قصص قصيرة

صور الزعماء..!عادل علي عبدالغفار الفراتي يملك موهبة فطرية بالرسم. لم يذهب للمدارس الخاصة ولم يتعلم عن طريق الانترنيت، ففي تلك الايام اغلب الناس لا تملك تلفاز. كما انه لا يملك ورق لكي يرسم عليه، فاتخذ من حيطان غرفة بيتهم المجصصة كجنفاص للرسم. لم يعارضه والديّه بل بالعكس رحبوا بالفكرة بأن يرسم صورة زعيم الفقراء على الحائط. بعد اسبوع اكتملت الصورة وكانت جميلة حقاً. صورة بالالوان وتبرز فيها ابتسامة الزعيم وتلمع النجوم على كتفيه و بقيافته العسكرية. وقد اصبحت تلك الغرفة مزاراً للجيران: تعالوا شوفوا شلون ولدّنا رسم صورة الزعيم!! ومكثتْ تلك الصورة حتى انقلاب الصديق على صديقه ، فخاف اهل…

قراءة المزيد

يبزغ الفجر وعيون المدينة غافية على ضفاف الفرات ومواويل الهور وأحزان القصب، نخلات تتسامق بسعفاتها، وحبات تراب تعانق رحمها، حبّ الوطن الجميل وحبّ الأهل كما لو كنت أحبّك منذ الخلق الأول، بل منذ العماء الأثيريّ البعيد.سنوات عجاف تمرُّ عليها، ابنة سحر الأهوار وقمم الجبال واخضرار حقول ولادة، زوجة رجل راحل أبدا في معالم التغيير ومضاربها. لم تستوعب حماقة الزمن وبلاهة التائهين في دروب اكتظّت بمتظاهرين ضدّ أحكام الكون! تجلس القرفصاء في إحدى زوايا الدار الباردة، جدران متشقّقة، أسقف آيلة للسقوط، أرضية رطبة، لوحة معلّقة تآكل إطارها، لم تسقط رغم بلى الخيط الذي يشدّها وصدأ المسمار الذي يحملها! لعلّها الذكرى الباقية…

قراءة المزيد

سأعيش سعيدة  ذكرى لعيبي كان «الخبيث» قد تمكـّنَ منّي؛ لكن لم أستسلم لليأس… ذهبت لإجراء الفحوص اللازمة قبل التدخّل الجراحيّ، وجدتُ طبيبي المعالج والدكتورة هناء في انتظاري. دخلتُ باسمة، بادلاني الابتسامة ذاتها التي اعتدتُ عليها، وفي غضون نصف ساعة تقريبا أنهيت جميع الإجراءات. جلستُ في ردهة منفصلة عن غرفة الطبيب أنتظر نتائج التحاليل والسونار، أمسكتُ بمجلة كانت فوق الطاولة المركونة في زاوية الردهة، أو كما تسمى صالة الانتظار، تصفّحتها رغما عني، فقلبي عند أبنائي، وعقلي في مختبرالمركزالطبيّ، يداي ترتجفان، وعيناي لا تبصران ما تحتويه صفحات المجلة، شعرت بالملل، فأرجعتها إلى مكانها. نادت إحدى الممرضات باسمي، ولا أعرف لماذا أشعر هذا…

قراءة المزيد

تعب في الركبة…! قصة قصيرة د. أحمد الخميسي كانت لدي منضدة صغيرة تفسخت قوائمها وأردت إصلاحها، وذات يوم وأنا في طريقي إلى البيت شاهدت إعلانا بالبوية على حائط بيت :” أبو السيد. نجار. منزل رقم كذا .. تليفون رقم ..”. قلت لنفسي:” ممتاز”. اتجهت مباشرة إلي العنوان المذكور، وهناك رأيت امرأتين ممتلئتين جالستين تحت شرفة الطابق الأول تثرثران. واحدة تبيع فطيرا مشلتت والثانية لا تبيع فطيرا، مكتفية بالجلوس ووضع يدها على خدها. سألت عن أبو السيد النجار، فردت البائعة: وحضرتك مش عاوز فطير؟. قلت : لاء. شكرا. فانصرفتا إلي الثرثرة. قلت: النجار موجود؟. قالت: لاء .. اتصل به. قلت :…

قراءة المزيد

هذيان….! ذكرى لعيبي وحيداً في المدينة أسيرُ بخطواتي المتآكلة، لم يتبقّ منها إلا الخطوة الساهية، جعلوني مثل آنية من خزف يعلوها غبار السنين، أنا مغفـّل طول الوقت، وغبيّ أيضا، لم أعِ لماذا كانت تريد أن يوجد معنا إينما نذهب ونجيء! هذا ما قاله أسامة حين أجبروه على ارتداء ذلك القميص الأبيض ذي الأكمام الطويلة، ثمّ اقتادوه إلى المصحّ في الطرف الآخر من العاصمة. زوجته سعاد لم تنبس ببنت شفة، جلست في الصالة والسعادة تغمر قلبها، ألم وفرح لا نعرف أيهما زائف.. سعاد تشعر أخيرا بأنّها تحرّرت من عبودية أسامة، ذلك الزوج الذي أحبّها حدّ الجنون، ارتبطت به رغم أنها لم…

قراءة المزيد

أين السماء..! قصة وفاء شهاب الدين همس بصوته الدافيء قائلاً” اشتقت إليكِ متى تعودين؟” ارتجفت لهمساته موجات الأثير ولم تسكن إلا حينما أجابت” شوقي إليك فاق الحد ..لكنني لا أدري متى أعود فأمري مرهون به.. قال بضعف غريب”أريد أن أراكِ قبل أن أموت ..يا مملكتي.. ردت” لا تذكر الموت أمامي فذاك يشعرني أنك بشر.. قال:ــ تذكري دوماً أنني أحبكِ.. قالت:ــ ومن يحبك بهذا الكون أكثر مني ؟ خرس الهاتف فانقبض قلبها فلم يختم حديثه لها كعادته بـ” إلى لقاء”، تناست رعشات انتابتها حين صمت وابتسمت حين لاحت لها ـ من بين الذكريات ـ ملامحه التي تضوع من خلالها ابتسامات العطر،…

قراءة المزيد

حرب / قصة قصيرة! كامل الجباري كان سجن الوحدة العسكرية عبارة عن غرفة طينية ضيقة ، وان كانت طويلة نوعا ما ، لتتسع لعدد اكبر من الموقوفين . لقد كنا في حالة الحركات الفعلية ، كما يقال في المصطلح العسكري في حالة الحرب . نظرت من خﻻل الكوة الصغيرة الوحيدة لكي اهرب من نظرات زميلي الوحيد الذي يشاركني السجن ، الرجل البدين بلونه اﻻبيض المشرب بحمرة فائقة تشي بان دماء العالم قد تكدست فيه . ـ ابو ناجح يربع عكال .. كان هذا مطلع قصيدة ساخرة كتبتها لمﻻطفة ( ابو ناجح ) الذي ينحدر من مدينة جنوبية وادعة هي (…

قراءة المزيد

أول الـعـشـق قصة قصيرة أحمد الخميسي من حيث لا يتوقع حدثت المعجزة التي بدلت كل شيء، كان ذلك عقب زيارة ابن عمه المخرج التلفزيوني عبد السميع أول أمس، تغدى معهم ملوخية وأرانب، وبينما هو يأكل التفت اليه واللقمة في منتصف الطريق بين يده وفمه وقال له:” تيجي تمثل معي يا بهاء؟”. هز بهاء رأسه بالموافقة من دون تفكير، أما أمه فبانت عليها علامات الفرح المفاجئ وقالت بلهفة وفرح:” آه والنبي يا عبده”. أردف عبد السميع وهو يدفع اللقمة إلى فمه:” بهاء صغير وشكله لطيف”. تطلعت أمه إليه بفخر، بينما غمره الاستياء من كلمة ” صغير”. صحيح أنه في الثالثة…

قراءة المزيد

قصة قصيرة __ أكواخ وأفاعي! كامل الجباري كانت حركة المجداف تبقر بطن مياه الهور الرخوة برقة وتصميم . تندفع المياه إلى الخلف فيما ينطلق (المشحوف) إلى الإمام في حركة مموسقة زاد في جماليتها الامتداد الشاسع لسطح المياه الهادئة والسكون الجميل الذي تقطعه ، بين الفينة والأخرى ، الطيور البرية المهاجرة التي عادت إلى الهور مع عودة المياه تدريجيا إليه . – أيتها الطيور الجميلة العائدة .. أأصوات فرح أم أصوات فزع ما تطلقينه ؟ أرعب (أبو كريمه) وأقلقه كثيرا عدم فهم لمغزى أصوات الطيور . لقد عاش منذ ولادته في أحضان الهور . كثيرا ما أكد لنا إن عائلته والهور…

قراءة المزيد

شريط قاتل! فريدة عدنان فنجان قهوة مساء مر طعمه كرحيلك حلو مذاقة كقربك.. سواد عينيك دامغ بقلبي كما في الفنجان” ،كلمات تمتم بها عادل لنفسه بعدما فرغ من ارتشاف فنجان قهوته المسائية .ثم نهض ليدير محرك السيارة في اتجاه شاطئ البحر وسحابة حزن كبيرة تعلو ملامحه السمراء . انطلق بسرعة نحو الشاطئ ، كانت الشوارع شبه خالية من السيارات ومن المارة والنهار يحدو إلى المغيب. أشعة الشمس المائلة الى الحمرة تنكسر على زجاج السيارة. وضع نظارة سوداء ليخفي نفسه أكثر من إخفائه لأشعة الشمس. لما لاحت خيوطها الحمراء تراءت له صورتها وهي ترتدي فستانا أحمر جذاب، ترقص في غنج و…

قراءة المزيد

قصة قصيرة __ رسالة من المعتقل! كامل الجباري ( حبيبتي : وحيد مع الذكريات ، أيام الفرح الأول ، لكن قلبي التعب ما يزال يرقد في حضنك الدافئ ، يا صلاتي اليومية . إن روحي تسافر عبر الطريق اللامتناهي إلى أعماقك الدافئة فأنا في اغترابي عنك كما طير يهاجر عبر المحيطات بأجنحة أثقلها الحزن السرمدي . ) تاه في بحر متلاطم من الذكريات ، بعد أن أكمل عبارته وامتدت ذاكرته إلى ذلك الزمن الجميل ، زمن الصبا . كانت صبية عندما التقاها في بيت قريبة له . – من هذه الحورية ؟ ابتسمت قريبته وإجابته إجابة ماكرة – إنها ابنة…

قراءة المزيد

قصة انقضى عليها مئة عام! د. أحمد الخميسي كثيرا ما يبدو أن قراءة قصة مضى على ظهورها مئة عام أمر قليل الجدوى، غير شيق، لأنها من زمن ولى وغرب، وتطرح قضايا لم يعد لها مكان في حياتنا. لكن الأمر يتوقف على كيفية قراءة ما مضى، وعلى بحثنا عما يمكن أن نستخلصه من ذلك. انظر مثلا قصة” ثريا” لعيسى عبيد أحد رواد القصة القصيرة والتي ضمتها مجموعته” ثريا” عام 1922. مر على كتابة هذه القصة مئة عام بالتمام، ومع ذلك فإن قراءة العمل بتمعن ستمنحنا الكثير. ولننظر في موضوع القصة أولا، إنها تعالج قضية زواج المسلم من مسيحية حين ترتبط ثريا…

قراءة المزيد

زائرة ثقيلة…! قصة ناجي ظاهر سحبني من نومي في آخر الليل طرق على باب شقتي الصغيرة. فتحت عيني ثم أغمضتهما، لعلّ الطارق يخجل على نفسه ويدعني اواصل نومي الجميل في تلك الليلة الليلاء، ألا أن الطرق ما لبث أن تواصل. عندما أيقنت أن الطارق معنّد ولن يفك عني.. فكّرت في أن أفتح الباب له. إلا أن سلطان الكرى ما لبث أن الحّ عليّ غامزًا بعينه.. نم يا رجل.. نم آلان.. والصباح رباح. تواصل الطرق دب فيّ نوعٌ من القلق، هل حصل شيء للأحباء وجاء مَن ينذرني؟ هل خشي علي مُحب أن أقضي في شقتي الوحيدة ولاحقه كابوس رأى فيه أنني…

قراءة المزيد

“الكاهن والشيطان”!فيودور دوستوفيسكي قصة قصيرة جداً كتبها الروائي والفيلسوف الروسي العظيم فيودور دوستوفيسكي على جدار زنزانته عن “الكاهن والشيطان” عام 1849 وعمره حينها تسعة وعشرين عاما. استمتعوا بضمائركم وقلوبكم وعقولكم بقرائتها. قال الشيطان للكاهن : ” مرحبا أيها الأب الصغير السمين ! ما الذي جعلك تكذب هكذا على هؤلاء الناس المساكين المضللين؟ أي عذابات من الجحيم صورت لهم؟ ألا تعلم أنهم يعانون أصلاً عذابات الجحيم في حياتهم على الأرض؟ ألا تعلم أنك أنت وسلطات الدولة مندوباي على الأرض؟ إنك أنت من تجعلهم يعانون آلام الجحيم الذي تهددهم به. ألا تعلم هذا؟ حسنا إذاً، تعال معي ! “ شد الشيطان…

قراءة المزيد

” ربما “…! قصة قصيرة أحمد الخميسي يمكن القول إنه نسيها، تماما، ولم يعد يتذكرها إلا أحيانا قليلة، في الصباح عندما يقف أمام مرآة الحمام يدعك أسنانه بالفرشاة ويقول لنفسه:” ادعك أسنانك جيدا، ربما تتصل وتأتي اليك فنجلس صامتين نحدق ببعضنا البعض، تتشابك أيادينا بعصبية ولهفة ، وفي غمضة عين قد نندفع بشوق جارف نتبادل القبل”. يخاطبها ربما تسمعه:” بالعذوبة نفسها تحبين وتذبحين، في صمت ورقة من دون كلام”. ربما تتصل، ومع أنه ينساها فعليا، إلا أنه حين يتلقى مكالمة هاتفية ليست منها يجتهد أن يختصر الكلام وفي خاطره : أنه لا ينبغي أن يكون الخط مشغولا. ربما تتصل. يفتح…

قراءة المزيد

غرفة خالية في الوسط… ( إلى الرفيق عادل سمارة ) قصة فصيرة أحمد حسين قررت أخيرا أن أذهب إلى الطبيب . حددنا موعدا وذهبت إليه . قابلتني امرأة في منتصف العمر عند الباب قائلة بيأس : الطبيب في انتظارك . أريد فقط بعض البيانات للملف . تفضل بالجلوس ! زادت المرأة الكئيبة من توتري وتشاؤمي ، وجلست أمامها بيأس لا يقل عن يأسها . وتساءلت بخبث بيني وبين نفسي . لا بد أن طبيبي رقيق الحال . فالعيادات النفسية لا يوظفون فيها النساء اللواتي لا يستطعن إخفاء علاقتهن السيئة بالدنيا . أم لعل الأمر مقصود هنا لإنارة دخائل المرضى…

قراءة المزيد

حـفـيـف صــنـدل….! قصة قصيرة د. أحمد الخميسي توقف بي الميكروباص عند الكيلو 21 من الاسكندرية حيث تصطف السيارات المتجهة إلى القاهرة. هبطت تتأرجح على ظهري حقيبة صغيرة خفيفة، وامتد أمامي ميدان تنفتح عليه مثل الأسهم عدة شوارع غاصة بالحركة. لبثت أتلفت بحثا عن موقف سيارات القاهرة، فوقعت عيني على رجل نحيف في حوالي الأربعين في سروال ضيق مهترئ، وقميص عليه حروف انجليزية باهتة، قدماه في صندل بلاستيك مفتوح. نظرت إلى أصابع قدميه العارية فسرت منها في بدني قشعريرة الجو البارد. رأيته وقد مال بصدره وذراعيه على واجهة سيارة ملاكي، يمسح زجاجها بدوائر من خرقة متسخة. قلت له : ” أين…

قراءة المزيد

المصير المجهول..! عبد الكريم البليخ لم يكن عبد الإله قادراً على أن يجد الملاذ الآمن له ولأسرته، ولزوجته المريضة التي تُعاني من مرض عُضال حيال واقع الحذر الشديد الذي انتابه، وبدء العَد التنازلي، والخوف من التشرّد الذي حلَّ بمن عرفهم عن قرب من أصدقائه الذين تشاءُ الصُدف أن يكونوا قد حضّروا أنفسهم للرحيل القسري عن المدينة التي يُقيمون فيها التي اجتاحها المتمردون، واللجوء إلى مكان قصي أكثر أمناً، وبعد أن دخلها هؤلاء الملتحون دبَّ الرعب في قلوب أهلها، حيث فوجئوا بما حدث، وعلى غير العادة، فكانت شارة البدء، ما دفع الأهالي اللوذ بالفرار بعد أن أصابهم الذعر والهلع والخوف…

قراءة المزيد

خيالات أخرى…! قصة قصيرة وفاء شهاب الدين مدت يدها لتفتح باباً تدري مسبقاً أنه المدخل الأنيق لجهنم، توقفت للحظة تلتقط أنفاساً مرتعشة، قمعت دمعة ثائرة تحاول التمرد، تمسكت بمقبض الباب في قوة كأنها تستنجد به، طأطأت رأسها وهي تستذكر فيض كلماته التي تترقرق في مخيلتها كنهر هامس، وتلك اللمسات الخيالية والحياة الافتراضية التي تذوقت روعتها ككعكة محلاة أطفأت فوقها لهيب الانتظار. فاض صدرها بدفقات دافئة مؤلمة تلمست زفراتها وكادت تصطحب معها روحها المنهكة في جولة أخيرة، فرفعت رأسها بسرعة وهي تحبس زفرة أخيرة لتسقط دموعها تلهب قلباً لطالما توقفت نبضاته كأثر طبيعي لكلمة “أحبـــــــــك”. دفعت الباب بقوة ودفعت معه خوف…

قراءة المزيد

«دقـــائـــق الـــود»! فيما كان الناطور يهم بإغلاق باب غرفته بعد منتصف الليل، سمع صوتاً مألوفاً يناديه: «سلامات یا محمد». انشرح صدره، لقد جاء أحب سكان المبنى إلى قلبه، بادله الٳبتسامة وهم بحمل الأغراض، لكن الساكن لم يقبل: «ما بيحرزوا». يكفي حضوره أول الشهر ليعلم الناطور أن لديه ضيفاً ليطل عليه سريعاً، دقائق من الود، تكفيه الشهر كله. فهذا الساكن ليس كغيره، هو الوحيد الذي يتذكر الناطور في مواسم الأعياد ليقدم له «عيدية»، دائماً ما يسأله عن حاله، لم يعبس في وجهه يوماً، حتى عندما يريد أن يدفع أجرته الشهرية، يقدمها مع طقوسه الخاصة. في الصباح، انبعثت رائحة زكية إلى غرفة…

قراءة المزيد

بلا عنوان…! حسين الحجي لم أكن لأصدق أنّك قطعتِ طريقي في ذلك المساء، وخاصّةً بعدما امتلأتُ بالدموع تارّةً وبالآهات والصراخ تارة أخرى، وكأنّكِ استجابةٌ لما مضى من دعاء كنت أخبئه في جيوب صدري سرًّا، مشيتُ حينها، وأنا أجرُّ خلفي بريق غصّةٍ واضحةٍ تميّزني عن الآخرين. في تلك الليلة، حينما جلتُ الشوارع والطرقات أثناء عاصفةٍ هوائيّةٍ تفقدني التوازن والهدوء، وكأنّها تتناغم مع أعاصير قلبي , حقًّا صدفةٌ سارّةٌ حاكها القدر لي كي أراك عند جسر الاعتراف ذلك الّذي كنتُ أستودعه كلّ مافي جعبتي في كلّ ضيقٍ، كنت ألقنه أشياءً كثيرةً عني وعن وطننا الذي شبع من الموت، ومازلنا نحيا بقوّة الإرادة…

قراءة المزيد

المغفلة…قصة قصيرة! أنطون تشيخوف …واحدة من روائع الأديب الروسي، المغفلة هي حكاية كل عاجز ومستكين، القصة تمثل الشعوب «المغفلة» التي تُسرق أقواتها ومقدراتها ثم تهتف بحياة جلاديها وناهبيها… تشبهنا إلى حد ما في هذا الوطن…. _ما أبشع أن تكون ضعيفًا في دنيا الناس.. رائعة أنطون تشيخوف تعد قصة «المغفلة» للروائي الروسي الشهير أنطون تشيخوف (1860 – 1904)، المغفَّلة من روائع أنطون بافلوفتش تشيكوف منذ أيَّام، دعوتُ إلى غرفة مكتبي مربِّية أولادي يوليا فاسيليفنا لكي أدفع لها حسابها. قلت لها: إجلسي يا يوليا. هيَّا نتحاسب. يبدو أنَّك بحاجة إلى النقود، لكنَّك خجولة إلى درجة أنَّك لا تطلبينها بنفسك. حسنًا، لقد اتِّفقنا…

قراءة المزيد

خيالات أخرى قصة قصيرة وفاء شهاب الدين مدت يدها لتفتح باباً تدري مسبقاً أنه المدخل الأنيق لجهنم، توقفت للحظة تلتقط أنفاساً مرتعشة، قمعت دمعة ثائرة تحاول التمرد، تمسكت بمقبض الباب في قوة كأنها تستنجد به، طأطأت رأسها وهي تستذكر فيض كلماته التي تترقرق في مخيلتها كنهر هامس، وتلك اللمسات الخيالية والحياة الافتراضية التي تذوقت روعتها ككعكة محلاة أطفأت فوقها لهيب الانتظار. فاض صدرها بدفقات دافئة مؤلمة تلمست زفراتها وكادت تصطحب معها روحها المنهكة في جولة أخيرة، فرفعت رأسها بسرعة وهي تحبس زفرة أخيرة لتسقط دموعها تلهب قلباً لطالما توقفت نبضاته كأثر طبيعي لكلمة “أحبـــــــــك”. دفعت الباب بقوة ودفعت معه خوف…

قراءة المزيد

إغــــفــــاءة…! قصة قصيرة أحمد الخميسي أحيانا يبقي الضيف العجول وراءه سيجارة متوهجة عند حافة مطفأة، أحيانا ينسى الراحلون شعورا في غور النفس ولا يعودون لإطفائه . في التاسعة من عمري كنت صغيرا في عالم عجوز ، جديدا في دنيا قديمة . وكنت نحيفا بسروال قصير وقميص خفيف حين أسندت رأسي على ذراع أمي ونحن جالسين متلاصقين على دكة خشبية بغرفة مأمور السجن . كان الطريق الطويل والانتظار قد أرهقاني عندما دخل علينا والدي من الباب المقابل لنا . كانت يده اليمني مقيدة بحديد ليد الحارس اليسرى ، لكنه ما أن رآنا حتى تهلل وجه ، ثم ضحك بفرحة من…

قراءة المزيد

ضـــوء فــي الـــشـــرفـــة…! قصة قصيرة أحمد الخميسي خفق قلبي بالحب لأول مرة وأنا صبي في الثالثة عشرة. خفق بحب شريفة، التي كان للفيلا الخاصة بوالدها شرفة مفتوحة على الشارع الطويل المعتم، وكانت تجلس وحدها كل مساء في الشرفة تحت ضوء مصباح صغير معلق ينشر هالة من النور الخفيف حول رأسها ويتفرق في هواء الشارع الصامت. لم أحدثها قط، لم أقترب منها، والأرجح أنها لم تلحظ وجودي، لأني كنت أكتفي بالمرور كل مساء على الرصيف المقابل لشرفتها، أخطف النظر الى وجهها وكتفيها وهي جالسة أشبه بنجمة مشعة في اكتمال شبابها وجمالها. كنت صبيا صغيرا مثل عشرات الصبية من شارعنا المعتم المهمل…

قراءة المزيد

” أفـــــنـــــدم ” قصة قصيرة د. أحمد الخميسي من الأول خالص يا أفندم؟من الأول؟ حاضر. تمام أفندم. محمود حمزة يا أفندم. بس معروف باسم بلية من وأنا صغير، لأني قصير شوية. من غير كثرة كلام؟ حاضر. لا مؤاخذة يا أفندم. عمري 27 سنة. نقاش أدهن حيطان وأبواب. والدي صعيدي على قد حاله وصل القاهرة واشتغل بواب عمارة فأعطوه حجرة صغيرة تحت السلم عشت فيها مع أمي ووالدي الله يرحمه. أنا على فكرة شبه والدي بس هو كان طويل شوية وصوته ثخين لما يتكلم. نعم؟ أخليني في الموضوع؟ أنا بأحكي من الأول خالص لأن سيادتك قلت لي من الأول. من بعد…

قراءة المزيد

أشـواق شـاقــة..! د. أحمد الخميسي وحين تسألينني بخفوت:” من أنتَ؟”. أقول لك بملء القلب:” أنتِ”، وتديرين وجهك بحيرة وألم إلى ناحية أخرى، أقول لك:” أنت”، وتجرح قلبي بحة صوتي إلى لا أحد، وأراك شجرة فتية واحدة في الكون، وأجلس مستندا إلى جذعكِ بظهري وحياتي وقلبي. أتطلع إلى أعلى حيث فاكهتك، حيث عينيك الجميلتين، أحدق بهما، لعلني أراني وأنا أراك. وأنا جالس في ظلك، يغمرني زمانكِ، الفجر منكِ، والمساء منكِ، فيغمرني مكانكِ، البيوت أنتِ، والغابات أنتِ، وإذا طالت جلستي وأمطرت السماء على كتفي أعرف أن المطر أنت. تتقطر الأزمنة والأمكنة من شعرك المرسل، وتنزلق تغمرني. المجرات التي تدور، الجبال العالية والسفوح.…

قراءة المزيد

دراجـات نــاريــة…! قصة قصيرة د. أحمد الخميسي فجأة رأيته. شوقي فهيم، نعم. هو. اللغز الذي حيرنا سنوات الاعتقال ولم نصل إلى سره. قضيت نحو عامين في الحبس وخرجت وظل شوقي وراء الأسوار. لم أره من ساعة خروجي، لكنه شوقي. نعم. لا شك في هذا. كان قادما من الاتجاه المقابل. يسير على الرصيف بقامته الطويلة، تلفه سكينة من توحده، يتفرج بواجهات المحلات. لم يرني ونفسي تجيش بذكريات عزيزة عكرتها درجة من الحذر جعلتني أتردد في أن أستوقفه، فتثاقلت خطواتي وأنا أتلفت وأهمس لنفسي” أليس من الأفضل أن أواصل سيري؟”. من شتت التردد تولدت صور قديمة من الحبسة التي جمعتني به…

قراءة المزيد

العاجز .. قصة قصيرة! كامل الجباري أندست بجانبه في فراشهما الوثير ..كانت الرقم الاخير في قائمة زوجاته.. وكانت الاصغر .قيل له : كم هي صغيرة .. ادرك معنى النظرات المختبيء في عيون مجالسيه ورنة الشك التي تخللت اصواتهم . ـ انا اكثر فحولة منكم.. شباب اخر زمن . قلها بصوت مرتعش . تسرب دفأ جسدها الى عظامه المنخورة فحاول ان يلتصق بها . ربتت على رأسه حتى استغرق في النوم لتنسل بهدوء .. جمعت اغراضها على عجل وغادرت.. شعر بالغثيان ، فيما تراقصت الصور امامه . انتصبت صورتها الهلامية امام عينيه . عيناها الفاترتان تحدقان فيه وصدرها الشامخ اللدن ينتصب…

قراءة المزيد

ما رأيكم بتقبيل الحذاء؟ ابو زيزوم بعد ثلاثة اشهر من غرق طفلها ذي الخمس سنوات عثرت على حذائه الصغير عند شاطىء النهر. كانت قد بدأت تخرج من غلالة الحزن السوداء وصار بوسعها التحدث بأمور الحياة العادية عندما خرجت لشأن عابر عند حافة الماء تحت منزلها فلمحت احد النعلين كما يلمح قلب الانسان وجه الحبيب ويهش اليه من بين الجموع. خفّت اليه بلا وعي كأنه الطفل وليس حذاءه. واختطفته من الارض وطفقت تتأمله بخشوع وعيناها تذرفان بأغزر مما ذرفتا يوم رحيله المشؤوم. شغلها عن رؤية الفردة الثانية متوارية وراء العشب، فلم تلحظها الا بعد ارتواء روحها من التحديق بالفردة الاولى. ما…

قراءة المزيد