لا بد من تثبيت بعض النقاط حتى نفهم قليلاً المشهد الرئاسي وما يرافقه:*
عباس فنيش
– ما سيحصل غداً يأتي بعد حدثين كبيرين، الأول هو الحرب الاسرائيلية التي حصلت والثاني هو المتغير الكبير في سوريا الذي أسقط نظام الأسد لصالح قوى ترعاها تركيا بالدرجة الأولى إلى جانب رضى أميركي ظاهري حتى الساعة.
– المتغير السوري تحديداً بهذا الشكل أدى إلى عودة سعودية إلى الساحة اللبنانية بعد إدارة ظهر لأكثر من سنتين. وهذه العودة سيكون لاحقاً دونها ما دونها.
– مع العودة السعودية كانت الوفود تتقاطر (أميركي فرنسي قطري…).
– تحول المشهد الرئاسي من انتخاب بالظاهر ولكن حقيقته انه ارادة وقرار خارجي وصلت إلى درجة الحديث مع النواب كتلاً او افراداً.
– هذا كله كان قد استبقه الحزب بحديث واضح للحاج وفيق عن عدم وجود فيتو الا على شخص واحد.
– الان يحصل ما يحصل (بمعزل من سيكون الرئيس) ولكن هل هذه نهاية المشهد؟
ابداً.
الرئاسة في لبنان متبوعة متعلقة بالضرورة بتشكيل حكومة وبيان وزاري وبتعيينات في المراكز (قائد جيش/ حاكم مصرف/ سلسلة الامن والقضاء…) فضلاً عن قانون الانتخابات وهنا جوهر “الدولة” (اسماها الرئيس بري في 2016 بالسلة) وهنا أيضاً جوهر كل الاشتباكات السياسية في لبنان وهي لطالما كانت الألغام التي تنفجر بوجه اي رئيس مهما كان قوياً او حائزاً لأصوات ومهما كان داعموه الخارجيون كثر، منذ العهد السوري وجرّ الدور (راجعوا حقبة اميل لحود/ ميشال سليمان/ ميشال عون…).
وهنا فعلاً ” بتروح السكرة وبتجي الفكرة” والفكرة هنا ان من سيصوت غداً نتيجة ضغط خارجي او اغراء مالي (لاسيما الثنائي المسيحي) كيف سيكون اداؤه في اليوم التالي مع رئيس قادم من خلفية قوية ودعم قوي يريد ترجمته بحصص في كل ما سلف.
لذلك نحن في البداية. أما المسار فدونه الغام داخلية واقليمية كبرى قد لا يلتفت لها الخارج الفارض لإرادته هذه الأيام و يتركها لأهل السياسة في لبنان ولنا على امتداد سنوات ما بعد الطائف شواهد كبيرة على ذلك!
عباس فنيش
2025-01-13