عزاء ووفاء..!
معن بشور.
لم تعرف بيروت التي شهدت كل أنواع الكوارث والمجازر والحروب كارثة بحجم كارثة الامس في مرفأها التاريخي، فالشهداء بالعشرات، والجرحى بالالاف، والخراب والدمار يشمل كل حي وحارة وشارع، والزجاج يملأ الطرقات، والأهالي المفجوعون بمصابهم او الباحثون عن أحباء لهم فقدوا من هول الانفجار يجولون هائمين على وجوههم في مدينة كانت على الدوام مدينة للحب والفرح…
وما يعوض على أهل بيروت، ولو قليلاً، هو حجم التضامن العربي والإنساني الضخم الذي يكشف عن مكانة هذه المدينة – المنارة في عقول وقلوب مئات الملايين من البشر، وهو تعاطف ينبغي استثماره من اجل نهوض لبنان من تحت ركام هذه الكارثة ، وكل الكوارث التي سبقتها، والتي تسببت فيها ، وأبرزها كارثة الفساد والاستهتار بسلام الناس وأمنهم وحياتهم…
العديد العديد من بيانات التضامن ورسائل التعاطف والاتصالات الهاتفية التي وصلتني من كل أقطار أمتنا وبلاد العالم، كما وصلت لغيري، لم تكن مجرد عزاء بالمصاب الهائل الذي حل ببيروت بشراً وحجراً فحسب، بل كانت ايضاً تعبيراً عن حب كل شرفاء العرب واحرار العالم لمدينة جمعت بين أبداع حضاري وسمو انساني ومقاومة لكل الطامعين…
لقد أوقف أهل بيروت ومعهم اخوان لهم عرب، التقدم الإسرائيلي لاحتلال عاصمتهم في 4 آب 1982، وكتبوا للتاريخ ملحمة بطولة يعتز بها كل شريف ومخلص، واليوم سيحول اهل بيروت ومعهم إخوانهم في امتهم واحرار العالم الرابع من آب 2020 الى فرصة للنهوض وإعادة الألق الى عاصمة كانت، وستبقى، منارة في أمتها والعالم…
فالشكر لكل كلمة قيلت او مبادرة أتخذت، او رسالة وجهت، فكل ما شهدناه هو وفاء لمدينة مشهود لأهلها الوفاء لكل قضايا الامة والإنسانية.
5/8/2020