فقاعة صغيرة ، لا تستر الخيبة!
عارف معروف
عندالقاء القبض على بطل الحفرة ، صدام حسين، سُمح لعدد من اعضاء ” مجلس الحكم ” في حينه بلقاءه وسؤاله عما يريدون . كان من ضمنهم موفق الربيعي ، ” مستشار الامن الوطني !” الذي صّرح عقب اللقاء انه سأل صدام سؤالا واحدا فقط :” ليش قتلت الصدر ؟” وكان اغبى سؤال يمكن ان يسأله سياسي ومعارض سابق ، ناهيك عن ” مستشار امن وطني ” ، يُسمح له بلقاء طاغية مجرم اهلك الحرث والنسل وشنّ الحروب ولم يسلم من مقتلته احد حتى قيادات حزبه او افراد من اقرباءه وعائلته .. سؤال يتضمن اجابته فيه ويمكن ان يجيب عنه اي طفل عراقي ، يومذاك ، لماذا قتلَ الصدر؟: لانه قتل كل من عارضه وكل من شك في ولاءه بل وكل من تصور انه يمكن ان يكون لديه كرامة او اعتداد بنفسه من الشخصيات المعروفة ، واراد العراق مجتمعا مستسلما ، مذعورا ومنافقا وأرضا يباباً … وكان يمكن للربيعي سؤاله والتحقيق معه عن امور جوهرية واساسية وخطيرة عن وضع العراق خلال اكثر من ثلاثين عاما من حكم النظام البعثي كان فيها صدام هو لولب الادارة والمشاريع والاتفاقات السرية ، كان يمكن ان يسأله عن اسرار سياساته واتفاقياته السرية وحروبه وعلاقاته وداعميه .. لكن موفق الربيعي لم تكن تعنيه هذه الامور ولربما لم يطالها افقه واراد الشعبوية ومغازلة مشاعر محدودي الوعي ولو بسؤال بليد ! … وهكذا هو الامر مع اشباهه حتى اليوم ، يتصورون ان كل مفاسدهم وتسلطهم ومساوماتهم على المصالح الوطنية ومتاجرتهم بآمال الناس ولقمة عيشهم بل ودماءهم يمكن ان تغطي عليها فقاعة صغيرة وقنبلة دخان تافهة …
الناس ، ياسادة ، تعنيها السيطرة الوطنية على ثروات العراق واستغلالها في بناء اقتصاد حيّ ومنظم ومنتج لكي يعيشوا في بحبوحة تتيحها لهم ثرواتهم ويضمنوا مستقبل ابناءهم …
الناس ، ياسادة ، يعنيها استقلال القرار السياسي وفرض الارادة السياسية وفقا لمتطلبات المصلحة الوطنية بعيدا عن كل هيمنة اجنبية ، مباشرة او غير مباشرة …
الناس… يعنيها بناء وطن موحدّ على اسس دستورية واضحة وثابته ومجتمع ديمقراطي تنبني فيه علاقة المواطن بالوطن على اساس المواطنة وحقوقها المتساوية فقط …
الناس يعنيها مكافحة والقضاء على الفساد المستشري والذي اصبح، في ظلكم وتحت رعايتكم ، داءا وبيلا يستنزف ثروات البلاد لصالح قلة من المنحرفين واللصوص ..
الناس يعنيها ضمان وتلبية حقوقها في الصحة والتعليم والسكن والعيش الكريم …الخ
وغير ذلك الكثير مما يطول تعداده ، مما فشلتم فشلا ذريعا في تحقيق عشر معشاره خلال اكثر من عشرين عاما ومع ميزانيات مالية لم تُتح للعراق خلال اي من عهوده .. ولا يعنيها كثيرا حتى لو جئتم برأس ” عزة الدوري ” ، في حينها ، لأنها كانت ستسألكم في اليوم الثاني : حسناً وماذا بعد .. ما الذي ستفعلونه اتجاه حياتنا ومطالبنا ومستقبل ابناءنا ؟!
2025-02-04