العراق؛ من لحظة إنهيار مفهوم الوطن، إلى لحظة إعلان بيان النصر العظيم .!!
غيث العبيدي*
مقال تحليلي.
▪ تسلسل الأحداث
🔸 سقوط الموصل.
تاريخ الحدث : 5/6/2014.
نوع الحدث: سقوط الموصل.
المكان : محافظة نينوى.
المحافظ: أثيل النجيفي.
الوضع العام: لا يوجد مسلحين لا في مدينة الموصل ولا على أطرافها، حسب تصريح المحافظ.
بعد ذلك التاريخ بيوم واحد أي في 6/5/2014، حدثت إنسحابات متلاحقة بين صفوف التشكيلات الأمنية في الموصل، ومجاميع إرهابية محدودة تدخل المدينة وتشتبك مع من تبقى منهم، وفي 7/6/2014، نزوح جماعي من المحافظة، وفي 10/6/2014، أكملت مايقارب الثلاث فرق عسكرية من الجيش والشرطة الأتحادية أنسحابها من المدينة، لتعلن التنظيمات الارهابية أحكام قبضتها على مركز مدينة الموصل دون مقاومة تذكر.
🔹 إجراءات تنظيم داعش الإرهابي في الموصل.
1️⃣ فتح السجون في المدينة، وخاصة سجن بادوش الخاص بالجرائم الكبرى.
2️⃣ إبادة الاقليات التي لا تنتمي إلى الطائفة السنية وخاصة ”الشيعة والايزيديين“
3️⃣ تدمير المعالم الحضارية وسرقة المتاحف الأثرية التاريخية المهمة المرتبطة بحضارة بابل وأشور وسومر.
4️⃣ حرق مكتبة الموصل التي تحتوي على الأف النصوص والعناوين التي لا يمكن العثور عليها في أي مكتبة أخرى في البلاد.
5️⃣ تدمير معبد النمرود «2800 عام“ والذي يعده المؤرخين درة الحضارة الآشورية في بلاد وادي الرافدين.
6️⃣ تدمير مدينة الحضر الأثرية.
7️⃣ تفجير جامع النوري وتدمير مأذنته التاريخية.
8️⃣ تجريف كل المواقع الأثرية ونهب القطع الأثرية الثمينة، لتمويل عمليات التنظيم الإرهابية.
9️⃣ محو الهوية الثقافية والتاريخية للعراق، وخاصة المرتبطة بالمكونات الأخرى ”شيعة، مسيح، أشوريين، وإيزيديين“
🔟 جرائم أخرى يندي لها جبين الأنسانية، وتخجل منها الأديان السماوية، وتضطرب لها الاعراف الإجتماعية، أفقدت الأسلام رحمته، والعرب شيمهم، والمسلمين أخلاقهم، فكل ما كنا نعتقد وقوعه مستحيلاً، أرتكبته التنظيمات الإرهابية والجماعات المتساقطة حولها بدم بارد، فقط تخيلوا الجرائم المستحيلة أو المركبة مثل؛ ”القتل والحرق أو القتل والاغتصاب، أو القتل وقطع الرؤوس أو قتل الاموات“ وكل ماورد أعلاه مارسه الأرهابيون بحق الأقليات الطائفية في الموصل، وذنبهم الوحيد أنهم لا ينتمون للملة التي تنتمي إليها التنظيمات الإرهابية.
🔸 سقوط تكريت.
تاريخ الحدث: 12/6/2014.
نوع الحدث: سقوط تكريت.
المكان: محافظة صلاح الدين.
المحافظ: أحمد الجبوري.
الوضع العام: خارج عن سيطرة الدولة العراقية.
بنفس الشهر أعلاه من العام نفسه، تقدمت التنظيمات الإرهابية نحو مدينة تكريت، مركز محافظة صلاح الدين، مسقط رأس المقبور ”صدام حسين“ كجزء من هجومهم الكبير في غرب وشمال العراق، بتكرار نفس سلسلة الأحداث والمواقف والقصص، وكأنه سيناريو مكتوب مسبقاً، ويشير إلى نفس نمط الإجراءات والجرائم والنتائج، أستعدادآ لإعلان الخلافة الإسلامية من داخل أسوار العاصمة بغداد.
🔸 سقوط الرمادي.
تاريخ الحدث: 15/6/2015.
نوع الحدث: سقوط الرمادي.
المكان: محافظة الانبار.
المحافظ: صهيب الراوي.
الوضع العام: مدن تسقط وداعش يتمدد، والتحالف الدولي لا يبالي.
بعد عام واحد من سقوط الموصل، سقطت الرمادي الملاصقة للعاصمة بغداد، والمجاورة لمحافظة كربلاء، بيد التنظيمات الإرهابية ”داعش والقاعدة والنقشبندية وحزب البعث الصدامي البائد “ الصدمة كبيرة والخطر على أبواب عاصمة العراق بغداد، وعاصمة التشيع كربلاء، لكون تنظيم داعش الأرهابي أقذر تنظيم عرفته البشرية، ويحمل اكبر تجمع لبقايا الخلافة الإسلامية المتعطشة لدماء المسلمين الشيعة، وجاء ليثبت أقدامه ويتربع في بغداد ليتمكن من العراق طولآ بعرض، مثلما تمكن من مناطق غرب وشمال البلاد.
▪ فتوى الجهاد الكفائي ضد تنظيم داعش الإرهابي.
تاريخ الحدث: 13/6/2014.
نوع الحدث : صدور فتوى لجهاد الكفائي.
المكان: محافظة كربلاء من تحت قبة الأمام الحسين”ع“
سبب الفتوى: إنقاذ العراق من تنظيمات الإرهاب الدولية.
مصدر الفتوى: المرجع الامام علي الحسيني السيستاني.
🔸 نص الفتوى.
إنّ طبيعة المخاطر المحدقة بالعراق وشعبه في الوقت الحاضر تقتضي الدفاع عن هذا الوطن وأهله وأعراض مواطنيه وهذا الدفاع واجب على المواطنين بالوجوب الكفائي (بمعنى أنّ من يتصدّى له وكانت فيه الكفاية بحيث يتحقّق الغرض وهو حفظ العراق وشعبه ومقدساته يسقط عن الباقين) وتوضيح ذلك بمثال أنّه إذا تصدّى عشرة آلاف وتحقّق الغرض منهم سقط عن الباقين فإن لم يتحقّق وجب على البقية وهكذا، ومن هنا فإنّ على المواطنين الذين يتمكّنون من حمل السلاح ومقاتلة الإرهابيّين دفاعاً عن بلدهم وشعبهم ومقدساتهم عليهم التطوّع للانخراط في القوات الأمنية لتحقيق هذا الغرض المقدس.
🔸 نداء كربلاء.
حينما انطلقت الفتوى، وصدر النداء من كربلاء المقدسة، لبى الاحرار من داخل العراق نداء المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف، على شكل إستنفار شعبي منقطع النظير، وتحشدت الجموع وشكلت الحشد الشعبي كقوة أمنية رديفة لقواتنا الأمنية البطلة، بقيادة ميدانية مباشرة من الشهيد الترابي أبو مهدي المهندس رضوان الله عليه «مهندس الإنتصار» للتجتمع الإرادة الدينية والوطنية وتتصدى بعزم وثبات وبسالة، للتنظيمات الإرهابية المتطرفة، لحماية ارض وشعب ومقدسات العراق من دنس الإرهاب الدولي، حتى استطاعوا تحرير كامل الأرض العراقية من خلال خوضهم معارك إستثنائية وبارزة وتثير الدهشة، حتى التحالف الدولي بجلالة قدرة لم نشهد أنه سجل معركة واحدة مماثله لمعارك التحرير التي خاضتها كل صنوف قواتنا الأمنية البطلة، منذ تأسيسه ولحد هذه اللحظة، ليرتفع كعب منظمومتنا الأمنية على طائرات وأسلحة أمريكا المتطورة.
▪ مشاركات عقائدية من خارج العراق.
🔸 من جمهورية إيران الإسلامية.
الشهيد الجنرال قاسم سليماني والشهيد الجنرال حميد تقوي والشهيد العميد شعبان نصيري وآخرون رضوان الله عليهم أجمعين، حيث كان لهؤلاء الشهداء دور كبير في تقديم الاستشارة العسكرية الميدانية لقواتنا الأمنية وحشدنا الشعبي، حتى ارتقوا شهداء في سبيل الدفاع عن أرض وشعب ومقدسات العراق.
🔸 من حزب الله اللبناني.
القيادي الشهيد إبراهيم محمود الحاج «الحاج سلمان» القيادي الشهيد حسام علي شقير « الحاج ابو تراب» والقيادي علي محمد الحاج « الحاج ابو محمد» وآخرون رضوان الله عليهم أجمعين، حيث كان لهؤلاء الابطال ادوار محورية في توجيه وتنظيم الحشد الشعبي العراقي بالتنسيق مع باقي صنوف قواتنا الأمنية الباسلة وفصائل المقاومة العراقية البطلة، حتى ارتقوا شهداء دفاعا عن العراق وشعب ومقدسات العراق.
▪ ملاحظة تحمل أهمية خاصة.
القوات الأمنية العراقية بكافة صنوفها لم تنهار ولم تنسحب الا عندما آتتها الأوامر من المسؤولين ورؤساء الوحدات الإدارية في المحافظات أعلاه.
وبكيف الله.
ممثل مركز تبيين للتخطيط والدراسات الإستراتيجية في البصرة.
2025-12-12