ديون العراق على امريكا!
علي عباس
سندات الخزانة هي ديون على الخزانة لصالح مقتني السندات.
لا تتعجبوا فهو أمر دبر في وضح النهار وبنكنا المركزي يتبجح به. كيف؟
في تقرير مالي دولي نشرته آر تي، جاء ذكر الديون الخليجية على الخزانة الأمريكية، مؤكداً ان الديون الخليجية على شكل سندات واذونات الخزانة الامريكية، وقدرها اجمالاً 83.5 مليار دولار.
الفرق بين اذونات الخزانة وسنداتها، هو ان أُذونات الخزانة عبارة عن سندات قصيرة الأجل أي يجري سداد قيمتها في فترة قصيرة تتراوح عادة بين 3 سنوات الى 5 سنوات في الغالب، ويمكن تمديدها اذا رأى الحائز على السند أنّ مصلحته تقتضي التمديد.
وحين نأخذ غنى بلدان الخليج مجتمعة مقارنة بوضعنا في العراق وبأزمات الموازنة العراقية المتكررة التي امتدت 20 عاماً منذ 2003 الى اليوم، فأنه يشعرنا بالحيرة بل ويهولنا أن نعرف أن ديون عراقنا الحبيب على “الخزانة الأمريكية” على شكل سندات يبلغ 41 مليار دولار. علما أن ديوننا هذه لم تتضمن اذونات وإنما سندات فقط، يعني ديون طويلة الأجل.
وفقا لهذا الوضع لو أردنا سترداد جزء من هذا الدين، فإننا لن نحصل على ما نبتغيه، مثلاً اذا قدمنا طلباً باسترداد 25 مليار دولار من هذا الدين لحاجتنا المحلية ولتنظيم تبادلات العراق التجارية الدولية نتيجة لأزمة ما، فإن الخزانة الأمريكية سوف تقول لنا:-
– خذوا هذه 5 مليارات مشوا بيها أموركم وبلا شوشرة.
الأمر ليس بايدينا بل بيد الأخ الأكبر. ثم بعد هذا الكرم الأمريكي نستلم مبلغ الـ 5 مليار، يودع بنك الاحتياطي الامريكي المبلغ لدى “بنك مورغان” ثم نستلمه عبر “بنك مورغان” وهذا شرط لا مفر منه، وهذه العملية تشمل كل الايداعات لدى بنك الاحتياطي الامريك، وبنك مورغان هذا يأخذ عمولة ضخمة عن التحويل المالي القادم الينا “بالشافعات” من بنك الاحتياطي الامريكي ونحن “ممنونين”. علما أن الديون الدولية على الخزانة الأمريكية للعالم كله هي على شكل سندات واذونات تجاوزت 7 تريليون دولار.
 ولابد ان نذكر؛ أن سندات العراق من الخزانة الأمريكية تزداد سنويا، (وهذا ليس بيدنا أيضاً). والسبب أن جميع عائداتنا المالية التي تأتي من بيع النفط نودعها في “بنك الاحتياطي الأمريكي” صاحب السندات وهو من يحدد النسب التي نشتري بها سنداته بين فترة وأخرى. وقد نسمع بعد ايام بيانا من مدير البنك المركزي العراقي وهو يتبجح أن موجوداتنا من سندات الخزانة تجاوزت 100 مليار دولار. وهي ديون لن يقيض للعراق استردادها، وإذا نجح واسترد جزءاً منها فأن الأمر سوف يتم بشروط مجحفة أولها خفض قيمة السند.
هذا يحصل للعراق، أما دول الخليج العربي فقد تراجعت عن التعاطي مع موضوع السندات وراجعت موقفها ودرسته بدراية، منذ أن صادرت أمريكا الموجودات المالية لروسيا في مصارفها والمصارف الأوربية الداعمة لموقف أمريكا بعد بدء الحرب الأوكرانية مباشرة.
هذا المقارنة تضع أمام عيوننا ماذا يعني أن تكون لدينا ديون على شبح.. 
هل دول الخليج اكثر وطنية من حكام العراق وبرلمانه وهم يصرخون كل يوم تفاخراً بالطنية؟
2023-04-17