الهوية البصرية السورية!
اضحوي جفال محمد*
احتفلت سوريا أمس بمناسبة الإعلان عن (الهوية البصرية) حيث ألقى الرئيس الشرع خطاباً أمام جمهور الحاضرين تم نقله على شاشات كبيرة في بعض المحافظات ليراه جمهور النصرة المجتمع في الساحات. وقد زين الجدار الذي شكل خلفية للرئيس وهو يلقي خطابه بصورة طير جارح يختلف وضعه عن الشعار القديم لسوريا، وأوحى الرئيس في خطابه الانشائي بأن تغيير الشعار يرمز إلى مرحلة التحرر من الاستبداد، مع ان الشعار الملغى سابق لحقبة الاسد، ويعود إلى اكثر مراحل سوريا الحديثة تحرراً وانفتاحاً في أربعينيات القرن الماضي.
ليس عندي تصور عن المقصود بالهوية البصرية، وانما أفهم الأمر على أنه محاولة انغماس بالشكليات تعويضاً عن العجز السياسي الخانق، فعندما مر صدام حسين بحالة مماثلة من العجز بعد حرب الكويت قام بتغيير اسم الدولة من (الجمهورية العراقية) إلى (جمهورية العراق) فقط لصرف الانتباه عن التدهور الرهيب للحالة المعاشية في المجتمع. وما زال الناس إلى اليوم لا يفقهون الفرق بين التسميتين.
الوضع الحالي في سوريا الان شبيه بوضع 1991 في العراق إلا من الناحية الامنية فإن الوضع العراقي آنذاك أفضل من الوضع السوري الحالي حيث التسليب والخطف وما يسمونه (التشبيح) يجري دون محاولة لإخفائه او التستر عليه. وكل فصيل، بما فيها فصائل النصرة، يمارس ما يحلو له في منطقة نفوذه، ولا يملك الرئيس من الأمر شيئاً.. فبينما كان يحتفل بالهوية البصرية كانت فصائل حلب تدمر تمثال الشهداء في ساحة سعد الله الجابري، وفصائل في دمشق تشوه تمثال صلاح الدين الأيوبي بانتزاع الترس والرمح من يديه. وكل ما استطاع الشرع فعله أن طلب من محافظة حلب اصدار بيان تقول فيه ان نصب الشهداء سقط اثناء محاولة نقله لإجراء إصلاحات. وصدر البيان بالفعل مع ان الذين دمروه قالوا عبر الفيديو انهم يدمرونه لأنه صنم. ولقد اتصلت المخابرات الأمريكية بالشرع في اللحظة الأخيرة لتنقذه من موت محقق كان ينتظر موكبه، فخرج من الموكب وقُتل بدلاً عنه مدير استخباراته حسين السلامة. وتشير أصابع الاتهام إلى تركيا بهذا الخصوص، ونؤجل الحديث عنه إلى منشور آخر كي لا نطيل عليكم.
( اضحوي _ 2168 )
2025-07-05