قراءة في مذكرات زكي خيري ( صدى السنين في كتابات شيوعي عراقي مخضرم)!
( الحلقة – 2 )
علي رهيف الربيعي*
حول حمل السلاح البعثي للقيام بجريمة قتل الأكراد يقول زكي خيري في الصفحة ٦١ : ” ويتبجح بهاء الدين نوري ( عضو المكتب السياسي سابقا ) بأنه كان معارضا ثابتا للتحالف مع البعث من اول يوم حتى آخر يوم خلال احد عشر عاما . ولكنه يبرر القتال بسلاح البعث وجنبا إلى جنب حكومته برئاسة البكر – صدام ، ضد الثورة الكردية. وبم يبرر ذلك ؟ انه يقشمر البعث وبعد أن يقمع البرزاني يحول البندقية من كتف إلى كتف لمقاتلة البعث بسلاح البعث . وما قشمرناهم ولكن و.. “. ثم يقول في الصفحة ٦٣ :” ولكن هل كان انجرارنا للاقتتال مع الحركة القومية الكردية المسلحة لا يستحق إعادة تقيم ؟ هذا ما سأتي عليه لاحقا . “.
إن ما كتبه زكي خيري يؤكد على أن اللجنة المركزية للحزب الشيوعي قامت بجريمة قتل الأكراد بسلاح البعث . كما قامت اللجنة باعطاء السلاح إلى أعضاء الحزب ثم قادتهم إلى ارتكاب جريمة القتل ،
ونتيجة لذلك قتل الأكراد عددا كبيرا من أعضاء الحزب الشيوعي المعتدين وإن الحزب مسؤول أيضا عن موت هؤلاء الشيوعيين لانه قادهم إلى الموت طبقا لقراراته. والقتل جريمة كبرى تستحق المحاكمة حسب القوانين المرعية في كل البلدان.
يقول زكي خيري في الصفحة ٦٨ :
” ومن القرارات اليمينية الخرقاء التي اتخذت في المؤتمر الوطني الثالث للحزب ترجيح صيانة التحالف (مع البعث) على الديمقراطية” واقرار تجميد المنظمات الديمقراطية وعدم نقد حمل السلاح ضد القيادة اليمينية للحركة القومية. ” أي أن المؤتمر ، الذي يمثل الحزب كله، جعل جريمة القتل سياسة رسمية للحزب واقر دفع أعضاء الحزب الشيوعي إلى الموت. كما أن المؤتمر اخذ قرارين برفض الديمقراطية، حتى داخل المؤتمر عن طريق ” ترجيح صيانة التحالف على الديمقراطية ” و ” إقرار تجميد المنظمات الديمقراطية” أي أن أعضاء الحزب تربرا على رفض الديمقراطية والتعاون مع الفاشية والقيام بجريمة القتل دفاعا عنها . فإلى ان تتم محاكمة هؤلاء الذين حضروا المؤتمر الثالث على اللجنة المركزية للحزب الشيوعي ان” تستحي حتى من التباهي بانغماسها ، وبشكل يستفز مشاعر العراقيين الوطنيين…” في الكلام عن الديمقراطية . وهذه الكلمات الأخيرة الموجودة بين قوسين هي نفس الكلمات التي استخدمها الحزب بتأريخ ٥ /٨ /١٩٨٨، ( راجع ١١٨، اخبار العراق ر، النشرة الإخبارية التي يصدرها الحزب الشيوعي – اعلام الخارج، العدد ٤٠ ).
في صيف ١٩٧٨ بدا حزب البعث بتصفية منظمات الحزب الشيوعي تمهيدا لطرده من الجبهة. إلا أن الحزب الشيوعي أصر على البقاء في الجبهة مع البعث ، فبعد ٦ أشهر من الإرهاب البعثي أصدر الحزب الشيوعي نشرة ” مناضل الحزب” الداخلية، العدد ١ ، كانون الثاني ١٩٧٩ ، السنة ٢٥، ليؤكد على :
” لقد عرضت قيادة البعث أكثر من مرة على حزبنا الخروج من الجبهة مع ضمان عدم استخدام الإرهاب ضده في حالة خروجه ( ولم يكن ذلك سوى وسيلة اريد استخدامها ذريعة للإرهاب). وقد أعلن حزبنا انه لن يخرج من الجبهة ، فالاسباب الموضوعية التي أدت إلى قيامها لازالت قائمة وإن حزبنا سيبقى محافظا على التزاماته الجبهوية وتمسكه بميثاق العمل الوطني حتى النهاية “. اي ان الحزب ألح على مشاركة جرائم البعث ” حتى النهاية “.
قبل ترك هذه النقطة لابد من الإشارة إلى ما كتبه بهاء الدين نوري ، عضو اللجنة المركزية للحزب في تلك الأيام ، حول انهيار الحركة الكردية بعد اتفاقية الجزائر في ١٩٧٥ ، وما حل بالسلاح الذي استلمه الحزب الشيوعي من الحكومة ، فيقول بهاء الدين : ” هذا من جهة، ومن جهة أخرى اخذ المكتب السياسي على عاتقه تنفيذ مهمة فوق صلاحيته : سلم إلى السلطة ليس فقط الأسلحة التي كان الحزب قد استلمها منها بل كذلك أسلحة الحزب الخاصة، التي حصل عليها المقاتلون الشيوعيون بالدماء والتضحيات الجسام ( يقصد أثناء قتل الأكراد ) والتي أكدت الوقائع لاحقا انه كان يجب الاحتفاظ بها . ” ( نقلا عن ١٤٥، تقرير عن الوضع الراهن ، إصدار : أنصار العمل، أيلول ١٩٨٧، الجزء الثالث ، الصفحة ٤٢ ).
يتبع…
2025 /10 /05