الإرهاب الفكري والإعلامي
ضجيج عال مفتعل…
أحمد الناصري
رغم إن جورج قرداحي، شخصية إعلامية غير معادية لأنظمة الخليج الرجعية والقمعية المتخلفة، وقد ساهم وعمل في قنواتها (وهذه دعاية ومشاركة وقبول وترويج إعلامي وتجاري لهم)، لكنه عندما قال رأي بسيط وصحيح، حول عبثية الحرب على اليمن وضحاياها البشرية وخسائرها المادية، قبل أن يصبح وزير، في برنامج عادي (كذلك موقفه من حرب التدمير في سوريا)، تدخلت السلطات السعودية على أعلى المستويات، ومعها الأمارات والسفارات والأذرع الإعلامية التابعة لهما، وقامت هذه الجهات بحملة شرسة غير مسبوقة ضد الإعلامي والوزير جورج قرداحي، وصلت إلى المعايرة والشتم والمطالبة بإقالته وطرده من وزارة الإعلام في بلد ثاني، هو لبنان المدمر وغير المستقبل بسبب التدخلات والتخريب.
الموقف السعودي يعكس خوفهم من النقد والرأي المختلف، إلى جانب تخلفهم وتعصبهم ومعاداتهم لأي رأي مخالف، والعمل على منعه وقمعه، بالمال والشراء والتدخل والتصفية الجسدية مثل ناصر السعيد. لقد صمتوا صمت العبيد على إهانات ترامب المتكررة، ولم يردوا على رأي يصدر من الصحافة الغربية، لكنهم وجدوا في قرداحي هدف وفريسة سهلة لتصعيد الصراع والضغط على لبنان، بعد فشل محاولة كمين جعجع في الطيونة…
2021-10-31