لقد نجح زهران ممداني، المهاجر، المسلم، الديموقراطي، الاشتراكي، عمدةً لولاية نيويورك.
نجاحٌ مذهلٌ، ضد ترامب، وحزبه الذي هاجمه، واتهمه، بأنه إرهابي، وشيوعي؟
نجاح زهران، يستند إلى صـمود غزة الأسطوري، وغــــروب الزمن الإسرائيلي؟
محمد محسن
لا يكاد الإنسان أن يصدق، أن شاباً مهاجراً من الهند، زوجته سورية، لم يتجاوز الرابعة والثلاثين من عمره، يغلب ترامب، رئيس أكبر دولة في العالم، وحزبه الجمهوري، وينجح عمدةً لنيويورك من الدورة الأولى، عن الحزب الديموقراطي، وهزم مرشح الحزب الجمهوري، حزب ترامب، الذي وضع كل ثقله السلطوي والمادي، ضده، كما فعل اللوبي اليهودي، وراح يتهمه مرة بالإرهاب، ومرة بالشيوعية.
وتعد نيويورك أهم وأكبر مدينة في العالم، بل عاصمة العالم، من حيث الثروة، فميزانيتها السنوية، تقدر ب / 100 مليار دولار / وتعتبر عاصمة المال الأمريكي، ورمزاً للهيمنة الأمريكية، بل هي قلب أمريكا، وما حدث في هذه الولاية، قد يتسرب إلى ولايات أخرى.
هذا النجاح المبهر، يشير إلى دلالتين إيجابيتين:
إحداهما، أن صمود غزة الأسطوري، الذي خلد القضية الفلسطينية، وأعادها إلى المقام الأول من الاهتمام الدولي، وكشف وجه الكيان الحقيقي أمام البشرية، حيث تحول الكيان من حليف للغرب، إلى عبء أخلاقي على العالم، نعم إسرائيل دمرت غزة، ولكنها خسرت العالم، ولقد جرى استطلاع في أمريكا ذاتها، أكد ولأول مرة في تاريخ أمريكا، أن غالبية الأمريكيين متعاطفين مع القضية الفلسطينية، أكثر من إسرائيل بكثير، وهذا لعمري، يشكل سابقة لا مثيل لها، وسيكون له انعكاساته في الكونغرس، وفي جميع الهيئات الأمريكية.
الثانية: أن اللوبي الصهيوني قد خف تأثيره على المجتمع الأمريكي، وعلى جميع الشعوب الأوروبية، حيث راحت أوروبا تعج بالمظاهرات، التي بلغ تعدادها في جميع المدن الأوروبية /42 /ألف مظاهرة وفعالية، مناصرة للقضية الفلسطينية، في أكثر من /700 / مدينة، وفي عشرين دولة أوروبية، وهذا يشكل سابقة لم نرها ما قبل طوفان الأقصى، كما أدت حرب الإبادة التي خاضتها إسرائيل ضد غزة، إلى انقسام حاد بين إسرائيل، وبين يهود العالم، حتى بلغت نسبة اليهود الذين لا يناصرون إسرائيل في أمريكا / 70% و 40% من يهود أمريكا، يعتبرون أن إسرائيل مارست حرب الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين.
وقاد هذا المهاجر الشاب حملته الانتخابية على الشعارات التالية حيث قال:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إن دخل نتن ياهو نيويورك سأعتقله، تنفيذاً لقرار المحكمة الجنائية الدولية،
أمريكا لسكانها وليست للأثرياء فقط، وسأرفع نسبة الضرائب على الأثرياء، وأحقق مجانية المواصلات للكافة، وسأهتم برعاية الأطفال، وسأحدد الأجور.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهذه الشعارات، لم تسمع في أي ولاية من ولايات أمريكا قبل الآن، وهذا يعتبر فتحاً جديداً، في السياسات الأمريكية الداخلية، الذي سيكون له انعكاساته على باقي الولايات، كما سيؤثر على علاقة أمريكا بإسرائيل مع مرور الوقت، وقد يأتي زمن ليس ببعيد، قد تتخلى أمريكا عن طفلها المدلل إسرائيل.
2025-11-09