لقد جرّبنا العيش عند اختفاء عائدات النفط !
د. صلاح حزام.
عندما نشرت مقالتي يوم أمس حول مصير العراقيين عند اختفاء عائدات النفط ، كتب لي بعض الاصدقاء المحترمين على الحساب الخاص معلّقين على موقفي “المتشائم” من مستقبل العراقيين بدون ايرادات النفط بالعملة الصعبة .
بعضهم قال ان العراق لديه ثروات غير محدودة ، وبعضهم لجأ الى الحلول الغيبية التي تقول ان الله سوف يساعدنا وبعضهم قال ان العراقيين شعب خلّاق ويستطيع ايجاد حلول الخ….
سوف لن اتوسّع في الرد والتفسير ، لكنّي سوف احاول ان أُذكّر هؤلاء الاصدقاء وغيرهم بما حصل للعراقيين خلال فرض الحصار ومنع العراق من تصدير نفطه !!
الجهات الدولية النافذة لم تُتعب نفسها بمنع صادرات العراق كلها بل منعوا تصدير النفط والمنتجات النفطية . السبب هو ان العراق ليست لديه صادرات سوى النفط ولذلك اذا منعت صادرات النفط مات كل شيء!!!
حتى الزراعة وانتاج الدواجن والصناعة والنقل ، كلها تعتمد على موارد النفط التي تُستخدم لاستيراد مستلزمات الانتاج وقطع الغيار.
خلال فترة ١٣ عاماً ذاق العراقيون الأمرّين وعانوا من العوز ورجعوا الى ماقبل عصر الصناعة .. لم يكن استيراد الغذاء ممنوعاً ولكن من اين لنا العملة الصعبة للاستيراد ؟؟
لم نستعمل ثرواتنا غير المحدودة ولم تتمكن ابداعات العراقيين من حل مشاكلنا .. ولم يتدخل الله بالمعجزات لمساعدتنا لأن عصر المعجزات قد انتهى !! مات الاطفال والمسنّون والمرضى من نقص الغذاء والدواء والتلوث … 
محاولة زج الله في هذه المعادلة الدنيوية محاولة للتخدير مع ان الله قادر على كل شيء…
رسول الله وعائلته واهله تعرضوا للحصار ومات بعضهم من الجوع ، ولم يتدخل الله بالمعجزة لمساعدتهم!!
الغريب ان بعض الاشخاص طيّب ونزيه ولكنه يخدم ،بدون وعي ،الفاسدين الذين يريدون تخدير الناس الفقراء.
لم تكن لدينا كهرباء وسياراتنا اصبحت في الحصار حطام وخردة ، واجهزتنا الكهربائية تعطلت وبيوتنا تداعت وملابس الناس اصبحث رثّة ، اما الطعام فكان كارثة حقيقية ..( ومن المُعيب القول ان الحصة التموينية كانت كافية ).
ماذا سوف يحصل لو استمر الحصار الى الآن ؟؟ هل يمكن أن يقدم لي أحد هؤلاء الاشخاص صورة متوقعة للوضع على كل الاصعدة ؟
2021-06-23