ماهو الأردن … وطن أم مزرعة ..!!
عدنان الروسان
في خضم الفوضى التي تجتاح المشهد الأردني و التداخل بين كل شيء و كل شيء السياسة و الإقتصاد و الأمن و الخوف و الجوع و الفقر ، و الإرتباك المفزع الذي أصاب كل مؤسسات الدولة السياسية و التشريعية و الحكومة و الديوان و في ظل حالة الضياع التي يعاني منها الجميع لابد من أن نطرح السؤال المهم و الذي قد يثير حفيظة السحيجة و الطخيخة فورا ، الذين لا يطيقون أي تحليل منطقي عقلاني للأوضاع و يريدون أن يبقى الحال على ماهو لأنهم كلهم او جلهم مستفيدون و مع هذا فعليهم أن يدركوا أن دوام الحال من المحال…
ما هو الأردن …
هل الأردن كيان سياسي صنع خصيصا على عجل في سايكس بيكو و فرض على الهاشميين او من تبقى منهم بعد نفي الحسين ابن علي الى قبرص و قتل الهاشميين في العراق و سوريا و بالتالي كان شرقي الأردن وطن على مقاس الوافد عبدالله الأول و الذي أتى به الإنجليز الى شرق الأردن و اشترطوا عليه أن يكون أميرا ثم ملكا شريطة أن يقوم هو و ذريته بالحفاظ على الدور و الوظيفة الموكلة لهم و هي ان يكون الأردن منطقة عازلة بين دولة اسرائيل التي ستقوم فيما بعد و بين المحيط العربي أي Buffer Zone ، هكذا كان في الواقع و علينا أن نسلم أن لا أحد من القبائل العربية كان قادرا على الوقوف في وجه البريطانيين و الفرنسيين لأن شيوخ القبائل كانوا جهلة بالسياسة و ليسوا على مستوى الدهاء و المكر الإنجليزي و الفرنسي و لأن شيوخ القبائل كانوا يتسابقون للحصول على السلطة و النفوذ و المال و متع الدنيا و هكذا كان..
مر زمن الإمارة و نهاية حكم الملك عبد الله الأول نهاية مأساوية بعدها جاء طلال و جرى ما جرى ثم جاء الملك حسين و بصورة او بأخرى استقر الكيان الأردني و بدا شيئا يشبه الدولة ، غير ان العشرين سنة الأخيرة قلبت الموازين رأسا على عقب ، بعد تسلم الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية بدأت حقبة جديدة من الحكم و بدأت الكوابيس تتوالى على الأردنيين و هم يمنون النفس أن تكون كوابيس سرعان ما يستفيقوا منها ، المديونية التي كانت خمسة مليارات أصبحت أربعين او خمسين مليارا في السنوات العشرين الماضية ، العجز في الموازنة بات مزمنا ، رؤساء الحكومات كان الملك و ما يزال لسوء حظنا يأتي بهم من أسوأ الناس و بعضهم لا يقر انه أردني و بعضهم يحمل الجنسية الأجنبية و يحكم الأردن باسم الملك و ارتفعت الأسعار و ازداد الفقر و البطالة و انتشرت المخدرات و الموبقات و زورت البرلمانات و صار النواب مهربون و رؤساء المجالس ( يتنهزرون ) المواطن اذا تحدث و يقولون له ( اقعد يا مواطن هاظا مش شغلك ) و صار بعض الوزراء يخاطبون الشعب الأردني بالفاظ نابية ، مثل شعب حمير ، شعب زبالة ، و امرأة قرابة وزير تقول ان الشعب ما بستحي و بدو ضرب بالكندرة و وزيرة قالت أن الشعب وجهه بارد مقابل ذلك الملك اذن من طين و اذن من عجين و كأن من يشتم الأردنيين لا يعنيه و بقي كل الذين شتموا الأردن و الأردنيين في عليائهم بينما اذا واحد من الشعب شتم نفر من اللصوص قامت الدنيا و لم تقعد
ما هو الأردن …!!
هل هو دولة مؤسسات و قانون ، طيب لماذا لا تحاكم المؤسسات و القانون اللصوص و الفاسدين و تسترجع الحرامية الفارين و تسكت عن الدغري و أمثاله ، لماذا لا يقوم الملك بواجباته الدستورية و يحمينا من الوباء و الغلاء و الظلم الواقع علينا ، لماذا لا يكون هناك حكومة قوية فيها رئيس شريف عفيف و وزراء لا يغلقون دور تحفيظ القرءان الكريم و وزير خارجية ليس مثل ايمن لا فروف ، و وزير مياه يفهم بالمياه و يخبرنا مايجري في الديسة و السدود ، هل عجزت الأردنيات أن يلدن رجالا شرفاء ، أظن انهن عجزن ..
اليوم يعيش الأردن أسوأ أيامه على الإطلاق ، حالة من النفاق تجتاح المفكرين ان جاز التعبير و السياسيين و الكتاب و الموظفين و الإعلاميين و الدبلوماسيين و كل طبقات المجتمع ، اليوم تم اختزال الوطن كله في شخص الملك فهو الذي يعين و يقيل و هو الذي يفعل مايشاء و هو الذي يدير البلد دون أن يجرؤ أحد على محاسبته ، و بالتالي نحن أمام حالة استثنائية جدا من الحكم لم نعهدها أو نقرأ عنها في كتب السياسة و القانون …
الملك و نقول ذلك بكل حزن و أسف رفع نفسه عن مستوى البشر و صار الها في الأرض و الحاشية و البلاط و سحيجة البلاط يسبحون بحمده و يقدسون له ، و بعض شيوخ السلاطين المحفحفين يقسمون اغلظ الأيمان و يؤكدون على أن القوانين الأردنية كتبها عمر ابن الخطاب و ذهبنا نبحث عن قوانين عمر ، هل اباح عمر ابن الخطاب صناعة الخمر و شربه و بيعه و شراءه ، أم أن عمر ابن الخطاب اباح النوادي الليلية و الرقاصات في المدينة المنورة ، أم أن عمر ابن الخطاب أباح الربى و الزنا و زواج المثليين و عبدة الشيطان و البيجاما بارتي ، و أفلام ( بس يعني بس زي ما بؤلك ) تلك الأردنية التي مثلت فيلما و هي تزني على طرف الشارع و تتأوه و أبوها فخور بها و الهيئة الهاشمية للأفلام تمول ذلك الغثاء …
قال عمر ابن الخطاب …ياحيف شيوخ مطبعيم مطبلين كذابين يفتون بغير ما شرع الله يسرقون و ينهبون و يأتمرون بأوامر الرويبضة و يظنون أنهم يحسنون صنعا …
ماهو الأردن …!!
هل نحن وطن و سؤالي جاد و ياريت حدا من الإعلام اللي مش أسود و من شيوخ العمائم الذين يدعوننا لطاعة و لي الأمر و ان سرق مالنا و جلد ظهورنا و شيوخ الجمعيات و الحاخامات و التطبيع ان يجيبنا و ياريت جلالة الملك أمير المؤمنين الهاشمي سبط الرسول يجيبنا هل هذا وطن و نحن مواطنون ، أم أن هذه مزرعة و نحن عبيد و علينا أن نصمت و نطيع ..
أخيرا …
نيابة عن بعض أهل أم قيس ( كنت أجلس مع بعضهم يوم أمس ) أشكر جلالة الملك على زيارته للقرية و الموازنة الكبيرة التي خصصت لإقامة مشاريع سياحية و بنى تحتية و توسيع الطرقات و النهوض باحدى العواصم العشر للإمبراطورية الرومانية و الإغريقية و بوابة الفتح الإسلامي و قيمة الموازنة عشرون الف دينار شكلهن معصلجات شوية عند العيسوي ….
أيها الملك و الله العظيم أننا أصدق معك من المنافقين الذين يحيطون بك … لكنك لا تحب الناصحين الله يهدينا و يهديك…
Adnanrusan@yahoo.com
2022-08-22