الجالية الفلسطينية في هولندا ونشاطها والأحزاب المناصرة لفلسطين!
نبيل السهلي
محاولة لمعرفة واقع الجالية الفلسطينية في هولندا والأحزاب الهولندية المناصرة للقضية الفلسطينية وكذلك حراك الفلسطينيين في هذه المملكة الأوروبية تجاه قضيتهم العادلة وأهم المؤسسات الفاعلة.
أجرينا لقاء حواري من خلال توجيه عدة أسئلة تخدم المحاور المذكورة للأكاديمي الفلسطيني والقامة الوطنية جلال محمد الباز الذي يحمل الجنسية الهولندية ويقيم في المملكة منذ نحو أربعة عقود.
حيث قدرّ عدد الفلسطينيين في هولندا بنحو (30) إلف فلسطيني ومن ضمنهم المهجرين الفلسطينيين من سوريا بعد عام 2012، لكن هناك تقديرات أخرى تصل إلى خمسين ألف فلسطيني أو أكثر، وتبقى كل التقديرات غير واقعية وغير دقيقة في ظل غياب مسح ميداني شامل للفلسطينيين في هولندا.
وأشار الباز إلى أن أهم الأحزاب الهولندية المناصرة للقضية الفلسطينية توجد في أقصى اليسار في إطار الخارطة الحزبية، وفي مقدمتها حزب (bij1) الذي يعتبر حزب الدستور الهولندي الذي يطرح مبدأ المساواة للجميع بغض النظر عن العرق أو الجنس أو الدين، والحزب المذكور معاد للامبريالية والصهيونية وللحزب مقعد واحد في البرلمان الهولندي، أما الحزب الثاني المناصر للقضية الفلسطينية فهو حزب (denk) وهو حزب يعتمد على قاعدة من الناخبين الأتراك والمغاربة والمسلمين وأيضًا من الهولنديين الذين يؤمنون بالتعددية الثقافية، ويستحوذ الحزب على ثلاثة مقاعد في البرلمان، أما الحزب الثالث فهو الحزب الاشتراكي وهو حزب له ثمانية مقاعد، ويأتي بعد ذلك الحزب البيئي المدافع عن الحيوانات.
أما الأحزاب اليسارية الأخرى فهي وسطية حيث تتخذ مواقف ناقدة تجاه دولة الاحتلال الإسرائيلي لكنها لا تؤيد قرارات فرض عقوبات ضد السياسات الإسرائيلية إزاء الشعب الفلسطيني.
وحول انتمائه الحزبي قال جلال الباز “انتمي للحزب الاشتراكي لكنني أصوت لحزب (Bij1) وذلك بسبب المساحة الذي يخصصها هذا الحزب للقضية الفلسطينية ولأن هذا الحزب جديد على الساحة السياسية الهولندية، ويمثل أقصى اليسار وهو ما يتوافق مع قناعاتي وأفكاري”.
وعن المؤسسات الفلسطينية الفاعلة، أشار الأستاذ جلال إلى أن أهم المؤسسات الفلسطينية في هولندا هي عائدون والجالية الفلسطينية وغيرها، أما المؤسسات التي لها وزن وتأثير فهي مؤسسة (رايت فورم) وهي مؤسسة هولندية تتواجد في مجلس إدارتها غادة زيدان ورئيس إدارتها السيد (دريس فان اخت) وتبوأ منصب رئيس وزراء هولندا في عام 1979. وفيما يتعلق بحراك الفلسطينيين في هولندا، استطرد الباز مجيبًا “لا شك أن الفلسطينيين في هولندا يقومون بأنشطة وفعاليات مختلفة لنصرة قضيتهم العادلة في كافة المناسبات الوطنية، لكن حالة الانقسام الموجودة وهي بطبيعة الحال انعكاس لحالة الانقسام الفصائلي في الخارج، الأمر الذي يجعل الفلسطينيين غير فاعلين في تغيير الرأي العام الهولندي لصالح القضية الفلسطينية”، ويرى الباز بأن المجتمع الهولندي منقسم بين اليمين واليسار وهنالك تغير واضح في الرأي العام ومن يقود هذا التغير غالبًا إعلاميون اكتشفوا زيف الرواية الإسرائيلية وتفاقم العنصرية والفاشية لدولة الاحتلال، وكان ذلك أحد العوامل الأساسية التي بدأت تغير في نظرة الهولنديين إزاء إسرائيل وسياستها الوحشية والعنصرية والفاشية إزاء الشعب الفلسطيني.
والأستاذ جلال محمد الباز من مواليد مدينة مأدبا في الأردن في الثالث من تموز /يوليو 1968، وقد وصل إلى مملكة هولندا في التاسع والعشرين من أب /أغسطس عام 1986، وتعود أصوله في فلسطين إلى قرية ديربان التي هجر أهلها قسرًا عام 1948 في قضاء مدينة القدس عاصمة فلسطين الأبدية. يحمل الباز شهادة ماجستير في علم الاجتماع من جامعة Erasmus في روتردام الهولندية عام 2018، وكذلك بكالوريس في التربية والتعليم من الجامعة العليا في روتردام عام 1994 وبكالوريس في تعليم اللغة الهولندية للقادمين الجدد من جامعة أمستردام الحرة وذلك عام 2011. وبالنسبة للتاريخ المهني في هولندا؛ أشار جلال الباز بأنه عمل لمدة خمسة أعوام كموظف في عدة بلديات هولندية وبعد ذلك عمل في قطاع التدريس، حيث قام بتدريس مادة علم الاجتماع في مدارس التعليم الثانوي المهني فضلاً عن تدريس اللغة الهولندية للقادمين الجدد وتعريفهم في ثقافة المجتمع الهولندي وذلك بهدف مساعدتهم في الانخراط والاندماج في المجتمع الهولندي ومعرفة عاداته وتقاليده، وما زال الباز يدرس اللغة الهولندية للقادمين الجدد.
https://shatatmedia.com/2023/08/02/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%84%D8%B3%D8%B7%D9%8A%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D9%87%D9%88%D9%84%D9%86%D8%AF%D8%A7-%D9%88%D9%86%D8%B4%D8%A7%D8%B7%D9%87%D8%A7/
2023-08-11