العراق الذي “يولد” لانه لن يولد/3!
عبدالاميرالركابي*
اكثر التصرفات ـ التي تصر الشيوعيه الارضوية المرتكزة للاليات الكرديةـ خساسة اصرارها على مصادرة التاريخ اللاارضوي بادعائها الانتساب له، ومثل هذا السلوك المشين تبرره الموضوعة الويرلندية الاحادية المضادة للبنيه والكينونة الوطنيه، فمن دون عراق واحد قرره الاحتلال واصدر امره بانبثاقه على حسب رغبة محتليه، تنقلب النظرة الى حزب عزيز محمد السكير الذي يبكي في الليالي الشاميه، مطالبا بمن يرغب بهن من نساء منفيات من صبيه الذي سيصبح مليونيرا بعد سرقة اموال الحزب جهارا،عن تلك التي ميزت حزب فهد وسلام عادل، الذي يناصبه الحزب البراني المعزول عن ايه ديناميات وطنيه، العداء الكلي حتى اكثر من الحكومات واجهزه القمع(2)، وقد انتقل من الشارع والانتفاضات والمعامل ومئات الاضرابات وانتفاضات الريف، والانتفاضات الشعبيه الكبرى، الى “الجبهة الوطنيه” مع حزب حاكم سبق له ان ارتكب عمليه تصفية شامله بحق الشيوعيين اللاارضويين، استنادا لمشروع مضمر كردي، افقه محاولة ابتداع وضع من نوع “بعثيي الجبال”، قبل العمل تحت راية بريمر، من دون ان يسجل على الاطلاق والى اليوم، اي مظهر نضال شعبي جماهيري يمكن نسبته لمفعول هذا الحزب، من الستينات الى الوقت الحاضر، الى ان تحول اخيرا الى دكانه تاتمر باوامر السفارة الامريكيه، القاضية بالاندراج ضمن العملية السياسية الطائفية الاحتلالية، وتزكية ممارساتها، ومنح سلوكها “الطائفو قراطي” الانتخابي شهادة “الديمقراطية”، ممن لايملك حق الشهادة.
العراق لاارضوي ولاكياني، اصطراعي ازدواجي، يدخل مع الاحتلال البريطاني طور الاصطراع النهائي التحولي الانتقالي، من الاجتماعي اليدوي الى العقلي، بصفته الموضع والنوع المجتمعي المتلائم مع اللحظة التاريخيه، مقارنه بالغرب ونموذجه واشكال تجلية الابتدائية الكيانوية ونموذجيتها التوهمية ( الدولة / الامه) والدولة المدنيه، اشكال التمظهر ابان الطور الالي من الانقلاب التكنولوجي العقلي وصيغته ومحطتة الاولى المصنعية، قبل التكنولوجية الانتاجية، والتكنولوجيا العليا الحاضرة في الافق، ومايشهده هذا الموضع من المعمورة اليوم، هو فصل كوني شامل انقلابي، يبدا بعودة التشكل التاريخي قبل بدء عملية الانقلاب الالي في اوربا، فمع القرن السادس عشر، وتحت وطاة البرانيه الشرقية الباقية مستمرة من 1258 يبدا تبلور الدورة الثالثة الحاكمه لتاريخ هذا الموضع، الى ان يحدث الانقلاب الالي على الطرف الاخر من المتوسط كبداية ومحطة تمهيدية مفعمه بالتوهمية اليدوية، تتجلى عند وصولها للعراق بمحاولة فرض صيغة وجود جاهزة معززة بالنموذج الغربي،مناقضة لطبيعة المكان كليا، وهو الغاية والمقصد غير المتعرف عليه بعد بظل ماكان تحقق بفعل التحول الالي الابتدائي من انقلاب شامل، وفر للغرب اسباب الغلبه المفهومبة والنموذجيه على مستوى المعمورة.
والاسبقية الاليه هي ماكان عزز موقع التوهمية الغربيه في حينه، مقارنة ببقية ارجاء المعمورة في وقت كان العالم مايزال يدويا، يحمل ثقل التاريخ اليدوي بكل مايتصل به مجتمعيا، في وقت تسنت للغرب الاوربي وقتها لحظة من بداية الانقلاب الالي والنوعي المجتمعي، كرسها بكل طاقته لاجل تعزيز موقعه، وفرض تسلطيته على الكرة الارضية، ماخوذا بمتبقيات مفاهيم الغلبه والسيطره على الاخر، اليدوية المعتادة، فلم تظهر في حينه على هذا الصعيد انتقاله مناسبة لماحاصل من مفتتح تحولية انقلابيه كليه، لاارضوية ولاجسدية، هي جوهر ومنتهى التحول الجاري حضوره ابتداء، لاكما ظل الغرب يصر معتبرا الانتقالة الاليه الاولى المصنعية معتبرا اياها كل الانقلاب الالي.
لدينا سرديتان احداهما غائبه لم تتوفر لها اسباب النطقية بعد، واخرى مستندة الى توهمية ابتدائية، نتاج افتتاح وبداية مرحله تاريخيه تحوليه انقلابيه مازالت تنتظر طورين من التحور في وسيلة الانتاج بعد الالي المصنعي، الاول يغادر اوربا الى المجتمعية المفقسة خارج رحم التاريخ الامريكيه، والثاني المنتظر بعد قرب توفر اسباب انبثاق التكنوجيا العليا العقلية الانقلابيه مجتمعيا، من اليدوية الارضوية الى المجتمعية مابعد الجسدية الحاجاتية، حيث يتحول العقل الى المحور الحياتي، وهو مايتطلب مدخرا تاريخيا ظل خارج الادراك البشري بفعل قصورية العقل الموضوعية،وعجزه في طوره الانبثاقي الاول، عن ادراك المسالة المجتمعية وقوانينها الاخذة الى مابعد ارضوية.
محاولتان كبريان جرتا لاجل ” ولادة ” عراق بحسب المنظور والمفهوم الابتدائي التوهمي الالي، الاولى استغرقت مابين 1921 / 1958 والثانية من 1968/2003 ،الاولى سحقت واكلت في الشوارع والارياف ذاتيا، والثانيه اضطر الطرف المولود خارج الرحم المجتمعي، والمتزعم لما يعرف بالغرب ابتداء من القرن العشرين وموت اوربا وانتهاء طورها الالي المصنعي بعد الحرب العالمية الثانيه، الى وضع 2.4 تريليون دولار، وتجييش العالم الغربي برمته لانهائه وسحق الكيانيه العراقية التي اقيمت، لامثل الاولى كبرانيه محمية من المحتل من خارج النصاب والتشكلية المجتمعية، بل بالتحويرية الحزبيه، والنواة القرابيه، وبالدرجة الاولى بالريع النفطي الذي من دونه، ومن دون دخوله على البنيه المجتمعية، ماكان لاي شكل من اشكال الدولة بعد الثورة اللاارضوية الثانيه غير الناطقة في 1958ان يقوم، وهو ماكان واضحا بان حكم العارفين، وبالاخص عبدالرحمن وعزلته التامه، والاهم ظهور بعض ملامح واحتمالات عودة الشيوعية اللاارضوية للانبعاث، هذه المرة بوسيلة العنف الذي كان رائجا عالميا في حينه، بالاخص بفعل تاثير التجربة الامريكيه اللاتينيه، وتازم المنظور السوفيتي وقتها عالميا لصالح تيارات ظهرت على اليسار منه، واوحت بتجاوزه.
اذن العراق لن ” يولد”، بحسب المنظور والمفهوم التوهمي الغربي الابتدائي، وهو بالاحرى محكوم لاليات اخرى، ولعناصر سردية ينبغي ان تظهر للعيان حتما، خصوصا بعد الانهيار الافنائي بالقوة الثاني، وغلبة الحثالات المجتمعية على المشهد بقوة مفعول ومنهجية الولايات المتحدة التي تعتمد مبدا “تفتيت الامم” الموافق للانتاجية العولميه، بدل ماكان من مذهب السيطرة الاوربية الاولى المصنعيه الاليه، التي كانت تعتمد مبدا “بناء الامم” ماقد دفعها في حينه لاقامه الدولة العشرينيه في هذا الجزء من المعمورة.
يولد العراق العراقي اللاارضوي، لانه يراد افناءه كبنيه وكينونه تاريخيه بالولادة البرانيه ضمن سياقات الاصطراع الطويل مع الغرب الاوربي ووريثة، الميالان لافناء هذا الجزء من العالم فيؤديان الى ولاده النطقية العظمى المؤجله، ووقتها فقط تكتمل عملية التحولية العظمى من الجسدية المجتمعية الحاجاتيه، الى العقلية، بالتقاء اللاارضوية المنبعثة عيانا وادراكا مع وسيلة الانتاج العقلي “التكنولوجيا العليا”، حين تتهاوى السردية الغربيه البدائية، ويتغير منظور العالم ووجهة فعاليته وجهده نحو العقل، وحضورة المنتظر من بدايات العملية الانقلابية التي تبنى ابتداء تحت طائلة التوهميه المشوهه.
ـ يتبع ـ
2025-12-20