فوز زهران ممداني!
بشارة مرهج
فوز زهران ممداني ، الديمقراطي الاشتراكي المجاهر بانتمائه الاسلامي ، بمنصب عمدة مدينة نيويورك ، عاصمة المال و الرأسمالية في اميريكا و العالم ، حدث مهم و خطير يؤكد على ترسخ متغيرات اجتماعية سياسية حادة في اميريكا لا بد من التوقف عندها لفهم ما يجري في تلك البلاد المحكومة من عتاة الرأسماليين و المصرفيين الذين يتقدمهم الرئيس دونالد ترامب . اهم هذه المتغيرات تفاقم الازمة الاقتصادية التي تتمثل بالعجز الهائل في الميزان التجاري و ارتفاع مستوى الدين الاميريكي الى 38 تليريون دولار و ما يستتبعه ذلك من تزايد كلفة خدمته السنوية و انعكاس ذلك سلبا على مداخيل الطبقات الشعبية و الطبقات محدودة الدخل في ظل موجة ضارية لتمركز رأس المال بيد قلة متناقصة في اميريكا يقف على رأسها ايلون ماسك ، جيف بيزوس، وارن بافيت ، بيل غايتس ، مارك زوكربرغ و سواهم ممن يملكون مئات المليارات ، فضلا عن الشركات الاحتكارية التي تسيطر على الاسواق المختلفة كشركة بلاك روك (لها وزراء في لبنان ) ، مايكروسوفت ، انفيديا، امازون ، وول مارت ، اضافة الى كبريات المصارف و شركات الانتاج العسكري التي تستفيد من التزايد الجنوني للميزانية العسكرية الاميركية التي قد تناهز تريليون دولار السنة القادمة مما يرهق الاقتصاد الاميركي و يزيد من الثروات الاسطورية لبعض الافراد و المجموعات . ان انفلات الرأسمالية الاميركية المتحالفة مع اللوبي الصهيوني في العالم بات يهدد الاقتصاد الاميركي و يدفع قادته و لاسيما ترامب الى الخروج عن قواعد اللعبة ( المنافسة و التجارة الحرة )و اعتماد اساليب تلوذ اليها الدول المارقة التي تستبيح كل القواعد و القوانين و المواثيق لتحقيق مصالح غير مشروعة . ان الشعب الاميركي و بنسبة عالية بدأ يشعر بهول التسلط المالي و المصرفي على مقاديره و معيشته و اقساط مدارسه و اقساط منازله من قبل قلة قليلة ، من اصحاب الثراء الفاحش ، تستهتر بالقوانين و القيم و الاخلاق لمراكمة ثرواتها و زيادة سلطاتها . ان هذا الشعب الذي يعاني الامرين من اغلاق الدوائر الحكومية و تقنين الانفاق فضلا عن استهتار الكونغرس و توغل الرئيس خارج سلطاته الدستورية بات بالضرورة يبحث عن بديل لما هو موجود و طاغ و مضلل ، لذلك هو يجد ضالته بأمثال زهران ممداني ، المبادر الجريء ، الذي فاز باصوات من كل الفئات ، بما فيها يهود نيويورك ، و لم يتردد امام الاعلام و الرأي العام عن التحدث بالعربية واعلان هويته الصريحة و تأييده الواضح ل غزة و اهلها و قضيتها غير هياب من ترامب و كل من هم في خانته من المتلاعبين باسعار السلع و المتهربين من دفع الضرائب و المتسلطين على ودائع الناس . لقد اصبح لفلسطين صديق جديد على ضفة نهر الهدسن ، صديق نافذ و ذو شعبية في نيويورك قلب العالم و المركز الرئيسي للوبي الصهيوني . و بعد كل المحاولات المتواصلة لشيطنة غزة و تهميشها واخراجها من الخارطة العربية و العالمية ها هي اعلام غزة تشرق في نيويورك و كل عواصم العالم بينما الاعلام الصهيونية تتوارى في اكثر من مدينة و منتدى و ملعب .
2025-11-09