النظام العالمي الجديد يتقرر بين حمص والقصير !
كتب ناجي صفا
يمكن القول ان الغرب الأطلسي وإسرائيل يلعبونها محبوكة بعد سلسلة الهزائم التي تلقتها الولايات المتحدة الأميركية في العام ٢٠٠٦ وفي العراق وافغانستان .
بدأت ملامح النظام العالمي الجديد مع استعادة القصير عام ٢٠١٣ والدخول الروسي على خط الصراع في سوريا وتحقيق نجاحات مكنت الأسد من إعادة الإعتبار لسلطته على القسم الأكبر من الأراضي السورية .
انتصار روسيا في سوريا ارسل إشارات هامة ببدء التفكير بنظام عالمي جديد يكسر الأحادية الأميركية في السيطرة على العالم بعد ان استعادت روسيا موقعها العالمي واستعادة بعض دورها على المسرح العالمي .
جاءت حرب أوكرانيا وتحقيق روسيا إنجازات على الساحة الاوكرانية لتكرس هذا الواقع والحديث الجدي عن عالم جديد على قاعدة التعددية القطبية .
الولايات المتحدة الأمريكية التي تحاول امتصاص ارهاصات التحولات الدولية لجأت إلى اداتها إسرائيل وهي التي زرعت في المنطقة عبر بريطانيا لمثل هذا الدور في المنطقة، من أجل خدمة المصالح الأستعمارية الغربية ، من هنا نستطيع فهم الموقف الأميركي حيال ما جرى ويجري في غزة ولبنان في سياق منع التحولات الدولية .
أرادت الولايات الآن توسيع هامش سيطرتها واعادة بعث مشروعها الشرق الأوسط الجديد لمنع تجرعها كأس تعدد القطبيات عبر تكرار تجربة احتواء سوريا واسقاطها، لضرب النفوذ الروسي والإيراني وتفكيك محور المقاومة وفرط وحدة الساحات .
رتبت الولايات المتحدة بالتنسيق مع إسرائيل واوكرانيا صاحبة المصلحة في تقليص النفوذ الروسي ، وبالتنسيق مع أردوغان الطامح لتقديم أوراق اعتماده لترامب قبل تسلمه سدة الرئاسة وفي ذات الوقت أحداث تغييرات في سوريا تمكنه من الشراكة في الحكم الهجمة الحاصلة في سوريا الآن .
تم تدريب وترتيب وتسليم المسلحين أدوات المشروع ، قام الاوكران بتدريبهم وتسليمهم طائرات ومعدات متطورة على مدى عام كامل، انتظارا لانتهاء الحرب في غزة وجنوب لبنان .
مع وقف إطلاق النار في لبنان أعطيت الإشارة للمسلحين ببدء هجومهم ، في هذا الوقت كانت القوات الروسية والإيرانية والجيش السوري نائمون يحلمون أحلاما وردية رغم ان كثيرين رأوا وتحدثوا عن استعدادات المسلحين .
الآن اعيد الإعتبار للمشروع في سوريا في سياق مشروع الشرق الأوسط، وحقق المسلحون إنجازات مذهلة خلال بضعة أيام.
روسيا تلعب الآن دور ابو ملحم ( مصلح اجتماعي ) بذريعة ان الجيش السوري لم يقاتل ويعلن عن انسحابات متكررة بوجه المسلحين عند مهاجمة اي مدينة .
حزب الله في مأزق إعادة تكرار تجربة العام ٢٠١٣ ومنع المسلحين من السيطرة على القصير وقطع طرق الإمداد إلى لبنان .
لذلك فأن النظام العالمي الجديد والشرق الأوسط الجديد يتقررا على ضوء القدرة على منع سقوط حمص والقصير .
2024-12-07
