الطبقة الكادحة..
بين الكرامة والجهاد الاكبر..
الدكتور سعد محمود المسعودي*
في ذهني كلمات . متلاطمة كأمواج البحر وخنيابه . ان سطرتها قد تسترق من عيوني العبرات . بين العهد البائد المنصرم صاحب الانجازات . بين القتل والتشريد والابادة . وبين الديمقراطية والمساواة والعدالة الاجتماعية. وما حظي بها الكادح من ويلات . جاءت حرب الثمانين تناثرت بها اشلاء الشباب . عنوة من ظلم جبروت البعثية وجلاوزة الانظمة الجائرة . وعادت من جديد وسط جدار الحرية الفاصل . وبقية ارث رث وضعته على دكت الوطن. بين عميل متلون متأثر بحقبة الحرب الحاكم البعثي الوضيع . وبين رجال اشداء همهم جمع شتات بلد قد تكالبت عليه شذاذ الافاق . يخرج من صميم الدهر . طبقة كادحة عاملة مجاهدة مثابرة . وضعت رسم معالم الوطن الجديد خال من البعثية وجلاوزة الحكم الصدامي المقيت . واجهت بكل ضراوة من جاء من خلف الحدود ليعبث بأمن البلاد . وسط نهيق الصغار اللاطمين على احقاب ابن البغايا . وبين الفكر المتطرف مخلوط بفكر عربي حاقد ، لم يتسنى لهم ان يخلدوا للراحة بمعيشة هادئة هانئة . ما ان تجرد العراق من حكم ابناء البغايا . واذا بهم يواجهون انواع الاشكالات الامنية . فخائن الاوطان لا يؤتمن . فأفرغوا صبرا جميلا وتوكلوا على الله فهو حسبهم . ان الطبقة الكادحة قد ذكرها النبي الاكرم محمد ( صلى الله عليه واله وسلم ) بقوله الكريم ، الكاد عبى عياله كالمجاهد في سبيل . فهذه الطبقة هي ذاتها التي نهضت من مأساة المعيشة الى مواجهة اخطار الدواعش بفزعة عراقية بدوية ، ونخوة الغيارى ، تحت فتوى قيدها سيد النجف الاشرف ، ووضعهم في ذمتهم ، وجعل العراق امانة في اعناقهم ، فحرروا الديار وامنوا العباد وحفظوا العرض والارض ، واوجعوا الدواعش بأس قوتهم واصالة تاريخهم الحافل مع الاباء والاجداد . امتزجت تلك الدماء بتراب الوطن وسالت اضحيات ابنائهم كبشارة قدوم عيد الاضحى المبارك رأت تلك الام ولدها الوحيد مجزر كالاضاحي . وشاهدت البنت المخطوبة خطيبها ملفوفا بعلم العراق العظيم ، ووقفت الزوجة على نعش زوجها الذي مر عبى زواجه سبعة ايام ، ولاحظ الاب غياب ولده الاصغر من بين اخوانه وافتقده بشدة واذا بنعش يحمل على اكتاف الشباب المؤمن ، بأهزوجة ( يمة اذكريني من تمر زفة شباب) وجاء الاخ مهللا ( ياوالدي اليوم نسر الخاطر ابنك جاب النصر وياه ) وهكذا . سطرت هذه الطبقة اروع معالم النصر المبارك محضبين بالدماء والدماء غسيلهم وملابسهم الممزقة اكفانهم ، وصاحب الفتوى تسيل مدامعه على مصابهم ، مشروطة ان يدفنو بلا غسل ولا اكفان ، هذه الخاتمة الحسنة الني ارتضاها الله سبحانه لعباده . وهنا قد اكملها وسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بقوله . اهلا بقوم اكملوا الجهاد الاصغر وبقي الجهاد الاكبر . ومن هنا فأن هذه الطبقة قد اشعلت قلب صاحب الامر عجل الله تعالى فرجه . بالوداد والدعاء . ولا يمر ذكرهم الا واسترق الدمعة من عيونه الشريفة ، مكللا بذلك مجد تضحياتهم وانين اصواتهم ورؤيتهم في قادم الايام . بشمولهم بدعائه الشريف ، اللهم اخرجني من قبري مؤتزرا كفني شاهرا سيفي ، سيفي بهذا الوعد الالهي العظيم مادامت تلك الاروح تواقة الى رؤية قائدها . اللهم ارنا الطلعة الرشيدة والغرة الحميدة واكحل ناظري بنظرة منه ، وختاما اقول ،
ياعمال العالم يا احرار الارض ، ان يومكم الموعود سيكون مع بقية الله في ارضه وحجته على عباده وانتم القادة والامراء ان شاء الله ، اللهم حسن الخاتمة والثبات على ولاية امير المؤمنين عليه السلام ، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين
العراق

2025-05-01