى متسرعة . المؤكد ان ما يسمى بارض الميعاد لم تعد تمثل اكثر بقاع العالم امانا لليهود بسبب سياساتهم الاجرامية بحق سكان الارض الاصليين وتنامي العداوة بينهم على مدى 7 عقود او يزيد, ربما يتبادر الى الذهن وفق هذه المعطيات هل اليهود الذين اتوا الى فلسطين المحتلة من كافة اصقاع العالم على اعتبار انها ارض ميعادهم المزعوم ,سيحملون حقائبهم ويرحلون؟ ربما الى حيث اتوا,او بلدان اخرى ترحب بهم.
7 اكتوبر لم يكن عاديا ,ندرك ان الخسائر البشرية بصفوف المقاومين والمدنيين جسيمة, ولكنها كانت ضرورية لتعيد للقضية الفلسطينية مكانها بعد ان حاول الكثير طمسها وفي نفس الوقت كشفت عن مدى همجية الصهاينة واسقاط ورقة التوت عنهم, اصبحوا منبوذين عالميا.
الغريب في الامر ان 450 مليون عربي ومليار مسلم يفتخرون بما قام به أبنائهم في المهجر من تغيير في ثقافة الاخرين بشأن قضايانا المصيرية . بينما العرب والمسلمين رغم امكانياتهم المادية لم يستطيعوا فعل ذلك.
مهاجرونا الذين ربما تركوا اوطانهم الاصلية بسبب العوز ,او لأجل اكتساب المعرفة والحصول على فرص عمل او بسبب العنف السياسي او الديني باوطانهم,لم تغب عنهم قضاياهم المحلية, ومع مرور الوقت استطاعوا تعبئة الراي العام الذي يعيشون بين احضانه بإمكانيات بسيطة ,فكانت الهزيمة الكبرى للوبي الصهيوني في احد اكبر المدن الأمريكية الذين انفقوا مئات الملايين من الدولارات في سبيل قطع الطريق على زهران ممداني الذي اصبح عميدا لبلدية نيويورك ..واعتبر ترامب ونتنياهو ان يوم فوزه احدث لهما صدمة, المهاجرون البسطاء ينتصرون لغزة.
2025-11-07