أمريكا اكتُشفت مرتين!
اضحوي جفال محمد*
الاكتشاف الاول على يد بحارة أسبان قبل خمسة قرون، اما الاكتشاف الثاني فقام به ظهر أمس نشطاء (عرب) أخبروا العالمين أن في أمريكا شذوذاً جنسياً على درجة من الاهمية والخطورة تستحق أن يُنقل الجهاد العربي إلى هناك.
أسمّيه اكتشافاً لأنه ظهر بغتة مثل جرم سقط من السماء. تستعرض صفحة أحدهم فلا تجد فيها ذكراً لهذا الانحراف حتى لكأنه غير مذكور في قرآننا. وحتى كأنه حِكرٌ على نيويورك وحدها من بين مدن العالم. عندما ينبري أحدهم للمجادلة في الأمر يخيّل اليك انه مرسلٌ من الله لتطهير نيويورك من رجسها. والقضية وما فيها أن مسلماً منتقداً لإسرائيل فاز برئاسة بلدية نيويورك. شق ذلك على بعض العرب لسبب واحد ذاك أنه يؤشر تحولاً في الرأي العام الغربي بالضد من إسرائيل. وماذا يضير عربياً أن ينقلب الغرب على إسرائيل؟ الضير كل الضير أن تحولاً في هذا الوقت يُنسب حتماً لطوفان الأقصى، وبين العرب توجّه عارم يرفض بشدة الإقرار للمقاومة بأي انجاز،، توجّه يصر على ادانتها وتحميلها المسؤولية عن كل جريمة يقترفها الصهاينة. هذا الضرب من العرب يستثار وينفعل كلما تحدثت الاخبار عن تلك التحولات الكبرى. ولأن التحولات باتت ساطعة كالشمس في رابعة النهار أُصيب هؤلاء المتصهينون بالهستيريا، وراحوا ينقبون في سجلات الغرب عن تاريخ كل من يعادي إسرائيل بحثاً عن شائبة يوهمون بها أنفسهم بأن اسرائيلهم لم تُهزم.
المهاجرون إلى الدول الاجنبية هاجروا بحثاً عن حياة افضل. ليس بين مقاصدهم تغيير اخلاق ونواميس المجتمعات التي استقبلتهم، ومَن قُدّر له ان ينجح سياسياً في بلاد المهجر فإنه بلا شك لا يفوز بأصوات الملائكة او الصحابة وانما بأصوات المجتمع الذي هو فيه: هندوساً او يهوداً او بوذيين او غير دينيين. والذين يجادلون بسوأة حصول ممداني على اصوات المثليين يعرفون تلك الحقيقة جيداً، وهي ليست بيت القصيد. بيت القصيد أن ما يتحقق على الارض من انجازات عالمية للمقاومة، والمأزق التاريخي الذي تردت فيه اسرائيل، يؤرق بعض العرب الشاذين، فالشذوذ الوجداني عند العرب أخطر من الشذوذ الجنسي في نيويورك.
( اضحوي _ 2276 )
2025-11-08