جمعة ” فدّينا fed-up/ ” في ليبيا!
ميلاد عمر المزوغي
يبدو انه قد طفح الكيل وبلغ السيل الزبى, سنوات من الفساد المالي والاداري وعدم الاستقرار, شعب فقد كل امل في تجاوب السلطات الحاكمة معه, الأموال تبعثر في كل الاتجاهات الا اتجاه واحد, يبدو انه مقفل بإحكام وهو جيوب المواطنين, أسعار السلع في ارتفاع جنوني تعويم العملة المحلية الى مستويات دنيا, أزمات خانقة في الوقود والسيولة النقدية حيث ان الطوابير للحصول عليها اصبحت احد اهم معالم البلد, مشاريع وهمية في مختلف انحاء البلد لأجل اهدار الاموال.
مؤسسات الدولة الرقابية لا تعمل بجدية, جهاز الرقابة الادارية فاشل ,ديوان محاسبة غير مكترث بإفراغ الخزينة العامة من محتواها, مصرف مركزي لا يتحكم في عرض النقود, اعتمادات بالمليارات لسلع غير ضرورية, يستحوذ عليها أفراد واسر معينة .
الشعب يدرك جيدا ان الدبيبة هو من افرغ الوزارات من مضمونها وهو من يتحكم بها ويحركها بوكلائه النافذين من عائلته واقاربه الذين هم اقوى سلطة من الوزراء وجعل من الوزراء مجرد شخوص لا قيمة لها, يظهرون معه بمؤتمراته الهزلية, يمدح البعض ويتطاول على الاخرين ويتبرا ممن يشاء ويتخلى عنهم, غالبية الوزراء طالتهم تهم الفساد, بعضهم ضحايا متورطين من قبل الدبيبة او اقاربه, يسعي كلما سنحت الظروف لإنشاء تحالف مصلحي مع الرجمة حيث يقبع القائد العام بشرق الوطن ويستنزف الاموال لغرض التسليح والمشاريع التي لا تهم الشعب حاليا, ليبقى كليهما في السلطة ينخران جسد الوطن المتهالك, وقد انشآ شركة موازية لإنتاج و النفط والغاز خارج الاطر الرسمية للدولة(المؤسسة الوطنية للنفط الهيئة المسؤولة عن إدارة وتطوير كافة عمليات قطاع النفط والغاز في البلاد وتصدير النفط والغاز في ليبيا), وبلغت عائداتها خلال النصف الاول من هذا العام ما يقارب النصف مليار دولار امريكي, ويتقاسم (الدبيبة وحفتر) عائدات المبيعات وينفقانها وفق اهوائهما بلا حسيب او رقيب.
ابتليت ليبيا بجسمين منتخبين هما ” مجلسي النواب والدولة” وجسم اخر تم تنصيبه من قبل الامم المتحدة وهو المجلس الرئاسي, اعتقدت ان اعضاءها سيعملون لصالح الشعب والتخفيف من اعباء المعيشة وبسط الامن والاستقرار ,لكن هؤلاء اثبتوا انهم ليسوا اهلا للثقة, اتضح انهم مجرد مقاولين كل همهم الربح وان بطرق غير مشروعة .
انّ خروج المظاهرات في طرابلس ومصراته بغرب البلاد(الجمعة 19/12/2025) وان بأعداد ليست كبيرة نظرا لسوء الاحوال الجوية, يعطي انطباعا قويا بان الشعب لم يعد بإمكانه التحمل اكثر وانه امهل كافة المسؤولين الوقت الذي كان كافيا للاستفاقة من اعمال الطمع والجشع, والانتباه الى الظروف القاهرة التي يعيشها وهي بمعظمها جراء النخب الفاسدة المنتخبة والمنصّبة من قبل الامم المتحدة التي تدعي حرصها على الشعب الليبي.
نتمنى ان تخرج الجماهير بمختلف انحاء البلاد باستمرار للتعبير عن آرائها بشان الاوضاع السيئة, إلى حين اسقاط كافة الاجسام المتصدرة للمشهد ,وان تستجيب الامم المتحدة لإرادة الشعب والكف عن الحوارات (التي اختارت المشاركين بها وفق اسس مبهمة)عديمة الفائدة والتي تهدف اساسا الى اطالة امد الازمة.
2025-12-20