همم…….تنقلات تاريخية لحركة اسلامية معاصرة ….!
بين النشأة والتاريخ
الدكتور سعد محمود المسعودي*
يحدثنا التاريخ ، مالذي حصل بعد وفاة ابينا آدم ، يقول التاريخ : كان الشر قد غلب ولده الشرير قابيل وذريته ، علي ولده الصالح وذريته ، وطردوهم إلى جزيرة من جزائر البحر ،
يحدثنا التاريخ ، مالذي حدث بعد وفاة النبي نوح ،
يقول التاريخ : غلب ابنائه وأصحابه الأشرار على اتباعه المؤمنين وجحدوا الله سبحانه ورسوله ، واعادوا عبادة الأصنام ، ومن اسماء اصنامهم ، ودآ ، وشواعا ، ويغوث ، ويعوق ، ونسرا ، بنفس اسمائها ومراسيمها قبل الطوفان ….
يحدثنا التاريخ ، مالذي حدث بعد وفاة النبي ابراهيم ع ،
يقول التاريخ : أن الأنبياء والصالحين من أولادهم لم يحكموا الا فترات قليلة ، فقد تغلب الاشرار من أبناء اسحق ، وقتلوا الانبياء والمؤمنين والصالحين وشردوهم ،،،
ومالذي حدث بعد وفاة النبي موسى ع،
يقول التاريخ : لم تكن هنالك طاعة من اليهود وخصوصا وصية يوشع بن نون الا قليلا ، عندما كانوا في صحراء التيه، ولما دخلوا فلسطين انقلبوا عليه ، وساعدتهم في ذلك زوجته الصفوراء بنت شعيب وغلب الفجار منهم على أوصياء موسى الشرعيين واسسوا دولة القضاء ، تتدوالها قبائل بني اسرائيل الى الآن …
وماذا حدث بعد وفاة سليمان ع ،
يقول التاريخ : انقلب أصحابه وشرار ابنائه على وصيه الشرعي اصف بن برخيا وشيعته فعزلوهم ، واستدعوا رحيمام عدو سليمان المنفي إلى مصر ثم اختلفوا بينهم ، فتفككت الدولة وضاع أكثرها ، وبقي للمختلفين امارة القدس ، وإمارة الخليل ، فملكوا عليهم ابنا لسليمان غير وصي ، وملكوا عليهم عدو سليمان الذي نفاه …
مالذي حدث بعد أن رفع الله عيسى عليه السلام ،
يقول التاريخ : تواصلت مطاردة الرومان واليهود لوصيه شمعون الصفا وبقية الحواريين ، منهم من القوا القبض عليه وقتلوهم وشردوهم ، واضطدوهم ، حتى جاء بولس بعد ثلاثين ونيف من السنين ، وادعى أنه عيسى ظهر له في السماء ، في حوران فكثر اتباعه ، ثم تبنت الدولة الرومانية ، مسيحية بولس وواصلت اضطهادهم وقتلهم وتشريدهم حتى انقرضوا ..
مالذي حدث بعد استشهاد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
يقول التاريخ : اختلف أصحابه ، وأصبحت الفتن بينهم كقطع الجراد المنتشر ، لم يرعوا الا ولا ذمة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في عترته ، وأصبحت الخلافات تمزق جسد الاسلام ، فقد نشروا أن محمدا لم يوص لاحد وبقيت الخلافة تدور رحاها في قريش ، وخلافته ليست لأهل بيته ، بل هي لقبائل قريش فهو منها وهي منه ، ولم يعلموا أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد قال انا من قريش وقريش ليس مني ، فبايعوا من لم يوصي به النبي ص .
وانقلب حال الاسلام الى مالا يحمد عقباه ، فقد سلكوا طريق قد نهاهم النبي ص عنه ، ولم يراعوا بذلك منهجهه ، ولم يعلموا أن العاقبة ستكون وبالا على الأمة ، وهكذا سار التاريخ باكثرية حاكمة وأغلبية معارضة محكومة ، وهاهو اليوم التاريخ الاسلامي الحديث يشهد ولادة جديدة لحركة ناشئة قد خرجت من رحم المعاناة ، من رحم الفوضى والتمزق ، بعد ارهاصات العقود الأربعة التي اذهبت الاخضر واليابس ، من قتل وتهجير وتدمير لذات الإنسان ، حتى أن التفكير في الصلاح والإصلاح ، قد يحكم عليه المرء ، وقد تقوده أفكاره إلى حبل المشانق ومقصلة الإعدام ، وبعد زوال الطاغية المقبور صنم البعث وكبيرهم الذي علمهم السحر ، وانجلت صفحة مظلمة من صفحات التاريخ الحديث ، قد من الله سبحانه على هذا البلد بنعم كثيرة ، اهمها ، إطلاق عنان الفكر وتوظيفه فيما يتقارب مع مصلحة الفرد ومعتقده ، الجنبة الاقتصادية للأسرة وما كانت تعانيه سابقا وما تحمل الان من سعة في الرزق وخلاص الإنسان من صومعة الفقر القاتل ، تحول الحال من حال الى حال ، وزادت التوازنات السياسية وانتهت حقبة المحكومة المستضعفة إلى فئة الحاكمة المتشعبة ، والتي أسهمت بشكل أو بأخر بإشراك الآخرين بصنع القرار ، وأخذت على عاتقها أن تسير الأمور إلى معالم الطريق الصحيح ، فخرجت ( همم ) ، من هذا المسار الصحيح بعد أن رأت بقيادتها تصحيح المسار الذي وقع به أغلبهم من صناع القرار ، وسارت بأتجاه البناء وإعادة الهيكلية الفكرية الجديدة ، بطرق قد تشغل بها الشارع المعاصر الان ، وتعد من الحركات الناشئة التي ينتظرها المستقبل القريب ، وقد تبرهن هذه الحركة الإسلامية المعاصرة ، أن بناء الدولة سيكون على عاتقها ، وقد تحل محل السياسيات القديمة ، وإخراجها بأطر حديثة تماشي الذوق العام ، على الرغم من نشأتها الأولى وبوادرها التي تلوح بالافاق ، ولها قرارها الخاص وبرنامجها ومنهجها الثابت ، مؤلفة من شباب قد آمنوا بربهم وزادهم هدى وثبات ، يسعون في مناكبها وعلى الله توكلوا ،
وختاما اقولها وبكل ود ،يسمعها مني الجميع ،
فلا ملك يدوم ولا سلطان يبقى والكل زائل والبقاء لله سبحانه ، ولأصحاب المواقف والكلمة الطيبة ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين
العراق
2024-07-02
