إسرائيل اليوم، غير إسرائيل البارحة، هناك انقسام حاد، بين إسرائيل، ويهود العالم؟
ترامب يقول: لا تستطيع إسرائيل أن تحارب العالم، المشكلة ان العالم بدأ يكـــرههم؟
70% من يهود أمريكا إسرائيل لا تعنـــيني، و40% تمـارس إسرائيل حرب إبادة؟
محمد محسن
يقول المفكر [ روبرت دي نيبرو]:
إذا تَعَرَّضْتَ لعضة كلب، فستلوم صاحب الكلب، والمالك هنا أمريكا، والكلب هنا هي إسرائيل.
ويقول ترامب مهدداً:
ستفقد إسرائيل العون الأمريكي في حال ضمها للضفة الغربية، فإسرائيل دولة صغيرة جداً، ولم تعد محبوبة من العالم؟
نعم المالك والداعم الأول للكيان هي أمريكا، التي قدمت لإسرائيل، بعد طوفان الأقصى ما يزيد على / 30 / مليار دولار، فلولا الدعم الأمريكي ــ الأوروبي لأصبحت إسرائيل دولة ضعيفة، لا تستطيع أن تواجه حرباً لمدة طويلة، ولكن إسرائيل هذه بدأت تخسر المجتمع الأمريكي، حيث جرى استطلاع لأول مرة في تاريخ أمريكا، يظهر أن غالبية الشعب الأمريكي بات متعاطفاً مع القضية الفلسطينية، أكثر من إسرائيل بكثير.
حتى أن 70% من اليهود الأمريكيين أكدوا أن إسرائيل لم تعد تعنيهم، و40% من يهود أمريكا قالوا:
إن إسرائيل تمارس حرب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين؟
حتى أن اللوبي اليهودي بدأ يتقلص دوره في الكونغرس الأمريكي، وهذا سيؤثر مع مرور الوقت على علاقة أمريكا بإسرائيل، كما انه يؤشر إلى أن أمريكا قد تتخلى تدريجياً عن طفلها المدلل إسرائيل، حتى أن هناك انقسام حاد بين إسرائيل ويهود العالم، كل هذه التغيرات الدراماتيكية، حصلت بعد طوفان الأقصى، وبعد حرب الإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل ضد سكان غزة.
أي أن حرب الإبادة هذه عرت الكيان عالمياً، وكشفت وجهه الحقيقي أمام البشرية كلها، وما المظاهرات المليونية التي اجتاحت المدن الأوروبية كلها، وبخاصة في بريطانيا، إلا الدليل القاطع، إلى أن صورة إسرائيل المتوحشة قد كُشفت أمام جميع دول العالم، حتى أن حزب الخضر البريطاني طالب الحكومة البريطانية باعتبار الجيش الإسرائيلي جيشاً إرهابياً، كما طالبها بالاعتذار من الفلسطينيين بشأن وعد بلفور المشؤوم، كما طالب بعدم بيع الأسلحة إلى الحكومة الإسرائيلية.
إن صمود غزة الأسطوري وحرب الإبادة الجماعية التي مارستها إسرائيل، حولت الكيان المتوحش، من حليف موثوق للغرب، إلى عبء أخلاقي على العالم، نعم إسرائيل دمرت غزة، ولكن لا تزال حماس تسيطر على القطاع، وأن هناك أكثر من 50% من الأنفاق لا تزال قائمة، كما أن إسرائيل قد فشلت في ترحيل الفلسطينيين، أو طردهم، وهذا انتصار تاريخي كبير، لأن ترحيل الفلسطينيين إلى سيناء، أو إلى إي بلد عربي، قد باء بالفشل، وهذا بحد ذاته يعتبر خسارة استراتيجية للكيان، لأنه كان من أولويات البرنامج الإسرائيلي.
بعد افتضاح صورة إسرائيل عالمياً، بأنها دولة قاتلة، لا بد وأن تدفع الكثير من الدول لتغيير موقفها من الكيان، أما أمريكا وبحسب تصريحات ترامب العلنية، لن تتخلى عنها نهائياً، ولكن لن تكون الدولة (المغناج) لدى أمريكا بعد الآن؟
2025-10-27