لبنان بين مواجهة العدو والخنوع له!
ميلاد عمر المزوغي
بداية يجب التذكير بانه منذ عام 1948، لم يُسمح للجيش اللبناني بالحصول على الأسلحة اللازمة للقيام بواجبه في الدفاع عن لبنان وسيادته”، لان ذلك من وجهة نظر امريكا والغرب الاستعماري يهدد امن الصهاينة ,وعليه فان الجيش اللبناني لن يتمكن من مقاومة المحتل وردعه .ان العمل المقاوم الذي نشأ نتيجة الفراغ الذي أحدثه غياب الدولة، هو الذي أسهم في تحقيق التحرير عام 2000، انه مثال عملي، حيث فشلت الدبلوماسية بينما نجحت المقاومة في تحرير غالبية الأراضي اللبنانية, في ظل التفوق الصهيوني، تبدو المقاومة أكثر قدرة على مواجهة العدو من خلال خوض حرب استنزافية فالمقاومة معظم تحركاتها سرية وغير واضحة.
دخل حزب الله الحرب ضد الصهاينة اسنادا لغزة من منطلق ديني واخلاقي ,وفي ظل تخاذل الانظمة العربية ,فان ذلك شكل عبئا كبيرا على الحزب وفصائل المقاومة الفلسطينية في غزة شنَّ المستعر الصهيوني حربه الثالثة على لبنان في الأول من أكتوبر عام 2024، في تصعيدٍ للاشتباكات المستمرة بين الصهاينة وحزب الله التي تعد امتدادًا للحرب الفلسطينية الإسرائيلية
تم التوصل الى اتفاق هدنة بين الطرفين برعاية عربية امريكية ,الا ان العدو لم ينسحب بشكل كامل بحلول الموعد النهائي ، إذ سحب قواته من القرى اللبنانية، لكنه أبقى قواته محتفظة بخمسة مواقع عسكرية على المرتفعات في جنوب لبنان. مع استمرار العدو في انتهاك السيادة اللبنانية وخرقه الفاضح للقرار الدولي رقم 1701، إلى جانب انتهاكه اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان، تواصل الطائرات الصهيونية عربدتها، سواء من خلال الطيران المسيّر أو الحربي، حيث تعتدي على مناطق لبنانية مختلفة. استهدفت الامنين في الجنوب.
تمنت العديد من الشخصيات الوطنية على حزب الله بعدم الرد على الاستفزازات الصهيونية لكن عدوانه المتواصل يستوجب موقفًا حاسمًا من الحكومة اللبنانية لحماية السيادة والوطن، والسلم الاهلي ,خاصة وان بيانها الوزاري أكد على حق لبنان في الدفاع عن نفسه.
الحكومة التزامت النهج الدبلوماسي والمطالبة من المجتمع الدولي بردع الصهاينة وحماية لبنان, ولكن وللأسف تبين ان هذه المساعي لم تكن مجدية, ولم تؤدي دورها في ردع العدوان الصهيوني, المؤكد انه استنادا الى عديد التجارب, فإن العدو لا يوقفه عند حدوده سوى القوة, لذلك فان الأسلوب الأفضل لمواجهة العدوان هو المقاومة الشعبية في ظل غياب الدولة او لنقل عدم قدرتها على الرد على الاعمال الحربية المتعجرفة.
المؤكد ان الامريكان والصهاينة لن ينسوا اعمال الشرفاء من الشعب اللبناني حيث وقع تفجير بطولي استهدف ثكنات مشاة البحرية الأمريكية في مطار بيروت في 23 أكتوبر 1983. الهجوم ادى الى مقتل 241 جندياً أمريكياً، منهم 220 من مشاة البحرية. كانت ضربة قاسمة لكن الامريكان لم يغفروا للأحزاب والقوى التقدمية فعلتهم فأصبحت تضيق عليهم الحناق, لبنان ممنوع من امتلاك أي نوع من الاسلحة بما فيها الدفاعية لانهم يرون فيها خطرا على الصهاينة.
السؤال الذي يطرح نفسه العدو لم يلتزم بتعهداته ,ترى هل بإمكان الجيش اللبناني وقف العربدة الامريكية والصهيونية المستمرة دون الاستعانة بالمقاومة التي طلب منها تسليم اسلحتها؟.من يسلم سلاحه فلا حياة له في هذا العالم الذي لا يعترف الا بالأقوياء.
2025-11-18