التعذيب في سجون اسرائيل :
صراخ الصامتين !!
د / رفعت سيد أحمد
- بعد طوفان الاقصي وبعد حرب الإبادة الإسرائيلية ( 2023 -2025) كان من بين بنود الاتفاق الذي وقع في شرم الشيخ ؛ أن يتم الافراج عن عدد من (الاسري الفلسطينين ) ..ولكن العدو وبعد أن إستلم آسراه وجثامينهم يماطل ولا يفرج عن (الاسري الفلسطينين ) بل إن الوزير الصهيوني المتطرف (بن غفير ) يقدم قانونا للكنيست الإسرائيلي بإعدام الاسري في مخالفة لكافة الشرائع والقوانين الدولية !! *إن قتل وتعذيب الاسري أمر ليس بجديد، عبر قصة الصراع مع الصهاينة منذ (77 عاما من حرب 1948 وحتي اليوم 2025) لكن تكراره، والصمت عليه، وتعمد تجاهله من المنظمات، والأفراد والدول المعنية، هو الأمر الجديد، والمؤلم في آن، إنه (التعذيب)، والتعذيب الممنهج من قبل أجهزة الكيان الصهيوني تجاه (الأسرى الفلسطينيين) وبخاصة الأطفال منهم، إننا أمام جريمة لا تسقط بالتقادم، جريمة أبدع فيها العدو، وسائل جديدة للقهر النفسي وتدمير الذات، طيلة ال (77 عاما الماضية )ولأنها جريمة متكاملة الأركان، فهي تحتاج إلى توثيق، في إطارها العام وفي أدواتها ووسائل ممارستها، وفي هذه السطور سنحاول ذلك، آملين أن يجد ما نرصده ونوثقه، منَّ يقدمه إلى المحاكم الدولية وإلى قوى المقاومة معاً،
والآن ماذا عن وسائل التعذيب الإرهابي الذي مارسه – ولايزال – الكيان الصهيوني ضد الأسرى في مخالفة لأبسط القواعد الإنسانية الدولية؟ .
من المعروف أن في الأسر الإسرائيلي قرابة ا العشرة لاف أسير فلسطيني من كافة التنظيمات الفلسطينية، وأغلبهم (خاصة الأطفال والنساء) مورست عليهم وسائل تعذيب نفسي وجسدي وصلت إلى (105) وسيلة، وهي جميعاً محرمة دولياً،.
*على أية حال دعونا نوثق تلك الوسائل المحرمة قبل طوفان الاقصي (2023) وبعده والذي زاد في النوع والجرعة ؛ فوفقا للعديد من المواقع والمصادر الإسرائيلية والفلسطينية تلك الوسائل تشمل:
- تغطية الوجه والرأس: حيث يتعرض المعتقل لتغطية وجهه بكيس قذر؛ مما يؤدي إلى تشويش الذهن وإعاقة التنفس.
- الشبح: أي وقوف أو جلوس المعتقل في أوضاع مؤلمة لفترة طويلة، وغالباً ما يتم اجلاس المعتقل على كرسي صغير، لا تتجاوز قاعدته 25سم × 25سم، وارتفاعه حوالي 30سم وتقيد يديه إلى الخلف.
- الحرمان من النوم: حيث يحرم المعتقل من النوم لفترات طويلة.
- الحبس في غرفة ضيقة: حيث يحبس المعتقل في زنزانة ضيقة جداً، يصعب فيها الجلوس، أو الوقوف بشكل مريح.
- الحرمان من الطعام: حيث يحرم المعتقل من بعض الوجبات الغذائية إلا بالقدر الذي يبقي المعتقل حياً، ولا يتم إعطاء المعتقل الوقت الكافي لتناول الطعام.
- الضرب المبرح: حيث يتعرض المعتقل للصفع والركل والخنق، والضرب على الأماكن الحساسة، والحرق بأعقاب السجائر، والتعرض للصدمات الكهربائية.
- التعرض للموسيقى الصاخبة: حيث يتعرض المعتقل للموسيقى الصاخبة التي تؤثر على الحواس.
- التهديد باحداث إصابات وعاهات: حيث يتم تهديد المعتقل بأنه سوف يصاب بالعجز الجسدي والنفسي قبل مغادرة التحقيق.
- الحط من كرامة المعتقل: حيث يرغم المعتقل على القيام بأمور من شأنها الحط من كرامته، مثل: “إرغام المعتقل على تقبيل حذاء المحقق”.
- تهديد المعتقل بالاغتصاب والاعتداء الجنسي عليه أو على زوجته وذويه.
- اعتقال الأقارب من أجل الضغط على المعتقل.
- حبس المعتقل مع العملاء: حيث يتم وضع المعتقل مع مجموعة من العملاء الذين يعملون لحساب المخابرات الإسرائيلية.
- أسلوب الهز: حيث يقوم المحقق بالإمساك بالمعتقل، وهزه بشكل منظم وبقوة وسرعة كبيرة من خلال مسك ملابسه، بحيث يهتز العنق والصدر والكتفين؛ الأمر الذي يؤدي إلى إصابة المعتقل بحالة إغماء ناتجة عن ارتجاج في الدماغ.
- عرض المعتقل على ما يسمى بجهاز فحص الكذب.
- تعريض المعتقل لموجات باردة شتاء، وموجات حارة صيفاً، أو كلاهما معاً.
- حرمان المعتقل من قضاء الحاجة.
إن المثل يقول (وشهد شاهد من أهلها) وفي قضية التعذيب الممنهج، تأتي عشرات الشهادات الإسرائيلية الموثقة قبل طوفان الاقصي (2023) وبعده …والتي تؤكد شيوع التعذيب الصهيوني ضد الأسرى الفلسطينيين، ولنتذكر هذه الشهادة الإسرائيلية المهمة، ففي مقالة مطولة نشرها في ملحق صحيفة “هآرتس” الأسبوعي (28/12/2017)، تحت عنوان “هكذا حاولت محاربة التعذيب في الشاباك وكدتُ أنجح”!، روى المحامي الإسرائيلي أفيغدور فيلدمان أحد أشهر المحامين المستأجرين للدفاع عن المعتقلين الفلسطينيين والذين تصفهم الصحف الإسرائيلية بأنه من المعادين لجهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، وعن تجربته المريرة في هذا النضال المتواصل منذ سنوات طويلة واعترافه بأنه فشل في نضاله هذا: “لسنوات عديدة، حاولتُ محاربة التعذيب في الشاباك، قضائيا، بل واعتقدتُ بأنني قد نجحتُ وحققتُ نصراً بتحويل إسرائيل إلى دولة أفضل. لكن، كم كنتُ ساذجا”! ثم قدم عبر مقاله التوثيقي نماذج من التعذيب ضد الأسرى وشهادات حية تستحق كلها النشر في مقال مستقل؛ وسنكتفي هنا بإحدى الوسائل التعذيبية المهينة والخطرة وهي إجلاس المحقَّق معه على كرسي صغير (للأطفال) في “وضعية الموزة” وهو مقيّد اليدين والساقين لساعات طويلة. ويقول: “رأيت هذا الكرسي بأم عيني خلال النظر في أحد الملفات لدى القاضي شلومو إيزكسون، الذي كان قاضيا مدنيا ورئيس لجنة التسريحات في لواء المركز. في إحدى الجلسات، روى المتهم عن تعذيبه بواسطة الكرسي الصغير المائل إلى الأمام. وهو يؤدي تدريجياً إلى التعذيب الجسدي والنفسي الهائل وأن القاضي اكتشفه ولمسه بنفسه !! .
وذكر فيلدمان في شهادته أنه في فترات الاستراحة بين التحقيقات كان يتم التعذيب الممنهج ضد المعتقلين
بعد هذه الشهادات الإسرائيلية زادت جرعات التعذيب للاسري وتنوعت وخاصة في سنوات حرب الإبادة لقطاع غزة (2023-2025) ومنها الاسر في أنفاق تحت الأرض بلا هواء ومظلمة ..وهو أسر أقرب للدفن للاسير الفلسطيني والان للبناني بعد هذه الحرب ومساندة المقاومة اللبنانية لاهل غزة والتي للأسف تعاقب عليها اليوم من (عرب –أمريكا !) وبدلا من أن تكرم بعد أن قدمت مئات الشهداء ومنها قادتها العظام !! وهناك عقوبات ووسائل تعذيب أخري قاسية منهاوسيلة تسمي تحديد وقت طلب الماء و عقوبة “السنوك”، هو عبارة عن غرفة صغيرة جداً طولها 180سم وعرضها150 سم، للقهر والتعذيب * *
.. تلك بعض وسائل التعذيب التي تستخدمها أجهزة العدو الصهيوني ضد الأسرى الفلسطينيين، الذين في أسرهم “الصامت” يصرخون، لكن لا يسمعهم أحد، خاصة ذوي القربى !!
2025-11-16