بين ” الإحتلالين الإيراني والأمريكي الإسرائيلي” وما تشهده المنطقة أين هو لبنان ؟؟.
كتب ناجي صفا
” الاحتلال ” الإيراني الذي روج له عدد من اللبنانيين على مدى سنوات حتى غدا لازمة استبدل الآن بإحتلال أميركي- اسرائيلي. فكما يحكى بموجب اتفاقات وملاحق سرية جرت بين إسرائيل والولايات المتحدة حول حرية الحركة لإسرائيل ويعبر عنه بكمية الخروقات الإسرائيلية منذ الأيام الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار، حيث يبدو ان ثمة تكريس لهذه الإتفاقات الجانبية التي لم تذكر في صلب اتفاق وقف اطلاق النار ..
اللبنانيون منقسمون حول ما يجري ، فمنهم من يرحب بشكل مباشر وغير مباشر بالإحتلال الأميركي – الإسرائيلي للتخلص من حزب الله، وقد عبروا عن ذلك صراحة خلال الحرب بشتى التعبيرات، ومنهم من كان يرشد الإسرائيلي إلى امكنة يحتمل وجود قيادات لحزب الله ، وصولا إلى قصف البرلمان ، تحت عنوان اختباء قادة حزب الله في البرلمان، ويمني النفس في آن تجهز إسرائيل على حزب الله ، لبنانيين آخرين ذاقوا لوعة القتل والتهجير ما زالوا على ولاءهم لحزب الله، وبالتالي الموافقة على ” الإحتلال الإيراني” وفقا لتعريف الجهات الأخرى المعادية .
لا حل في لبنان ، فالإنقسام الداخلي يتعمق مع استعجال الفريق المعارض على نزع سلاح حزب الله، حتى لو وصل الأمر لتوريط الجيش اللبناني بذلك، وحتى قبل تنفيذ الإتفاق الذي يعتبره فرصة لنزع السلاح .
بعض اللبنانيين يذهبون إلى تبني هذا الخيار ، غير مكترثين لنتائجه ولما يجري في المنطقة ، ولما يخطط له الاميركي والاسرائيلي من تداعيات على لبنان ، حتى ولو كان الثمن حرب أهلية ، ويغضون الطرف عما يجري في فلسطين وما يجري الآن في سوريا حيث عدنا إلى البدايات، بتحالف أميركي تركي اوكراني ، واسخدام خبرات أوكرانية للمشاركة في إدارة المعركة بالتعاون مع ارتال تركية دخلت مجددا إلى سوريا استنزافا لسوريا وروسيا معا .
الأميركي يريد استنزاف الروسي في سوريا لحساب معركته في أوكرانيا، والبشائر الإرهابية وما يجري في غرب وشمال حلب بشر بها نتنياهو عندما هدد الرئيس السوري ” ان لا يلعب بالنار ” وكان التنفيذ سريعا ، كما هدد العراقيين بأن الدور سيأتي عليهم ،
المفارقة ان “راهب معراب” يرحب بذلك نتيجة حسابات شخصية قد تطيح بالبلد ، فآشتعال النار مجددا في سوريا لن تعفي لبنان من شراراتها .
المنطقة كما ذكرت في مقالتي بالأمس على صفيح ساخن، قد تطيح بكل ما جرى من ترتيبات في المنطقة لتعيدنا إلى جذور المشكلة منذ الربيع العربي وتداعياته .
محور المقاومة امام تحد جديد باحتمال توسعة الحرب في المنطقة وعليه المواجهة ، من هنا ذكرت امس في مقالتي ان اتفاق وقف إطلاق النار يترنح ، بعد ان ثبت انه ملغوم بالف لغم ولغم ، وأن على المقاومة ان تكون جاهزة ويدها على الزناد مع وضع احتمال قلب الطاولة على الجميع كما ذكر سماحة الأمين العام الشهيد حسن نصرالله اذا ما اقتضى الأمر.
لن تفرح معراب بالتحولات التي تشهدها المنطقة ولبنان جزء أصيل منها، بعد ان عادت الرهانات القديمة ، وربما ستكون هي أكثر من يدفع الثمن ، لأن اوهام معراب واحلامها ستتبخر عندما يطلع الصباح .
إن الآراء المذكورة في هذه المقالة تعبّر عن رأي صاحبها حصراً
2024-11-30