بمناسبة عام على طوفان الاقصى
مآل 7 أكتوبر بعد عام في قضية الاستيطان في غزة
الباحث محمد محفوظ جابر
هذه الورقة مقدمة بتاريخ 8/10/2024 بدعوة من مركز تعلم واعلم للأبحاث والدراسات، بمناسبة ذكرى مرور عام على طوفان الأقصى ومآل هذا الطوفان على الاستيطان في غزة،وقد ادار الندوة د. احمد ماضي، وتم اغناء الموضوع بمشاركات الحضور.
كل حرب عسكرية لها هدف سياسي او اكثر، فما هو هدف الكيان الصهيوني السياسي من الحرب العدوانية على غزة الآن؟.
من يعرف من هو العدو الصهيوني، يعرف ان مشروعه في المنطقة هو “أرضك يا إسرائيل من الفرات الى النيل”، وبالتالي يدرك ان غزة هي قاعدة الانطلاق الى سيناء وصولا الى نهر النيل، وهي جزء من أرض المشروع (إسرائيل الكبرى)، استنادا الى التطبيق العملي للبرنامج الصهيوني: الهجرة اليهودية الى فلسطين، الاستيطان واستيعاب المهاجرين اليهود، التوسع في ضم اراضي جديدة بالحرب او المصادرة.
إن ما خلصت اليه معاهد ومراكز التفكير الاستراتيجي المناصرة للكيان الصهيوني حول “مستقبل قطاع غزة” بناء على ما هو أفضل بالنسبة للأمن القومي، كانت توصيتها الأولى:
- اخراج حركة حماس من المشهد السياسي للمنطقة، من أجل إعادة ثقة الإسرائيليين بالأمن والاستقرار، والإيمان بأن “إسرائيل” لا تزال وجهة مستقطبة للاستيطان اليهودي.
في حرب يونيو/حزيران 1967، احتل الكيان الصهيوني قطاع غزة، ثم انسحب منه بشكل أحادي عام 2005، حيث قام بتفكيك 21 مستوطنة في قطاع غزة وإخلاء سكانها البالغ عددهم عند القيام بالخطة 8600 مستوطنًا إسرائيليًا. بُنيت أول مستوطنة في عام 1970، وقد استحوذ كل مستوطن إسرائيلي على 400 ضعف من الأراضي المتاحة للاجئين الفلسطينيين، وكذلك 20 ضعفًا من حجم المياه المسموح به للفلاحين في القطاع.
بدأ إخلاء قطاع غزة من المستوطنين بتاريخ 15 آب 2005، واكتمل الإخلاء في غضون ثمانية أيام. أكمل الجيش الإسرائيلي إخلاء مستوطنات شمال الضفة الغربية بتاريخ 22 ايلول، وبدأ الانسحاب. بعد إنهاء الخطة بدأت مرحلة إيواء المرحلين والتي انتهت عام2011.
نُقل مستوطنون من غزة وشمال الضفة وأُسكنوا في عكا ويافا ثم اللد والرملة، وظهر ذلك جليا منذ عام 2008، من إقامة أحياء سكنية جديدة لهم ومنع العرب من شراء قسائم بناء أو شقق فيها. كما أن أولئك المستوطنين صرحوا دون مواربة عن تصوراتهم بتغيير توزيع السكان في المناطق التي عادوا إليها، فبانتقالهم ليافا مثلًا، ساهموا في زيادة تعداد جاليات يهودية أكثر يمينية وضمان كون اليهود أغلبية فيها.
لماذا انسحب شارون؟
بغية الالتفاف على ما تبنته اللجنة الرباعية الدولية (الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي وروسيا) “خريطة الطريق” لحل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، التي تنتهي بفكرة إقامة دولة فلسطينية، طرح أريئيل شارون رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك في سنة 2004، مشروعاً يرمي إلى “فك الارتباط” بقطاع غزة، ويقوم على أساس انسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع، وتفكيك المستوطنات اليهودية الـ 21 القائمة فيه، فضلاً عن أربع مستوطنات مقامة في شمال الضفة الغربية، على أن تحتفظ “إسرائيل” بالسيطرة على حدود القطاع ومعابره ومجاليه الجوي والبحري، ويظل معتمداً على “إسرائيل” بشأن التزوّد بالمياه والكهرباء. وبعد رحيل آخر المستوطنين، في 22 آب/أغسطس، غادر آخر جندي إسرائيلي قطاع غزة في 12 أيلول/سبتمبر 2005.
غلاف غزة
وعقب الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، أنشأ الاحتلال “منطقة عازلة” على طول الحدود البرية، وبقيت عشرات المستوطنات القريبة من القطاع التي يطلق عليها الآن غلاف غزة، ويبلغ عددها نحو 50 مستوطنة، وتقع في مسافة تبلغ نحو 40 كيلومترا في محيط القطاع.
وقد ارتفع عدد المستوطنين في ما يسمى “غلاف غزة” من نحو 42 ألفا عام 2009 إلى حوالي 55 ألفا عام 2019، بزيادة قدرها 30.6%، بحسب تقرير سابق لموقع “غلوبس” الاقتصادي الإسرائيلي.
ويتكون هذا الغلاف من 3 مجالس إقليمية تابعة للحكومة الإسرائيلية، وهي “مجلس أشكول” ويمتد على مساحة 380 كيلومتراً مربعاً، ويسكنه أكثر من 13 ألف مستوطن، يعيشون في 32 مستوطنة.
والثاني “مجلس أشكلون” ويقع على 175 كيلومترا مربعا، ويعيش فيه حوالي 17 ألف إسرائيلي في 4 مستوطنات، والثالث “مجلس شاعر هنيغف” ويمتد لمساحة 180 كيلومترا مربعا، وفيه 11 مستوطنة، يعيش فيها أكثر من 7 آلاف مستوطن.
وأبرز هذه المستوطنات كيسوفيم وزيكيم ونحال عوز وكريات ملاخي وكريات غات وسديروت، وهي من أكثر المناطق التي تستهدفها الصواريخ والقذائف الفلسطينية التي تنطلق من القطاع.
صوّت الكنيست في الرابع عشر من مارس/آذار 2023، بالأغلبية على تعديل “قانون فك الارتباط”، الذي يلغي التشريع، الذي أمر في سنة 2005، بإخلاء أربع مستوطنات في شمال الضفة الغربية، بعد ذلك عاد المستوطنون إلى مستوطنة حومش وشمال الضفة، وهذا سند قانوني محلي يشجع على الاستيطان في غزة.
وهكذا لم يعد احتلال قطاع غزة وإعادة إنشاء المستوطنات الإسرائيلية مجرد حلم صهيوني، فقد عمل وزراء الحكومة الحالية وأعضاء بارزون في الكنيست، وشخصيات عامة وآلاف الناشطين جاهدين لتحقيق ذلك، واستغلت هذا القانون وبعده حرب طوفان الأقصى في السابع من تشرين الاول 2023.
وعلق بن غفير، “ان إخلاء المستوطنات خلال خطة فك الارتباط في عام 2005، أدى إلى العنف وإطلاق الصواريخ من القطاع ضد المواطنين الإسرائيليين، وبلغ العنف ذروته في هجمات 7 أكتوبر التي اقتحم فيها الآلاف من مسلحي حماس إسرائيل وقتلوا حوالي 1200 شخص واختطفوا 253 آخرين إلى القطاع.”
وقال بن غفير: “جزء من تصحيح الخطأ، الاعتراف بالخطيئة التي جلبت علينا 7 أكتوبر وجلبت علينا طرد (المستوطنين من غزة في 2005) هو العودة إلى الديار… إلى غوش قطيف وشمال الضفة.
بدأت الحملة للاستيطان في غزة بتعليق إعلانات بالقرب من الكنيست خلال الأسبوع الأول من الحرب وتجمعات صغيرة في مستوطنة أرييل بالضفة الغربية.
وفي 11 كانون الأول 2023، عقد ائتلاف من حركات المستوطنين مكون من 15 منظمة إسرائيلية مؤتمرا من أجل التجهيز لمشاريع الاستيطان بغزة، في حال تمكن الجيش من بسط سيطرته على القطاع، اجتذب حوالي 200 شخص، وقام منظموه بإعداد قائمة بالعائلات التي تعهدت بالاستقرار في مشروع استيطاني محتمل في غزة.
وبعد يومين، نشر متعهد بناء إسرائيلي على حساب شركته العقارية المتخصصة في بناء المساكن في المستوطنات بالضفة الغربية، منشوراً يتضمن رسالتين مكتوبتين بالعبرية، تعلن الأولى أن “المنزل على الشاطئ في غزة ليس حلماً”، ويرد في الثانية: “نحن، شركة جولدن ماونتينز، نعمل على تمهيد الطريق للعودة إلى غوش قطيف، وقد بدأ عدد من موظفينا العمل في أعمال الاستصلاح، وإزالة الأنقاض وإخلاء واضعي اليد، ونأمل أن يعود جميع المختطفين إلى ديارهم سالمين في المستقبل القريب، وأن يعود جنودنا إلى ديارهم ويمكننا أن نبدأ البناء في جميع أنحاء منطقة غوش قطيف.
ونظم حزب القوة اليهودية في 28/1/2024 مؤتمرا بعنوان “مؤتمر النصر”، في مركز المؤتمرات الدولي في القدس، للدعوة لإعادة الاستيطان في قطاع غزة، وادعى انه ردا على أحداث 7 أكتوبر/2023، حضره وزراء ونواب “الكنيست” البرلمان، من الليكود. وشارك في المؤتمر أيضا وزراء حزب “القوة اليهودية”، بالإضافة إلى حزب “الصهيونية المتدينة”. وكانت كتلة “القوة اليهودية” في الكنيست بأكملها حاضرة في المؤتمر، الذي شارك فيه أيضا زعماء دينيين من اليمين المتطرف، من ضمنهم الحاخام صاحب النفوذ دوف ليئور. وحضر وزير الاسكان والبناء يتسحاق غولدكنوبف، رئيس حزب “يهدوت هتوراة” الحريدي.
وأمام جمهور من آلاف النشطاء اليمينيين، تعهد 12 وزيرا و15 مشرعا من الائتلاف الحاكم بإعادة بناء المستوطنات اليهودية-الإسرائيلية في قلب قطاع غزة وتشجيع هجرة السكان الفلسطينيين بعد انتهاء الحرب مع حماس.
و ينص المخطط الذي تم استعراضه في المؤتمر، على إقامة نوى استيطانية في قطاع غزة، تشمل نواة تدعى “يشاي” وهي كلمة مختصرة لمصطلح “قبائل إسرائيل المتحدة” بالعبرية، على أن تقام على مشارف مدينة بيت حانون، شمالي قطاع غزة، بالإضافة إلى نواة “ماعوز” في الساحل الجنوبي لقطاع غزة، ونواة “شعاري حيفل غزة” في خانيونس، ونواة مخصصة للمستوطنين الحريديين تسمى “حيسد لألفيم” في جنوب رفح.
وقال وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، زعيم حزب القوة اليهودية اليميني المتطرف، لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والحضور إن “الوقت قد حان للعودة إلى غوش قطيف”. وعبر عن تمسكه بمخطط تهجير الفلسطينيين إلى خارج قطاع غزة، وإقامة مستوطنات في القطاع.
ووقّع سموتريتش وبن غفير، إلى جانب ستة من أعضاء الكنيست من الائتلاف، على ما أُطلق عليه اسم “ميثاق النصر وتجديد الاستيطان”، والذي تعهد فيه الموقعين “بالعمل على تنمية مستوطنات يهودية مليئة بالحياة” في قطاع غزة.
بينما دعا وزير الاتصالات شلومو قرعي من حزب “الليكود” الحاكم بزعامة نتنياهو أيضا إلى بناء المستوطنات في غزة و ”تشجيع الهجرة الطوعية”. وقد رفعت لافتة في المؤتمر كتب عليها فقط ترانسفير من غزة سيجلب السلام.
وشارك في تنظيم المؤتمر، حركة “نحالا” الاستيطانية، ورئيستها دانييلا فايس، الناشطة جدا في حركة الاستيطان وتخطيط البؤر الاستيطانية غير القانونية في الضفة الغربية. والمجلس الإقليمي لشمال الضفة الغربية ورئيسه يوسي دغان.
وقال داغان وهو أحد أبرز الناشطين في حزب الليكود: “علينا استعادة هذه المنطقة وإقامة مستوطنات في غزة، علينا أن نبدأ في شمال قطاع غزة، المنطقة التي كانت تقع فيها مستوطنات: إيلي سيناي ونيسانيت ودوغيت… إنها قريبة من سديروت، وهناك سيتم بناء المستوطنات الأولى. وأضاف “نحن ننتظر قرارا حكوميا بشأن إقامة مستوطنة صغيرة، أو الاحتفاظ بموقع عسكري أو شيء من هذا القبيل في شمال قطاع غزة”.
وقالت فايس، زعيمة “نحالا”، لموقع “زمان إسرائيل” أنه قد تم اختيار أسماء للمستوطنات المخطط لها، ووضع استراتيجية عمل أيضا. لقد تمكنا من تسجيل 400 عائلة في سبع مجموعات استيطانية أساسية في جميع أنحاء غزة. لدينا مجموعات أساسية في الحدود الشمالية، وفي مدينة غزة نفسها، وفي كامل مجمع كتلة غوش قطيف الاستيطانية السابقة. واضافت: “مدينة غزة ستكون يهودية. ليس لدينا مشكلة قانونية في شمال قطاع غزة لأننا استفسرنا ووجدنا أن المنطقة هناك لم تكن يوما تحت السيادة المصرية”.
لقد شكلنا فرقًا جادة، وجمعنا التبرعات. سوف نتبع نفس الاستراتيجية التي استخدمناها في الضفة الغربية: أولاً، سيقيم المستوطنون وجودًا في معسكرات الجيش. خطوة بخطوة”.
“سوف تتم تسمية كل مستوطنة على اسم جندي مختلف سقط، أو الأحرف الأولى من عدد من الجنود الذين سقطوا في غزة. ونشر لها شريط فيديو تؤكد فيه ان 2 مليون عربي لن يبقو في غزة، بل سيذهبون الى مصر وتركيا والمانيا وهولاندا والى بريطانيا والاميركتين، ومن الجيد لهم ان يرحلوا. وسنخلق لهم مشكلة انسانية حتى تقبلهم تلك الدول.
وقالت فايس إن “الملايين من لاجئي الحرب يذهبون من بلد إلى آخر في جميع أنحاء العالم”، “وحده شعب “إسرائيل” هو الذي سيستوطن قطاع غزة بأكمله وسيحكم قطاع غزة بأكمله”.
وضمن هذا التفكير الاستيطاني الصهيوني، تمكن طفلان إسرائيليان من التسلل تحت السياج الحدودي لغزة، متجهين نحو القطاع وهما يحملان العلم الإسرائيلي، في 28/شباط 2023 عندما وصل العشرات من الناشطين الاستيطانيين إلى الحدود بالقرب من كيبوتس مفلسيم لغرس أشجار، على الرغم من كون المنطقة منطقة عسكرية مغلقة. وفي مقطع الفيديو، يمكن سماع أحد البالغين وهو يشجع أحد الطفلين على “غرس العلم أيضا”.
دخلت مجموعة من تسعة إسرائيليين إلى قطاع غزة، في 29 شباط 2024، ودعوا إلى عودة “الاستيطان اليهودي” هناك. وتمكن أعضاء المجموعة من السير لمسافة نصف كيلومتر تقريبا داخل غزة من معبر ايريز، تحركت المظاهرة بعنوان “العودة إلى غزة”، نظمتها مجموعة “ناحالا” باقتحام حاجز إيرز. وأقام البعض مبنى هيكل رمزي يمثل مستوطنة جديدة على الجانب الآخر من الجدار الخرساني لمعبر إيريز ولكن داخل الأراضي المحتلة، وتمكن أورين زيف من موقع “سيحا ميكوميت” من توثيق هذا النشاط، قبل أن يقبض عليهم الجنود والشرطة الإسرائيلية، حيث تم توقيفهم، وثم إطلاق سراحهم، لتعذر تقديم أي لائحة اتهام في هذه القضية. والسؤال هو لماذا تعذر؟ لأن من يوقف أو يعتقل الأشخاص الذين يؤيدون المواقف السياسية لوزير الأمن الوطني إيتمار بن غفير أو وزير العدل ياريف ليفين أو عضو لجنة اختيار القضاة أوريت ستروك – لن تتم ترقيته في الشرطة، ولن تتم ترقيته في نظام القضاء.
في 16 آذار 2024 ألقي القبض على ستة من نشطاء المستوطنين الإسرائيليين خلال عشاء السبت بالقرب من معبر إيرز إلى غزة، حيث كانوا يقضون يوم سبت مخصص للدعوة إلى إعادة الاستيطان في قطاع غزة. وكان الأشخاص الستة، وجميعهم رجال، جزءًا من مجموعة تضم حوالي 50 ناشطًا شاركوا في الحدث والذين لهم صلة بحملة قومية متطرفة منظمة للضغط من أجل إعادة بناء المستوطنات اليهودية في غزة، وتم تنظيم هذا الحدث من قبل مجموعتين، “شافي عزة” و ”عائدون إلى ديارنا”، اللتين تروجان لإعادة الاستيطان في غزة.
أما رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، فهو امتنع عن المشاركة في المؤتمرات، لكنه صرّح أنه “يُسمح للنواب والوزراء بالتعبير عن آرائهم”، وأصرّ على أن سياسة إسرائيل فيما يتعلق بقطاع غزة بعد الحرب “يتم تحديدها من قبل مجلس الوزراء الأمني بأكمله، وأنه لم يتم اتخاذ أي قرار بشأن العودة إلى غزة”، ويتضح ان التحايل في اللعبة السياسية تقتضي منه هذا الموقف.
من ناحية اخرى في أواخر يناير 2024، أفاد ضابط عسكري إسرائيلي لم يُذكر اسمه أن نتنياهو وآخرين في الحكومة طلبوا من أفراد الجيش البدء في إنشاء “قواعد دائمة” في قطاع غزة. وبحسب ما ورد، صدرت الأوامر شفهيًا وبشكل فردي لقلة مختارة.
تحدث بعض المسؤولين العسكريين ضد المستوطنات المقترحة، زاعمين أنها ستكون أهدافًا سهلة وستتطلب شراكة أمنية مع سلطات مثل السلطة الفلسطينية. ورفض الأعضاء الثلاثة في كابينت الحرب – رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت والوزير بيني غانتس – إمكانية إعادة بناء أي مستوطنات إسرائيلية في غزة.
علما بأن الأمم المتحدة أكدت في القرارات الصادرة عنها ان الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي المحتلة غير قانوني، ودعتها إلى إنهائه دون جدوى، وعارضت دولا اوروبية ذلك ولكن سلطات الاحتلال ما زالت ضاربة جميع القرارات والمواقف الدولية بعرض الحائط.
ويعتبر المجتمع الدولي إنشاء المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة غير قانوني لأنها تنتهك المادة 49 من اتفاقية جنيف الرابعة. ولا تتوقف الاطماع الصهيونية عند النيل فهي تشمل لبنان حتى نهر الليطاني ايضا فقد نشرت حركة الاستيطان التي يدعمها الوزير المتطرف سموتريتش خريطة للمستوطنات التي يحلمون لبنائها داخل لبنان وفي الخريطة التي تم نشرها تم قطع الحدود بين لبنان و سوريا…
صحيح ان الاستعدادات والتحضيرات قريبة من التنفيذ طوال الوقت وسوف تستمر، ولكن جبهة المقاومة العربية الاسلامية اوقفت التنفيذ الى اشعار آخر منذ سنة وحتى الآن. ولا ننسى دور الجماهير في انحاء العالم ومساندتها لحقوق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره واثرها على بعض الدول في تغيير مواقفها الداعمة للكيان الصهيوني الاحتلالي.
2024-10-10
