هذه ثلاث رسائل، واحدة لمقاولي الوطن البديل، والذين يرون أن -وبعضهم يريد ان تكون- الهوية الوطنية الأردنية رديف للمشروع الصهيوني، وأن أردنية الأردنيين من أصل فلسطين خيانة لفلسطين، والثانية لنوّاحِي الحقوق المنقوصة الذين يتنافسون لتحقيق بعض المكاسب الشخصية، من المستبد الفاسد لقاء التحالف معه ضد بقية الأردنيين، والثالثة للمخدوعين. الهدف من الرسالتين الأولى والثانية هو كشف وجه التشابه والتعاون بين اداتي المستبد الفاسد لتفكيك وحدة الشعب الأردني، ودور هذه الادوات في تهميش كل مكونات الشعب وحرمان الجميع من حقوقهم، فكل من مقاولي الوطن البديل ونوّاحِي الحقوق المنقوصة، يقدمون خدماتهم الوضيعة للمستبد الفاسد بتفكيك وحدة الشعب لقاء بعض المكاسب، فكل منهما يسوّغ الآخر ويبرره، ويمكّن باستعمال مغالطة التعميم “إطلاق الأحكام على نصفي شعبنا بانهما ضد بعضهما”، وفي النتيجة لن يحصل أحد على حقوقه إذا حُرم أي جزء من شعبنا منها، ولن يتحول خدم المستبد الفاسد إلى شركاء له، بل سيبقون مجرد ادوات ليس لهم إلا الفتات الذي تأنفه النفس الأبية.
رسالة لمقاولي الوطن البديل
باستثناء الملك المستبد الفاسد وعائلته المتحالفون مع المشروع الصهيوني منذ عشرينيات القرن الماضي، فإن جميع الأردنيين- بغض النظر عن أصولهم وجذورهم الأثنية ودينهم- مجمعون على أن واجبهم -وليس منة منهم- دعم نضال الشعب الفلسطيني حتى ينال حقوقه المشروعة كاملة غير منقوصة.
وقولكم بأن الهوية الوطنية الأردنية ملوثة ومن يحملها يتخلى عن فلسطين فيه ظلم للأردن وللأردنيين وللفلسطينيين. فهناك ملايين من الفلسطينيين ألزمتهم استحقاقات تطور الصراع على حمل الجنسية الإسرائيلية، ولم يتخلوا عن فلسطينيتهم ولا عن التزامهم بدعم نضال شعبهم، ولن يخسر الفلسطيني فلسطينيته ويتخلى عن موقفه الداعم للشعب الفلسطيني، إذا حمل الهوية الأردنية وتمتع بالحقوق السياسية في الأردن.
ببساطة أقول لكم أنكم أكثر من يسيء للهوية الوطنية الأردنية وللشعب الأردني بكل مكوناته. وأنكم أبواق تقلل من شأن ما قامت به القيادات الوطنية الأردنية التي حمت الأرض والشعب من وعد بلفور في أيلول عام 1920، فهل تعتقدون أن القيادات الوطنية الأردنية أنشأوا دولة، بعد فرار فيصل من دمشق، لتكون أداة في خدمة إسرائيل، مهمتها سلخ الفلسطينيين من فلسطينيتهم؟
وأقول لمن يدرك من مقاولي الوطن البديل خطورة دورهم، أرحمونا وارحموا آباءنا وآباءكم وأبناءنا وأبناءكم، الله لا يرحمكم ولا يعطيكم العافية على ما ألحقتموه من تشويه بالهوية الوطنية الأردنية، وسوف يحاسب كل من كان منكم واعياً للأذى الذي يلحقه بالقضية الوطنية الأردنية، فأنتم تقتلون الأردنيين والفلسطينيين معاً، وتعيقون وحدة شعبنا للتغطية على تواطؤكم مع المستبد الفاسد وعائلته الذين سرقوا الدولة من شعبها، وتبررون جبنكم وتخاذلكم وتقاعسكم عن المساهمة باستعادة الدولة سلطة وموارداً ببيع الأوهام والإساءة لكل الأردنيين.
فالجنسية الأردنية ليست سُبّة وليست عنواناً للخيانة، والفلسطيني الذي تم تهجيره من بلاده لا يخون قضيته في اللحظة التي يأخذ فيها الجنسية الأردنية، والفلسطيني يبقى فلسطيني حتى وهو يحمل الجنسية الإسرائيلية أو الأمريكية أو الكندية، ومن المعيب القول بانه في اللحظة التي يحمل فيها الجنسية الأردنية يصبح حليفاً لإسرائيل ويبيع قضيته.
رسالة إلى نواحي الحقوق المنقوصة
نقول للمتآمرين منكم، لا نريد منكم ان تساهموا بنضال الشعب الأردني بكل مكوناته لاسترداد دولته سلطة وموارد، ولكن لا تكونوا مطية للمستبد الفاسد لتفكيك وحدة شعبنا.
ضال ومضلل من يبيع شعبه الوهم بان هناك فرصة للشراكة مع عائلة خانت فلسطين وباعتها ونهبت الأردن وما تزال تنهبه. فلن تحصلوا لقاء مساهمتكم بتهميش كل مكونات الشعب الأردني إلا على الفتات. المستبد الفاسد وعائلته، يرون الأردن غنيمة حرب حصلوا عليها لقاء ما قدموه من خدمات للمستعمر وللمشروع الصهيوني، ويبحثون عن أدوات تخدمهم، ومن الغباء الاعتقاد انهم يريدون نواحّي الحقوق المنقوصة شركاء لهم في السلطة والموارد.
وقولكم بأن الأردنيين من أبناء شرق الأردن يستأثرون بالسلطة والموارد -وتريدون منافستهم- تحت مظلة حكم المستبد الفاسد، فيه تضليل للناس، وفيه إصرار على عدم رؤية الوقائع، وتغطية على تواطؤكم مع كل ما يجري من استبداد وفساد امام اعينكم. المستبد الفاسد الذي يستعمل الكذب والخداع والقوة ليسوم الشعب خسفاً وينهب موارده، ويحرم القرى الأردنية التي تقع على مجاري الأنهار من حقوقها من المياه، لن يتنازل عن بعض السلطة والموارد ليكافئ بها “بعض الأردنيين من أصل فلسطيني” مقابل ولائهم له. ألم يصلكم الخبر بأن سعي النظام الأردني لكسر وحدة تمثيل الشعب الفلسطيني، وتنافسه مع القيادة الفلسطينية على كسب الولاءات الشعبية مرحلة مضت وانقضت، وأن تعديل قانون الأوقاف سيمكن المستبد الفاسد وعائلته من استكمال بيع اوقاف القدس في المرحلة القادمة؟
والرسالة الأخيرة للمخدوعين
لن تتمكن أي فئة من الشعب الأردني من تغيير مصيرها، والحصول على حقوقها من السلطة والموارد نتيجة تحالفها مع المستبد الفاسد وعائلته ضد مكونات الشعب الأردني الأخرى. فالمستبد الفاسد وعائلته يرون أنفسهم كياناً فوق الشعب وفوق الدولة، ولن يتحالفوا مع كتل اجتماعية ويشاركوها السلطة والموارد، فهم يرون الجميع مجرد أدوات فردية في خدمتهم. والوسيلة الوحيدة لتحصيل الحقوق هي أن يتم حماية وحدة الشعب الأردني، ليقف بكل مكوناته لاسترداد دولته من المستبد الفاسد وعائلته، فلن تحصل أي فئة على أي حقوق ما دامت بقية الفئات محرومة من حقوقها، فإما أن يحصل الجميع على حقوقهم او لن يحصل عليها أحد.
أخيراً، من السذاجة الاعتقاد أن المستبد الفاسد وعائلته حلفاء في الدفاع عن أي وطن. فهؤلاء تمرسوا في الهرب من مكة والمدينة والطائف، والبصرة وبغداد والموصل، ودمشق وحلب، والقدس وخليل الرحمن، وممارساتهم ضد الشعب الأردني بكل مكوناته تجعل من السذاجة والتفاهة الاعتقاد بأنهم قد يكونوا يوماً شركاء في حماية الأردن والدفاع عنه، بعد ان تعاملوا معه لقرابة قرن باعتباره غنيمة حرب، بدأوا بسرقة آثاره في عشرينيات القرن الماضي، ويسعون لتعزيز سلطاتهم لزيادة ما يستطيعون نهبه من موارد الدولة والشعب.