الانتخابات الامريكية .. الموقف الروسي!
ابو زيزوم.
يتابع الانتخابات الامريكية كثيرون حول العالم ، سواء من يتمنى الفوز لترامب او من يتمناه لبايدن . ولن اتحدث عن الصين الخصم الأكبر للولايات المتحدة ، فصراعها مع واشنطن استراتيجي لن يؤثر في وجهته هذا الرئيس او ذاك . اما روسيا الباحثة عن مناطق نفوذ ، والتي لا تشكل ندّاً اقتصادياً للولايات المتحدة فإنها بالتأكيد تود بقاء ترامب في البيت الابيض . لو كان في البيت الابيض أي رئيس آخر غير ترامب لما سمح للروس ان يلعبوا كل هذه الأدوار في العالم وخاصة في الشرق الأوسط . لقد عطل ترامب الدور الامريكي في مناطق كثيرة واصطدم مراراً بالدوائر الامريكية ذات الخطط الكبرى المتعوب عليها عقوداً من الزمن . وما زلنا نذكر قراراته المتتالية بالانسحاب الكامل من سوريا التي أربكت الاستراتيجية الامريكية في الشرق الأوسط حتى استطاعت المؤسسات العميقة فرملتها واحتواءها .
لا يخفي الروس رغبتهم في بقاء ترامب رغم كل مشاكلهم التفصيلية مع بلاده في فترة رئاسته . فالمحصلة انهم يستفيدون اكثر مما يخسرون . ولو نظرنا الى نشاطاتهم في سوريا وليبيا والقوقاز لرأيناهم يعملون منفردين أحياناً دون منافس يعيق مخططاتهم . بل انهم يخترقون أحياناً معاقل أمريكية راسخة كمصر والخليج .
استراتيجية ترامب الاقتصادية تركز على الصين كخصم خارجي ، وتركز داخلياً على وقف الإنفاق في المشاريع السياسية . الامر الذي اضعف دورها في مناطق عديدة من العالم مما خلق بيئة ملائمة للروس كي يتوسعوا بلا قيود .
الروس متهمون بالتآمر لإنجاح ترامب في الانتخابات الماضية . وقد جرت تحقيقات أمريكية بهذا الخصوص مما يعني ان الاتهام جدي . وبصرف النظر عن إمكانية القيام بذلك من عدمها فإن فوز ترامب سيكون خبراً ساراً للكرملين ، يعني مهلة اربع سنوات اخرى امام التقدم الروسي في المناطق الرخوة من العالم .
( ابو زيزوم _ 901 )
2020-10-20