دال نقطة العراقية وما قيمتها العلمية؟
نزار رهك.
بعد الحصار الجائر التي فرضته الامم المتحدة على العراق تم سحب الاعتراف بالشهادات الاكاديمية العراقية لاسباب عديدة ومنها الفساد الذي لحق بالمؤسسات الاكاديمية و ضعف المستوى العلمي لحاملي الشهادات العراقية بالمقارنة مع خريجي الدول الاخرى .
لقد كان استرخاص الشهادات العلمية مرتبطة بالتوجه العام للتخريب المجتمعي للبلد من قبل قوى الاستعمار العالمي واتباعه في النظام العراقي البائد, حيث ينصب اشخاصا غير جديرون بالتواصل مع الفكر العلمي وتطوراته و مع التعليم و اصوله ومع المجتمع وتطوره في جميع المجالات ومنها الفنون التشكيلية والموسيقية و الطبية والقانونية وغيرها كاساتذة للجامعات والمؤسسات العلمية والفكرية للبلد.
بعد الاحتلال الامريكي 2003 دخل العملاء واللصوص بشهادات علمية, لا من اجل تطوير العلم والمؤسسات العلمية بل من اجل المناصب والنهب و تخريب البلد ولم نجد احد من هؤلاء يستطيع تقديم محاضرة في جامعة عراقية لانه لا يمتلك القدرة على ذلك ولان شهاداتهم كانت مهيئة مسبقا من قبل المحتل او مزورة باجتهاد شخصي سرعان ما تم الكشف عن بعضهم .
الحياة تكشف المزيفين يوما بعد آخر ولكن ما الفائدة من هذا الكشف , فالخراب الذي يلحق بالبلد مستمرا دون توقف و يستفحل مع التسابق الانتخابي ومع الامتياز الوظيفي وضمانات التقاعدات المليونية ومع التدني في سلوكيات المنافسة الاكاديمية وانهيار القيم والمباديء الاخلاقية في المجتمع . مع الاعتذار للبعض الذي بذل جهدا كبيرا وقدم كل ما يمكن من طاقته للوصول الى النتائج المرضية و مستمر بالعطاء.
ان كنت تعرف شخصا يحمل د. عليك مسائلته عما قدمه في مجاله العلمي , هذه الدرجة العلمية تعني ان هذا الرجل له القدرة على الاستمرار في البحث العلمي وقدرته على اغناء الموضوعات المتعلقة باختصاصه العلمي , اين أختفوا هؤلاء ؟
اختفائهم هو حقيقة مرادفة لخوض الاميين غمار الحوارات العلمية والاكاديمية اضافة الى السياسية والاستراتيجية والفقهية , وهو شيء يثير الفخر والاعتزاز ولكنه بنفس الوقت يثير الخيبة بعدم القدرة على احراز اي تقدم يذكر او اضافة مهمة لهذه المجالات .
بين فترة واخرى تنشر في الغرب فضيحة لاحد المسؤولين عن خطأ في شهادته الاكاديمية كأن هناك جملة او جملتين في اطروحته في الدكتوراه ما خوذة من اطروحة اخرى دون ان يشير اليها و تدفعه لتقديم استقالته من الوزارة التي كان يقودها .
ماذا يمكن ان يقال لشهادات في الدكتوراه بدون اطروحة وبدون دليل و لا قدرة علمية او ادبية , ولو كل شخص يحمل د. من المسؤولين او المعينين ينشر اطروحته بكتاب لامتلات وطفحت مكتباتنا باوطأ مستوى علميا عرفه التاريخ العراقي.
2021-06-21