من مقدمات الخراب… حرب التدمير بالمذابح والحرائق والتقسيم…!
أحمد الناصري.
حرب التدمير الشاملة والمتصلة والمتنقلة التي تتعرض لها منطقتنا وبلادنا، منذ رعونة الحرب العراقية الإيرانية، كفصل دموي خطير وطويل، راح ضحيته ملايين الضحايا من القتلى والجرحى والمعوقين (معظمهم من الشباب المتعلم) واليتامى، مع خسائر مادية باهظه، لا يمكن تعويضها بسهولة، صاحبها تراجع مشاريع التحرر الوطني وفشل الثورات والعمل السياسي والاصلاح والتقدم، بعد صراعات مريرة، بعضها عبثي، أدت إلى صعود بذور الطائفية والنزعات القومية الضيقة وعسكرة المجتمع والحياة، مع دولة أمنية قمعية فاشلة، ومجتمعات محطمة ومقسمة وفشل في تقديم أبسط الخدمات الأساسية.
لقد فشلت السياسة (الدولة والمتجمع ومؤسساتهما) في الخروج من نفق التخلف الذي ورثناه من السيطرة العثمانية الطويلة وآثارها الثقيلة والمدمرة، ثم سيطرة الاستعمار البريطاني، وتسهيل عملية احتلال فلسطين، وانتقال المنطقة إلى الهيمنة والنفوذ الأمريكي الكامل، الذي استمر وتنوع في اساليبه وسيطرته التي وصلت إلى شكل الاحتلال العسكري المباشر، وفرض سياسته وخططه على بلادنا وتوسيع القواعد الرئيسية في الخليج لضمان قضايا النفط وتأمين الكيان وما يسمى بالمصالح (الحيوية) بالقوة العسكرية المباشرة ومن خلال العملاء والتابعين، لتبدأ حروب وحرائق الإبادة والتدمير الشامل في حروب وحرائق متنقلة شملت كل المنطقة، وحطمت بلادنا وليبيا واليمن، تأخذ أشكال دينية طائفية، وكانت أبشع فصولها التدميرية الدامية في سوريا.
أنه التدمير الشامل والسقوط في مأزق الانهيار (التاريخي) العميق ومنع الحلول كهدف مباشر، بواسطة اشعال حروب التدمير الداخلية، بدعم وإدارة خارجية، تستهدف الدولة والمجتمع والحياة الطبيعية البسيطة، كي ينشغل الجميع بها ويعيشون تحت آثارها الوخيمة. هذا ما يجري في منطقتنا وبلادنا. حسب أوراق وحلقات متسلسلة تخرق من جعبة الحاوي الأمريكي.
إن منطقتنا تتعرض لغزو امبريالي منظم قديم يتفاقم الآن (منطقة تدمير إمبريالي)، مع ملاحظة غياب قوى تحرر وطني منظمة ومؤثرة، لمقاومة ومواجهة هذا المشروع. وهذه مفارقة تاريخية عجيبة ونادرة وقليلة الحصول في تاريخ الشعوب.
السعودية وقطر ومحميات الخليج التي اقامتها بريطانيا ضمن استراتيجيات الاستعمار القديم، والتي ورثتها أمريكا بالكامل وهي جاهزة بالنفط والطاقة وأموال الحجيج والخليج والدين، مكلفة بدفع تكاليف هذه المشاريع التدميرية، وهي تنفذ صاغرة ضمن دورها الوظيفي الأول الذي لم تخرج منه وعليه مقابل الحماية التي توفرها امريكا لحكامها.
هذه صورة الوضع الحقيقي في منطقتنا، حيث توجد صور ملفقة (فوتوشوب) ليس لها علاقة بهذا الواقع مبنية على الأوهام والتلفيق والعبط الذهني والسياسي…
2021-09-18