سؤالان يشغلان بال الكثيرين من المهتمين؟
هل هناك حرب ضد حزب الله؟
وهل هناك حرب ضد إيران ومتى؟
محمد محسن
لا ريب أن جعجع وكل أزلامه، ومَنْ مِن مدرسته المعادية لحزب الله، الحليفة لإسرائيل، جميعهم ينتظرون الحرب ويأملون، تدمير حزب الله شريكهم في الوطن، (مع بالغ الأسف)، فالعملاء كثيرون في لبنان، وفي غير لبنان، نعم الكل ينتظر، متناسين حرب عام / 2000 / الحرب التي اخرج فيها حزب الله إسرائيل من لبنان مهزومة مدحورة، مع جيش لحد العميل. كما تناسوا الانتصار الذي حققه أبطال حزب الله في حرب عام 2006.
كما تناسوا اتفاق 17 أيار المذل المهين الذي كان سيحول لبنان إلى محمية إسرائيلية، لولا الانتصارات التي حققها حزب الله، بتضحيات مقاوميه الأبطال، الذين قدموا آلاف الشهداء من أجل حرية لبنان.
ولكن يجب الإقرار بأن أي حرب تشنها إسرائيل على حزب الله، ستشكل دماراً هائلاً في لبنان وبخاصة في الضاحية وضواحيها، ولكن وبالمقابل، سيحقق حزب الله دماراً هائلاً أيضاً في إسرائيل، ولو لم تضع إسرائيل هذه الحقيقة في حسبانها، لما تأخرت دقيقة واحدة عن إشعال الحرب.
وبخاصة وأن حزب الله هذه المرة ستكون مواجهته كما قال أمينه العام، مواجهة كربلائية، لأنها ستكون حرب بقاء أو موت بالنسبة للحزب، لأن من أمامه إسرائيل، ومن خلفه الآلاف من العملاء.
مما يجعل تخوف إسرائيل من الحرب لها كل المبررات، وبخاصة الدرس الذي تلقته في حرب الإسناد، وقبله في الحربين السابقتين، ولقد عودنا أبطال المقاومة على الصمود الأسطوري، والمواجهة حتى الاستشهاد، منطلقين من موقف إيماني، يعتبر الشهادة تقرباً من الله وزلفى.
لذلك أستبعد الحرب ولا أراها قريبة، كما أجد من المستحيلات الخمس، تسليم حزب الله لسلاحه، لأن تسليم السلاح يعني احتلال لبنان من قبل إسرائيل، واغتيال المقاومين فرداً فرداً،
[وتسليم الحليف جعجع محافظاً لجبل لبنان، وريفي محافظاً لطرابلس، ومخزومي محافظاً للبقاع].
أما الحــــرب علـــى إيـــــــران:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فهناك من يؤكد أن الحرب آتية لا ريب فيها، وليست ببعيدة، منطلقين من روح العداوة المذهبية البغيضة لإيران، وبعضهم من مواقع العمالة السوداء، علماً أن إيران قدمت عشرات الآلاف من الشهداء من أجل غزة، من أجل فلسطين، (التي تتعارض معها مذهبياً)، في الوقت الذي وقفت فيه غالبية الدول العربية والإسلامية، (التي تتوافق مع فلسطين مذهبياً)، إما صامتة، أو مبادرة إلى تقديم العون المادي والاعلامي لإسرائيل.
ولما كانت إيران هي العقدة الأخيرة، وبإسقاطها، تحقق الإمبراطورية الأمريكية هدفاً استراتيجياً، ألا وهو إغلاق الطريق على الصين، وتحويلها إلى دولة إقليمية، ولهذا لا يمكن للصين أن تبقى متفرجة، لأن أي حرب كبيرة أمريكية إسرائيلية على إيران، ستعتبرها الصين حرباً مباشرة ضدها، لما لإيران من أهمية استراتيجية أيضاً بالنسبة للصين.
حتى أن روسيا لن تقف مكتوفة الأيدي أمام هكذا حرب، لذلك أرجح عدم إقدام أمريكا على هكذا حرب، وأميل أحياناً إلى أن ترامب سيتبع سياسة مرنة مع إيران، ومع غيرها، مراعياً الوضع (التعب) في بلاده.
2025-12-21