سلسلة العبث المجدي ٢٥: “صوت الحديد من جديد”!
في رام الله مؤتمر تنظمه حركة شبابية مستقلة الحضور شبابي، متنوّع، الكل يتهامس عن المال، الصفقات، التكتلات، الكل يعرف لكن لا أحد يتكلم بصوت واضح، حتى صعد إلى المنصة رجل لم يكن مُدرجًا على جدول الكلمات محمود سعادة، وقف بدون أوراق، بدون حراسة، وبصوته العادي جدًا قال:
“أنا محمود سعادة أمين عام الحزب الشيوعي الفلسطيني،
حزبنا صغير، نعم لكنه كبير في رفضه للمساومة، والحياد، والتواطؤ،نحن نرفض التحريفية والانتهازية، سواء جاءت من منشقين في حزب الشعب، أو من منظّرين يبيعون أنفسهم لسلطة أمر واقع لا تمثل سوى مراكز القوى، أو لمن يحملون ملايين الخليج ويظنون أن فلسطين تُشترى بشوال طحين.”
سكت قليلًا، ثم قال: “نحن لا نقف مع عزام الأحمد إن كان يتاجر بالشرعية، ولا مع بسام الصالحي إن قبِل أن يُشترى حزبه بدفعة مالية، ولا نقف مع دحلان إن ظنّ أن المال هو برنامج سياسي، ولا مع مشعل إن كان يعقد صفقات في العتمة ويهتف في النور، نحن مع فلسطين فقط.”
صفّق الجمهور بشراسة، لا لأنهم شيوعيون، بل لأن أحدًا قال أخيرًا ما لم يجرؤ أحد على النطق به.
في رام الله، عزام الأحمد يرمي قلماً على الطاولة ويقول:
“هؤلاء لا يشترون، ولا يُشترون هذا مزعج.”
في غزة، دحلان يبتسم ابتسامة خفيفة ويقول لمستشاره:
هو لن يربح لكنه قد يُسقط غيرنا.
أما في زنزانته، كتب مروان البرغوثي في دفتره:
“الشرف لا يحتاج جمهورًا, كلمة صادقة تُربك نظامًا كاملاً.”
في نابلس، كتب الشاب الذي لم ينضم لأي حزب بعد:
“قد أكون شيوعيًا لا لأني أفهم الماركسية، بل لأني أبحث عن رجل لا يُباع.”
سلسلة العبث المجدي
2025-04-25