متابعة ورأي…التحركات والاحتجاجات الشعبية الواسعة التي انطلقت من مدينة البصرة
احمد الناصري
التحركات والاحتجاجات الشعبية الواسعة التي انطلقت من مدينة البصرة، وانتقلت إلى محافظات ومدن كبيرة وكثيرة، هي تعبير واضح على تفاقم أزمة الانهيار ووصولها إلى مراحلها النهائية التي لا يمكن التعايش معها عدا عن القبول بها. وهذا يعني فشل وتوقف (العملية السياسية الطائفية والوضع السياسي). وهو فشل صريح وتام لسياسة السلطة الطائفية المتخلفة بكل وجوهها وأسمائها وأحزابها وكتلها وشعاراتها وأساليبها ورموزها المقدسة وغير المقدسة، وتجاوز كامل ونهائي للعبة الانتخابات المزورة والسخيفة الأخيرة، وكل ما يتعلق بالعملية السياسية الطائفية التي فرضها الاحتلال على بلادنا.
أعود إلى الفكرة (الوطنية) الرئيسية بمعارضة ورفض السياسي (العملية السياسية الطائفية) وأسسها ودستورها ونهججها الاقتصادي والأمني والسياسي، المشوه والمتخلف والفاسد والفاشل. هذه هي الفكرة الرئيسية والنهائية التي ستصل اليها الحركة الوطنية الشعبية (الخلاف مع الوضع السياسي وليس الخلاف حول بعض النتائج والمشاكل).
التحرك الحالي هزة قوية وجديدة للوضع على طريق اسقاطه وتغييره، مرتبطة بمقاطعة الانتخابات كاحتجاج ورفض شعبي للوضع. وهي عملية تدريجية طويلة، لا يمكن تحقيقها بضربة أو دفعة واحدة، بسبب الظروف والامكانيات، التي أبرزها غياب حركة وطنية ثقافية سياسية جديدة لما بعد الاحتلال…
من الطبيعي بأن يعاني التحرك الحالي من نواقص جدية، سياسية وتطبيقية، لكن المهم والحاسم فيها تعزيز وتطوير أفقها الوطني التدريجي الشامل، حيث لا يمكن إصلاح وتعديل وتغيير النظام!
اهم درس في التحرك هو تجاوز اللحظة الحالية وانتخاباتها المزورة وكتلها ومهزلة الكتلة الأكبر وكل ما يتعلق بهذا التزييف والتهريج. انها لحظة رفض ومعارضة الوضع، على أن لا يكون موسمي مرتبط بجحيم الحر والحرارة وغياب التبريد بسبب كارثة الكهرباء (على أهميتها) وليس بسبب كارثة وطن مدمر!
هناك طاقات شبابية رائعة وكبيرة، وهناك أساليب جديدة يمكن تحديثها وتطويرها والاستفادة من تجارب كثيرة أبرزها التجربة التونسية وكذلك التجربة المصرية بالتحرك الشعبي وتنظيمه وتطويره…
2018-07-12