لا حل إلّا بالتعبئة الشعبية الوطنية والعربية!
ما تواجهه لبنان من عدوان همجي ووحشي على رأس أهدافه قتل المدنيين ووتدميرالحياة المدنية في لبنان، والذي يشنه الآن الكيان الصهيوني اللقيط بالنيابة عن الإمبريالية العالمية خصوصاً أمريكا التي لم يتردد قادتها في البيت الابيض والبنتاغون في تأكيده عبر تصريحاتهم في دعم العدوان، مع صمت غالبية بلدان الاتحاد الأوربي، إنما هو إعلان رسمي عن مخطط عدواني يشترك فيه الجميع، يستهدف لبنان والمقاومة اللبنانية، في دعم توسيع رقعة الاحتلال الصهيوني في جنوب لبنان حتى نهر الليطاني. وقد صرح بذلك علناً قادة الكيان اللقيط والساسة الأمريكان بتبجح وازدراء لاستقلال لبنان، وشعوب المنطقة، والسحق بالأحذية على مايسمى القانون الدولي، أو احترام حق الشعوب في الحرية.
ولا يفوتنا أن نذكر أنّ االكيان اللقيط يجد أنّ خلفه قوى عالمية تدعم عدوانه وتصمت عن جرائمه بل تدافع عنها، كما إننا نشهد الحديث المتكرر لقادة الغرب عن حق العدوان الصهيوني بذريعة حق الدفاع عن النفس، فيما يصرح الرئيس الأمريكي ويوصي جنرالات البنتاغون بمساعدة العدوان الصهيوني على غزة والضفة ولبنان بلا تحفظ بل بتهور.
لقد أصبح واضحاً للجميع الآن أنّ الكيان اللقيط يسعى بإلحاح نحو توسيع رقعة الحرب إلى الحرب الشاملة، حيث وجد في صمت الأنظمة العربية وعدم اهتمامها بالذي تواجهه لبنان وغزة والصفة، فرصته للدفع باتجاه الحرب الشاملة، خصوصاً وهو يرى أنّ قادة الغرب يدعمون هذا التوجه العدواني، مع مناوراتهم الرخيصة في الحديث عن عدم الانجرار إلى الحرب الشاملة، فيما يعرف صهاينة تل أبيب أنّ تلك التصريحات لن تجد لها ترجمة على أرض الواقع، في وقت يتلقى الصهاينة من أمريكا أكثر من 65% من الدعم العسكري و30% منه من ألمانيا وبريطانيا منذ عام 2023، حسبما كشف عنه معهد ستوكهولم للسلام. وتعلم تل أبيب أنّ هذا الدعم لن يتوقف، حتى نهاية المخطط العدواني الإمبريالي في منطقتنا، خصوصاً بعد أن استعرض نتن ياهو بهلوانياته في الأمم المتحدة تحت الصمت العالمي المطبق وهو يعرض خرائط الأرض العربية التي عليه احتلالها في حروب سيكرر فيها ما حدث في غزة ضد دول المنطقة.
إنّ العدوان الصهيوني الذي يشنه الكيان اللقيط على لبنان في هذه الساعات واستخفافه بالقوانين الدولية واستهانته بالأمم المتحدة وتصريحاته المهينة ضد رئيسها “دويتريش”، تؤكد رؤيتنا الوطنية الشيوعية دون أدنى شك، أنّ هذا الكيان لن يتوقف عن جرائمه في المنطقة، وستبقى آلة الحرب المدعومة من الغرب عاملة بلا توقف، وهو الكيان الذي جر منطقة الشرق الأوسط طيلة 76 عاماً إلى حروب عبثية وعدوانات وارتكب جرائمَ لا مثيل لها بحق شعوب البلاد العربية وبالأخص في فلسطين وسوريا ولبنان ومصر، وأنّهُ لن يتوقف عن تلك الجرائم طالما استمر الغرب في دعم عدوانه، واخرّس الحكام العرب وتغاضوا عن جرائمه، في خضوعهم المهين للهيمنة الإمبريالية.
لقد استيقظ العالم كله اليوم وأصبح يدرك طبيعة العدو الإجرامية، ويعرف غاياته وخدماته الإجرامية التي يقدمها للإمبريالية العالمية، بعد أن تحدث رأس العدوان نتن ياهو في الكونغرس الأمريكي بصريح العبارة قائلاً “اننا نحمي مصالحكم في الشرق”. ويؤكد هذه اليقظة الاستطلاع الذي أجراه معهد شيكاغو وخرج بنتيجة 63% من الأمريكيين يطالبون بوقف االدعم العسكري والاقتصادي عن الكيان اللقيط. فيما غالبية البريطانيين تظاهروا ضد أيّةِ مساعدة عسكرية لهذا الكيان، وتكشف التظاهرات في المانيا، وكذلك عبر العالم كله الرؤية الشعبية السليمة لنوع الجرائم والعدوانات التي يقوم بها هذا الكيان اللقيط.
ومن اللازم الإشارة إلى أنّ كل هذه الجرائم تقع تحت سمع وبصر الحكام العرب وبمعرفتهم وربما بتأييدهم، وهم يرون ويشهدون حجم المجازر الرهيبة ووحشيتها، كما هي في غزة ولبنان في هذه الساعات، لكنهم لا يجرؤون على اتخاذ موقف ما، لا في ميدان المعارك ولا في التصريحات الرسمية، بل هم صامتون لايرفعون صوتاً للاحتجاج حتى ولا يستنكرون، بل قامت كل من الإمارات والسعودية ومصر والأردن، بدعم العدوان علناً وبلا تحفظ. وكفت جامعتهم اللاعربية عن الاجتماع والاستنكار بعد أن تسلطت الرجعية العربية والانتهازية على مقالديها كاملة، وقد أمسوا عبيداً لصبي السعودية ورهطه من صبيان الرجعية الخليجية. وهم على علم أن الكيان اللقيط يفتقر إلى القوى البشرية، وليس في قدرته الاستمرار والمطاولة، وأن حربه فقط حرباً خاطفة، وفشله في غزة دليل واضح عن ذلك. وهم يعلمون أن طائراتهم التي اشتروها بالمليارات، إذا حلّقت في سماء فلسطين المحتلة، لن يرى العدو الشمس عندها، لكنهم خانوا وتمادوا في الخيانة.
نحن على يقين وثقة تامة من استمرار المقاومة وانتصارها التي هي شعبية في لبها وفي مبناها، وهي الأمل المتبقي لبلداننا في الخلاص من العدو الهمجي الجاهل وهيمنة داعميه الغربيين على بلادنا. ومنه ليس أمام الجماهير العربية لكي تسترد كرامتها وأرضها المغتصبة واحترام العالم لها، إلاّ الخيار الوحيد والضروري الذي سيعيد الأمور إلى نصابها السليم. فليس لدى هذه الجماهير إلّا “التعبئة الشعبية المسلحة” التي ترد على العدوان وتواجه جرائمه، وتستعد للبدء بحربها الشعبية طويلة الأمد التي تستنزف العدو، وهو العدو الذي لايملك القدرة على الحروب الطويلة.
نحن ندعو أبناء شعوبنا المضطهدة عبر أحزابها ومنظماتها الوطنية الديمقراطية المدافعة عن التحرر الوطني والاستقلال، وهي تواجه مخططات العدوان الصهيو- غربي، في ظل التقاعس العربي الرسمي والدولي وصمت االجميع عن الجرائم التي يرتكبها الكيان اللقيط وداعموه، إلى دعم المقاومة في لبنان وفلسطين بالوسائل المتاحة كلّها، وأن تعمل على رص الصفوف وتوحيد الكلمة، ووضع ساحات المعارك في برنامجها النضالي، والعمل على توحيد الجهد المقاوم في كل بلادنا العربية ودعم القوى المحلية المقاومة بلا استثناء، وأنْ تباشر الأحزاب الوطنية والديمقراطية على طول الوطن العربي وعرضه في تنظيم قواها وتهيئتها للمقاومة طويلة الأمد ضد كل أشكال العدوان. فليس لدينا غير المجابهة والردع سلاح ضد الغطرسة الإمبريالية الغربية والصهيونية.
الحزب الشيوعي العراقي – القيادة المركزية
7/10/2024