(توم براك) مندوب ترامب يقول: إسرائيل غير قادرة على سحق حزب الله؟
ويتابع (براك): الجيش اللبناني لن ينزع سلاح شريحة واسعة من الشعب اللبناني؟
ترامب ولأول مرة في تاريخ أمريكا، يهدد إسرائيل من خسارة دعم الولايات المتحدة
محمد محسن
ما هي مقاصد تصريحات (براك) مندوب ترامب إلى الشرق الأوسط، الذي أكد فيهما عجز إسرائيل من الانتصار على حزب الله.
أولاها تشير إلى أن إسرائيل لو كانت قادرة على تحقيق انتصار ساحق على حزب الله، لما توقفت دقيقة واحدة، بدون البدء في حرب مباشرة لا تبقي ولا تزر ضد حزب الله، والثانية أن الجيش اللبناني لن يقدم على نزع سلاح حزب الله،
وبالوجه المقابل لمفهوم (براك) أن حزب الله لا يزال يملك قدرات قتالية تردع إسرائيل من القيام بأي حرب ضده.
وهاتين الصورتين التي تكمل إحداهن الأخرى، تلزم جعجع، ووزير خارجيته يوسف حمية، ومعهما شارل جبور، وكل من كان يطمح (بالتشفي) من حزب الله، هاتين الصورتين تلزمهم بالصمت المطبق، بعد أن أصابتهم (قنبلة براك) بخيبة أمل كبرى، أطاحت بكل أحلامهم التي كانت تقوم على قناعة قاطعة، بأن إسرائيل لن يطول بها الزمن، حتى تبدأ بحرب مدمرة لحزب الله بكل مؤسساته وتشكيلاته العسكرية، حتى أن شارل جبور كان قد أكد أن إسرائيل لا تحتاج أكثر من / 48 / ساعة لتدمير حزب الله.
التساؤل المشروع كيف سيتعامل جعجع، وريفي، والبطرك، وأزلا مهم، مع خيبة الأمل التي نزلت عليهم كالصاعقة، لأنهم كانوا ينتظرون بفارغ الصبر، بدء إسرائيل الحرب ضد حزب الله، ليبادروا هم للقيام بأدوارهم، في محاصرة حاضنة حزب الله من الخلف، وحرمانها على الأقل من أي عون، هذا إذا لم يبادروا بأعمال عسكرية ضد (الشيعة)، الذين لا يشبهونهم.
بالرغم من القنبلتين اللتين فجرهما (براك) في وجه أعداء حزب الله الكثر، في الداخل اللبناني، وحتى في خارجه، جاء ترامب ليطلق تحذيره لأول مرة في تاريخ الولايات المتحدة، بقطع العون عن إسرائيل، إذا ما خالفت توجيهات وتوجهات ترامب السياسية تجاه المنطقة.
باعتقادي أن ترامب وبعد أن دانت له المنطقة العربية كلها، بالولاء، والطاعة، وكان قد وصَّفَ في رسالته الأخيرة ان المنطقة بالنسبة له، هي عبارة عن (منجم للغاز) يجب استثماره فحسب، لذلك لن يشجع إسرائيل على أي حرب قادمة مع أي دولة، أو فصيل كان، لأنه يريد المنطقة هادئة ومستقرة، لتسهل إدارتها، ويسهل استثمارها.
والأهم ان يتمكن من إغلاق المنطقة في وجه الصين، وأن لا يسمح بأي صراعات يمكن للصين أن تنفذ منها للتدخل في المنطقة، كما ويقطع عليها الحلم الذي تسعى الصين لتحقيقه، ألا وهو(الطريق) الذي يسمح لها بالوصول إلى البحر الأبيض المتوسط. وهذا مطلب استراتيجي هو الأهم بالنسبة للصين.
2025-12-11