نتنياهو يطلب من ترامب بأن تكون (إسرائيل) أكبر قوة إقليمية.. وهذا ما يطلبه العرب من سيّدهم!
د. محمد أبو بكر*
بكلّ ثقة ودون خوف من أيّ ردود أفعال ؛ يعرض قادة في كيان الإحتلال خريطة (لإسرائيل الكبرى) تشمل أراض من الأردن وسوريا ولبنان ومصر، وهم بذلك يرسلون إشارات واضحة لخطّة اليمين الصهيوني بالتوسّع على حساب دول عربية، وهذا بالطبع يتماهى مع ماذكره الرئيس القادم ترامب والذي صرّح بأنّ مساحة (إسرائيل) صغيرة ، ويجب أن تتوسع !
العرب على نفس عادتهم ، قابلوا ذلك ببيانات التنديد والشجب ، والتي لا تساوي الحبر الذي كتبت به، وكنت آمل بأن يخرج صوت عربي، ومن أي دولة، ويؤكّد بأنه لا بديل عن فلسطين كاملة من نهرها حتى بحرها ، حتى مجالس النواب العربية ، أصابها الخرس والصمم ، وهي منشغلة بأمور أكثر من تافهة، ففلسطين ليست في قواميسها.
نتنياهو يطلب صراحة من ترامب العمل ليصبح كيانه الإحتلالي أكبر قوّة إقليمية في المنطقة ، وبالتأكيد هذه رغبة ترامب نفسه ، الذي يبدي دائما دعمه اللامحدود لنتنياهو ، وقد يعني ذلك دعم خطّة اليمين الصهيوني باتجاه التوسّع ، والذي سيبدأ من ضمّ مناطق ج في الضفة الغربية، أو ربما فرض السيادة الصهيونية بصورة كاملة على الضفّة ، تماما كما كان في السابق فرض السيادة على الجولان ، وحينها يبدأ التهجير من الضفة باتجاه الأردن ، والذي يقع هو الآخر تحت خطر الأطماع الصهيونية.
هل بمقدور العرب أن يواجهوا مخططات ترامب وحليفه نتنياهو خلال السنوات الأربع المقبلة ؟ أجزم بأنّ غالبية أنظمة العرب ستختار السير على نفس الطريق بالإستسلام والخنوع وقبول الأمر الواقع المزري ، ولكن ماذا سيطلب حكّام العربان من ترامب نفسه خلال الفترة القادمة؟
لسان حال العربان سيكون التالي .. دخيلك فخامة الرئيس ، أنت شيخنا وتاج رأسنا ، كلّنا تحت تصرّفك ، خذ ما تشاء من الأموال وحتى الأراضي ، لا يهمّ كلّ ذلك ، افرض السيادة على كلّ فلسطين ، عفوا .. يهودا والسامرة ، خذ القدس والأقصى وكل المقدسات ، سندخل جميعا في الدين الإبراهيمي الجديد ، سوف نغيّر اتجاه القبلة نحو واشنطن ، أو حتى نحو تل أبيب ، فخامة الرئيس .. دخيلك نحن طوع أمرك ، كل الولاء لك ، ومن لنا غيرك ياشيخنا الجليل ، من اليوم أنت زعيمنا الأوحد ، لن نرضى بأحد غيرك ، كل ما نريده منك فقط البقاء في مواقعنا ، لأنّك تعلم بأن سقوط أنظمتنا يعني تعليقنا على أعواد المشانق .
فخامة الرئيس ترامب .. نحن لا علاقة لنا بغزّة ، افعلوا بها ما تشاؤون ، والمقاومة أزعجتنا ، جلبت الصداع لنا ، ونتنياهو يحظى بتأييدنا وتقديرنا ، فهو الشقيق والحليف والصديق ، هو قرّة العين ، فلا تغدر بنا دخيلك ، لن تجد لا أوفى ولا أصدق من أنظمتنا تجاهك وتجاه الأشقاء في ( إسرائيل ) .
فخامة الرئيس ترامب .. أحلى بوسة لعيونك ، وننتظرك بفارغ الصبر ، سنقوم بالتوقيع على أي شيء وعلى بياض ، ثقتنا بك كبيرة ، المهم لا تزعل أبدا ، كلّ شيء راح يصير مثل ما بدّك حبيبنا الكبير .
وهذه تواقيعنا على مناشدتنا لك فخامتك !
كاتب فلسطيني
2025-01-12