قراءات فكرية

العلمانيّة بين التاريخ والتاريخانيّة..! د. عدنان عويّد. كثرت بعد قيام الثورة في سورية وسقوط النظام الأسدي, مسألة الحديث عن العلمانيّة والعلمانيين, كما كثر التساؤل حول هل العلمانيّة كفر وزندقة والحاد؟. أم هي حركة تاريخ اجتماعي وسياسي واقتصادي وثقافي, يصنعها الإنسان بإرادته يعد تسخير عقله وجوارحه من أجل بناء حياة تسودها الحريّة والعدلة والمساواة. دعونا بداية نميز بين التاريخ والتاريخانيّة. فالتاريخ أو التأريخ أو التوريخ, هو سجل الحوادث والعلاقات التي يصنعها الإنسان بنفسه (بإرادته هو) وفقاً لحاجاته المستدامة, وذلك من خلال تفاعله مع الطبيعة ومع غيره من بني الإنسان, وهذه العلاقات التفاعليّة لها سيرورتها وصيرورتها التاريخيتين. أي لها حركتها…

قراءة المزيد

عندما يُهاجم اليسار نفسه! كاوه باوري بدَّدت الاتهامات الأخيرة التي وجّهها «فلاديمير» ضد «فلاديمير» آخر، أوهام كثيرين ممَّن يعدُّون أنفسهم يساريين، والذين حاولوا أن يجدوا في ملامح الأول بعض أوجه الشبه مع الثاني: الأوَّل هو بوتين، والثاني هو لينين. لكنَّ لينين لا يحتاج إلى اتهامات بوتين – أو غيره – ليكون مكروهاً من قِبل عدد كبير من الأشخاص في أوساط اليسار. قالت لي رفيقة أخيراً، بسخرية لاذعة، إنّه لو سألها أحد عن العقيدة التي تشبه الدِّين ويتقاسمها أكبر عدد من اليساريين في العالم المعاصر، لكان الجواب الصحيح هو: «معاداة اللينينية». ومع ذلك، فإنَّ اليسار، من حيث المبدأ، لا يعارض الاحتفال…

قراءة المزيد

في وجه الإبادة والعقل الأداتي: تفكيك الحداثة وبناء عقل مقاوم! غانية ملحيس     في زمن تباد فيه غزة على مرأى العالم، ويحاصر الإنسان الفلسطيني حتى روحه، تتكشف أمامنا ليس فقط وحشية الاستعمار الغربي الصهيوني، بل هشاشة النظام العالمي برمّته، وتعرّي سردية الحداثة الغربية التي طالما بشرت بالعقل، والحرية، والتقدم.ما يجري في فلسطين – كما في المنطقة العربية الإسلامية – ليس فقط عدوانا عسكريا أو فشلا سياسيا ودبلوماسيا، بل هو انفجار لأزمة حضارية كبرى، طالما تغطت برداء “التحضر” و” العقلانية”. فكيف نفسر صمت هذا العالم “المتقدم” أمام مشاهد الإبادة المتواصلة منذ نحو عامين؟ وأي عقل هذا الذي يبرر الإباده للإنسان والمكان والذاكرة باسم…

قراءة المزيد

حين تشيّأت الروح: كيف أعادت الحداثة الغربية تشكيل الإنسان والعالم؟ غانية ملحيس   مقدمة: من الهيمنة إلى يقظة المعنى: نقد مشروع الحداثة الغربية في عالم تشيّأت فيه الروح، وتحوّل الإنسان إلى أداة في منظومة السوق، يبرز سؤال الوجود من جديد: كيف أعادت الحداثة الغربية تشكيل العالم والإنسان والمعنى؟لسنا أمام أزمة سياسية عابرة أو مجرد خلل في ميزان القوى، بل أمام تحول تاريخي عميق أعاد صياغة العالم على أساس من الهيمنة المادية، وتفكيك الإنسان، وتجريد الحياة من غايتها الروحية والمعنوية. ذلك أن ما نعيشه اليوم ليس مجرد نظام مختل، بل لحظة مفصلية في تاريخ المعنى نفسه: هل يبقى الإنسان تابعا لمنظومة مادية…

قراءة المزيد

العلمانية أسلوب حياة حديثة تقبل الأخر المختلف! فؤاد الكنجي العلمانية من المفاهيم الإنسانية الحديثة تبحث في أعماق الفكر الإنساني لتضع أسلوب حكم في الدول التي تتعدد أديان المواطنين ومرجعياتهم الثقافية للحفاظ على وحدة الدولة من اجل حياة راقية للمجتمعات العالم. العلمانية فكر لا يعادي (الدين) بقدر ما يمنع استخدام الدولة لـ(الدين) لتبرير وتمرير سياساتها وكان الفيلسوف البريطاني (جون لوك) هو أول من وضع أسس هذا الفكر وبحث في تفاصيله خلال فترة حياته في القرن السابع عشر بعد إن تعمق في الدراسة والتحليل كل مظاهر الحياة الاجتماعية؛ فاستنتج بحصر وضيفة (الدولة) التي تكمن في رعاية مصالح المواطنين (الدنيوية)؛ لان وظيفة (الدين)…

قراءة المزيد

الوعي المطابق من الجمود إلى الحركة! د. عدنان عويّد* عندما قرأت كتاب المفكر الراحل ياسين الحافظ : (الهزيمة والأيديولوجيا المهزومة) منذ عشرين عاماً ونيف, أدهشني عمقه الفكري, واستشرافه للمستقبل, وأسلوب طرحه ورقي مفردات الكتاب وتراكيبه التي تناولها, بيد أن ما لفت انتباهي في هذا الكتاب من الناحية الفكريّة, هو بحثة في ما سماه بـ (الوعي المطابق), وهو الوعي الذي يرفض الأيديولوجيا الجموديّة التي تعمل على ليّ عنق الواقع للتوافق معها حتى ولو استخدم حاملها الاجتماعي العنف من أجل ذلك. الأمر الذي حرضني حقيقة أن أشتغل على موضوع “الوعي المطابق”, ليصدر لي كتاب عام (2006), بعنوان” (الأيديولوجيا والوعي المطابق). (1).…

قراءة المزيد

السلطات المستبدة في الدولة الشموليّة وتغييب دور الانتلجنيسيا! (علاقة النخب الثقافية مع السلطات الحاكمة المستبدة.) د. عدنان عويّد أقصد بمفهوم ( النخبة) هنا, ليس مثقفي السلطة, وتجار الكلمة, ومهاتري وأدعياء الثقافة. وإنما المقصود بها هنا هي كل تلك القوى الاجتماعية الممثلة للثقافة العالمة ممثلة بالانتلجنيسيا المختصة بأنساق واسعة من المعرفة الايجابيّة. أي المهتمون بشؤون المعرفة العلميّة من أطباء ومحامين ورجال قانون ومهندسين وإداريون وكل من يقع نشاطه المعرفي في مضمار البحث المتخصص والمتعلق في تنمية الدولة والمجتمع. ويأتي في مقدمة هذه النخب الإيجابيّة أيضاً, من يشتغل على قضايا الأدب والفن والفكر بأنساقها السياسيّة والسيسيولوجية, (الاجتماعية) والابستمولوجيّة, (المعرفيّة) والفلسفيّة, وغير…

قراءة المزيد

سمات وخصائص ثقافة التجهيل والتهجين! د. عدنان عويّد * تعتبر ثقافة التهجين والتجهيل, من أهم الوسائل التي تستخدمها القوى المستغلة والمستبدة لشعوبها أولا, ولشعوب غيرها ثانياً, وبأي شكل من الأشكال الاستغلال والاستبداد, سياسيّة كانت, أو اقتصاديّة, أو اجتماعيّة أو دينيّة أو غيرها. وذلك بغية السيطرة على الجماهير ونمذجتها وتذريرها وتحريكها وتفجير غرائزها وإقصاء عقولها وفقاً لمصالح هذه القوى المستغلة. هذا وتعتبر من أبرز سمات وخائص هذه السياسة برأيي التالي: أولاً: زرع روح الامتثال والرضا لكل ما هو قائم, والتسليم والرضوخ لكل ما هو غيبي وغير عقلاني, وغريزي على أنه أمر مقدر بهذا الشكل أو ذاك ولا مناص أو…

قراءة المزيد

دراسات في الخطاب الديني! الجبرية: أو الجبر: د. عدنان عويّد* الجبر لغة: جاء في معجم المعاني الجامع – معجم في اللغة العربية : جبَرَ يَجبُر ، جَبْرًا وجُبُورًا وجِبارةً ، فهو جابِر ، والمفعول مجبور – للمتعدِّي. والجبر اصطلاحاً: هو إجبار وإكراه لإنسان على فعل أمر ما دون إرادته ورغبته. وفي المصطلح الديني: هو نفي الفعل حقيقة عن العبد وإضافته إلى الله. و كما يقول الشهرستاني في الملل والنحل: (سُمِّي الجَبريَّة بذلك لأنهم يقولون: إن العبد مُجبَر على أفعاله، ولا اختيار له، وأن الفاعل الحقيقي هو الله تعالى، وأن الله سبحانه أجبر العباد على الإيمان أو الكفر.).…

قراءة المزيد

هل القيم الليبراليّة هي اقتصاد السوق فقط؟ د. عدنان عويّد* سؤال مشروع يطرح نفسه علينا اليوم ونحن نشاهد تلك الدعوات المحمومة إلى تبني اقتصاد السوق الليبرالي, كما هو الحال في سورية الثورة اليوم بعد سقوط نظام الأسد. وبغض النظر عن طبيعة النظام السابق الاقتصاديّة التي ادعت الاشتراكيّة, في الوقت الذي تحول فيه الاقتصاد في سوريّة إلى اقتصاد عصابات مافيويّة تقوده قوى من البرجوازيّة البيروقراطيّة والطفيليّة من آل الأسد ومن يعمل لمصلحتهم. يظل السؤال المشروع يطرح نفسه علينا وهو: هل اقتصاد السوق الليبرالي هو الهدف المنشود في هذه السوق بعيدا عن القيم الليبراليّة الأخرى التي أسس لها فلاسفة عصر التنوير.؟. …

قراءة المزيد

التأصيل الفقهي والفلسفي للخطاب السلفي!د. عدنان عويّد* تتلخص “السلفية” في أنها دعوة للعودة لأخذ الإسلام من أصوله الصافية المتمثلة في الكتاب والسنة مشترطة “فهم سلف الأمة”.أو تعبير آخر, يقصد بالمنهج السلفي المنهج القائم على اتباع سبيل المؤمنين من السلف الصالح، وهم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وهم في كل عصر الفئة التي قال عنها رسول الله صلى عليه وسلم: (لا تزال طائفة من أمتي على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك.). رواه مسلم.والمنهج السلفي من حيث البنية الفكريّة أو العقديّة, يعني أن من انتسب إليه وسلك سبيله (ليس…

قراءة المزيد

فقه الواقع والمواطنة! د. عدنان عويد  * لكي نكون مواطنين حقيقيين, بغض النظر عن شكل ديننا وتفريعاته الطائفيّة والمذهبيّة مسلمين كنا أم مسيحين في عالمنا العربي, علينا جميعاً أن نعمل على توظيف الدين خدمة للإنسان ورقيه وخلاصه من أزمته, لا توظيفه خدمة لمصالح أنانيّة ضيقة تصب في خانة هذه القوى الاجتماعيّة أو تلك, مهما تكن طبيعتها سياسيّة كانت أو طبقيّة أو عقديّة. هذه بعض الأفكار التي تصب في هذا التوجه, من رجل علمانيّ يعرف أن العلمانيّة ليست ضد الدين, بل هي دعوة لبناء المجتمع المدنيّ والدولة المدنيّة, دولة القانون والمؤسسات والمواطنة واحترام الآخر والتعدديّة والتشاركيّة, واحترام المرأة.. واحترام…

قراءة المزيد

عدنان عويّد: لماذا فشل الخطاب السياسي الإسلامي في تاريخنا المعاصر؟د. عدنان عويّد التطلعات الفكريّة والسياسيّة للإسلام المعاصر إن من يتابع التوجهات السياسيّة والعقديّة للمشروع السياسي الإسلامي المتحزب منه بشكل خاص، سيجد أنها تحمل – التوجهات – في مضامينها تطلعات أيديولوجيّة غالباً ما تنطوي على عدّة اعتبارات أهمها، محاولة إقحام أو ربط كل شيء في حياة الإنسان بمفردات الدين، وأقصد هنا القرآن والحديث وأقوال الفقهاء ومشايخه وتفاسيرهم وتأويلاتهم منذ بداية عصر حياة الرسول والصحابة في القرون الهجريّة الثلاثة الأولى حتى اليوم، واعتبارها إطاراً مرجعيّاً نهائيّاً لسلوكيات الناس في الشكل والمضمون، وأنها جميعاً قد امتلكت الحقيقة المطلقة التي لا يأتيها الباطل من…

قراءة المزيد

الليبراليَّة والليبراليّون وبؤس الخاتمة! سعود قبيلات وُلِدَتْ الليبراليَّة – كما هو معروف – في أوروبَّا عصر النَّهضة، قبل قرون، كتيَّار ثوريّ تقدّميّ، يطرح شعارات الحريَّة والدِّيمقراطيَّة والمساواة والتَّنوير والعلمانيَّة، في مواجهة الاقطاع وقيمه الأرستقراطيَّة المتخلِّفة. لكن ما إن اندحر الاقطاع، وأصبحت البرجوازيَّة في السُّلطة واستحوذتْ على وسائل الإنتاج والثَّروة، حتَّى تبيَّن أنَّ الحريَّة الَّتي ينشدها الليبراليون هي حريَّة الرَّأسماليين في استغلال العمّال والفلّاحين، وحريَّة السُّوق الَّتي هي أشبه ما تكون بشريعة غاب؛ أمّا الدِّيمقراطيَّة، بالنِّسبة لهم، فهي النِّظام السِّياسيّ الَّذي يرعى المنافسة بين مصالح رأس المال الكبير ويحشد قواه للدِّفاع عمَّا هو مشترك مِنها.. وهذه، بالتَّأكيد، ليست حكمَ الشَّعبِ الَّذي…

قراءة المزيد

“الخُلد” الجديد.. ما معنى صعود اليسار عالمياً؟ عقيل سعيد محفوض* على الرغم من هزيمته أمام الليبرالية، وكل حملات التشويه فائقة الإعداد والإصرار والتمويل، إلا أن اليسار ما يزال حاضراً، ويبدو أنه يكتسب حضوراً متزايداً نسبياً حول العالم، وكلمة “اليسار” لا تزال تمتلك قوة تعبيرية ومخيالية للدلالة على قوة الطبقات والشرائح الاجتماعية المهمشة والمستضعفة، والتطلع لحياة أكثر عدالة، وتوزيع أكثر توازناً للثروات داخل المتجمعات والدول من جهة، وفيما بين المجتمعات والدول من جهة أخرى. جذور عميقة هذا ما يظهر من صعود قوى اليسار في أمريكا اللاتينية، وهي ظاهرة تاريخية بالمناسبة وليست طارئة. إذ ان لليسار جذور عميقة وإرث طويل هناك. ويظهر…

قراءة المزيد

الهوية الشرق متوسطية الابراهيمه والعصر/4! عبدالاميرالركابي “نفي الهوية” خيار ليس بالارادي، منطو في الجوهر على نفي لمايعتبر “مجتمعية” بالحكم المتداول، مع شيء من التدقيق وتعديل زاوية النظر ومنظومة المقاربة، لن نعدم مايدلل على تاريخيته غير المكشوف عنها النقاب، متحققة واقعا ودائمه ابتداء من تبلور الظاهرة المجتمعية باللاارضوية السماوية الحدسية وتاريخها النبوي نشأة وانتهاء متعاقبا غير مقر ولامعترف بكينونته، لالنقص فيه بذاته، بدلاله وجوده ضمن اشتراطات امتناع تحققه، بقدرما في الطاقة الادراكية العقلية البشرية المتاحه والباقية مستمرة حتى الساعه، كما في غياب الوسائل الضرورية المادية. تتبلور المجتمعية ابتداء كونية لاكيانوية متعدية للحدود والجغرافيا، متجاوزة اشتراطات الارضوية الجسدوية، غير انها تبدأ غير…

قراءة المزيد

الهوية الشرق متوسطية الابراهيمه والعصر/3! عبدالاميرالركابي من اهم ان لم يكن الاهم من بين مايكرسه المنظور القصوري الارضوي الاوربي للانقلابيه الالية/ البرجوازية، الابقاء على، ومواصلة القول بوحدانية المنظور البشري الادراكي، الامر الذي ظل ساريا على مدى الطور اليدوي، ارتكازا لشروط غلبة الارضوية الجسدية الاحادية بناء لنقص الطاقة الاستيعابيه العقلية في حينه، ماكان من المفترض ان يتم تجاوزه اليوم مع الانقلابيه الحاسمه الالية، علما بان ذلك كان يتطلب كمنطلق اساس انتقالة غير عادية على مستوى النظر الى “الظاهرة المجتمعية”، الامر الذي لم ينجح الغرب الاوربي بخصوصه في تعدي نطاق الابتداء واجتراح الخطوة الاولى المحكومه لاشتراطات الارضوية مع ماقد عرف ب “علم…

قراءة المزيد

الهوية الشرق متوسطية الابراهيمه والعصر/ 2! عبدالامير الركابي* من البديهي ان ينظر للتحول الالي في بداياته وقد تحقق في الموقع الارضوي الازدواجي الطبقي الاعلى ديناميات ضمن صنفه،بحدود مايمكن ان يتيحه العقل الارضوي كمروية تعتبر ذاتها هي العالم، باعتبار ماقد حدث بين ظهرانيها وكانه حدث نهائي مكتمل، خصوصا وان هذا المجال لايجد امامه ولايعرف من صيغ المجتمعية غيرماهو عليه، هذا بينما الموضع اللاارضوي ومجتمعيته التاريخيه الازدواجية الاصطراعية، كان وقتها مازال يعيش اشتراطات اليدوية، لابل وهو في حال من الانحدار الانقطاعي من بين ثنائية دورات تاريخه المتراوح بين الانقطاع والصعود الدوراتي.وضع من هذاالقبيل كان من المحتم ان يترك الانقلاب التحولي المستجد خارج…

قراءة المزيد

المصطلح النقدي بين النظريّة والتطبيق! د. عدنان عويّد* المصطلح أبستمولوجيّاً (معرفيّاً): قبل الدخول في تعريف “المصطلح” ودلالاته اللغويّة والمجازيّة, ومجالات نشاطه النظريّة والعمليّة ,لا بد لنا هنا من الوقوف عند دلالاته المعرفيّة. “فالمصطلح” ليس “مفردة” لغويّة عابرة نلقيها جزافاً في متن النص الذي نشتغل عليه, أدبيّاً كان أو فنيّاً أو فلسفيّاً أو دينيّا… أو غير ذلك من العلوم التي نتداولها, على اعتبار أن لكل علم من العلوم التي نتداولها له قاموسه “المصطلحي” بالضرورة. فـ “المصطلح” في الحقيقة له دلالاته المعرفيّة والوظيفيّة داخل بنية النص, أي نص من النصوص التي جئنا عليها أعلاه. (قال ابن حزم الأندلسي:” لا بد لأهل كل…

قراءة المزيد

أوهام السرديات الكبرى في حركة التحرر العربيّة! د. عدنان عويّدِ* ( إن نظاماً (فكريّاً) للطبيعة والتاريخ يشمل كل شيء, ويعين نهاية كل شيء مرة واحدة, ليتناقض بالضرورة مع القوانين الأساسيّة للفكر الديالكتيكي (الجدلي), ولكن هذا لا يمنع أبداً, بل بالعكس يفرض أن تخطو المعرفة المنظمة لمجموع العالم الخارجي من جيل إلى جيل خطوات جبارة). أنجلز قليلة هي المنعطفات التاريخيّة الهامة التي تؤدي إلى تحولات نوعيّة في الفكر والممارسة عند الذين يعملون على مجال الفكر والسياسة, ليكتشفوا فيما بعد أن الكثير من الرؤى والأفكار التي كانوا يناضلون من أجلها وقدموا لها التضحيات الجسام عبر عشرات السنين, أنها مجرد شعارات لم…

قراءة المزيد

فشل المشروع السياسيّ الحداثيّ العربي! د. عدنان عويّد مفهوم الحداثة: الحداثة أو العصرنة هي مشروع حياة, يرمي إلى تحديث وتجديد ما هو قديم وبالِ ولم يزل هذا القديم فاعلاً وحيويّاً في حياة هذا المجتمع أو الأمّة, ومعرقلاً لنهضة وتقدم بنية هذا المجتمع أو الأمّة على كافة مستويات حياتها الاقتصاديّة والاجتماعيّة والسياسيّة والثقافيّة. وعلى هذا الأساس فالحداثة هنا تشكل ثورة حقيقة على كل ما هو متخلف, وخلق عالم جديد في حياة الشعوب والأمم يتفق وقضايا حريّة الإنسان وعدالته وأمنه واستقراره. نقول: عندما بدأت تظهر الطبقة البرجوازيّة الأوربيّة كطبقة قائدة للمشروع الحداثي مع قيام الثورة الصناعيّة, هذا المشروع الذي رمى آنذاك…

قراءة المزيد

هيمنة الإيديولوجية الإمبريالية في “الغرب الإستعماري”! الطاهر المعز مقدمة: يَشْعُرُ المُغتربون العرب، وخصوصًا التّقدُّمِيُّون منهم، في أوروبا وأمريكا الشمالية بعمق الخلافات مع معظم الأصدقاء التّقدّميين الأوروبيين والأمريكيين ومنظماتهم السياسية والنقابية والأهلية، كلما تعلّق الأمر بقضايانا العربية، وخصوصًا بشأن فلسطين، أو قضايا الحرب والسّلم والدّيمقراطية والمُساواة وما إلى ذلك، وظهرت هذه الخلافات بمناسبة العدوان الصهيوني/الإمبريالي الذي لا يزال مستمرًّا أثناء كتابة هذه الفقرات ( 20 تشرين الأول/اكتوبر 2024) ضد الشّعوب العربية (فلسطين ولبنان وسوريا واليمن) وكذلك ضد الشعوب الإيرانية، وبالنسبة للإشتراكيين والشيوعيين العرب فإن هذه الخلافات لم تنشأ فجأةً بل تُشكّل عودةً إلى الوراء وإلى النّقاشات الحادّة بين أطراف اشتراكية/شوفينية وأطراف…

قراءة المزيد

مدخل إلى الجذور السياسيّة والفكريّة للخطاب السلفي! د. عدنان عويد* إن السلفيّة بأبسط صورها في الخطاب الديني بشكل عام, تشكل موقفاً فكريّاً وسلوكيّاً من الحياة, يقوم على (اعتبار الماضي المنطلق الوجودي والمعرفي لكل ما هو تال, وإن الأسلاف لم يتركوا شيئاً للأخلاف.) على حد تعبير المفكر الراحل “الطيب تيزيني”. وهذا الموقف ذاته نجده في الخطاب السلفي الإسلامي بشكل خاص أيضاً. حيث يُعتبر الخطاب السلفي الإسلامي بكل ما يتضمنه من قضايا ماديّة وفكريّة أوقيميّة حدثت في القرون الهجرية الثلاثة الأولى, هي وحدها منطلق البداية والنهاية لمنظومة حياة الإنسان المسلم عموماً. أو بتعبير آخر إن تلك المرحلة التاريخيّة التي عاشها الرسول والصحابة…

قراءة المزيد

مدخل إلى الجذور السياسيّة والفكريّة للخطاب السلفي!د. عدنان عويد إن السلفيّة بأبسط صورها في الخطاب الديني بشكل عام, تشكل موقفاً فكريّاً وسلوكيّاً من الحياة, يقوم على (اعتبار الماضي المنطلق الوجودي والمعرفي لكل ما هو تال, وإن الأسلاف لم يتركوا شيئاً للأخلاف.) على حد تعبير المفكر الراحل “الطيب تيزيني”. وهذا الموقف ذاته نجده في الخطاب السلفي الإسلامي بشكل خاص أيضاً. حيث يُعتبر الخطاب السلفي الإسلامي بكل ما يتضمنه من قضايا ماديّة وفكريّة أوقيميّة حدثت في القرون الهجرية الثلاثة الأولى, هي وحدها منطلق البداية والنهاية لمنظومة حياة الإنسان المسلم عموماً. أو بتعبير آخر إن تلك المرحلة التاريخيّة التي عاشها الرسول والصحابة والتابعون…

قراءة المزيد

الانبعاث السومري واكذوبة “محمد علي”/ 5! عبدالاميرالركابي لايستقيم النظر في السياقات المؤشر عليها على انها واقعه تكرارية من نوع الانصبابية والرد الاختراقي المضاد، اذا لم يرفع النقاب عن حقيقة كبرى مجتمعية مغيبة بفعل قصورية الادراكية العقلية، تلك التي تخص التعبيرية والتجسد المجتمعي “الكياني” الثنائي النوع، المحلي منه المعروف ب ” الوطني” او “القومي”، ومقابله الكوني، ولكل منهما مرتكزه والاسباب التي تجعله حاضرا، سواء مع الاشارة له وتشخيصه او لا، مع اختصاص احدهما وتميزه باللانطقية التاريخيه المستمرة.واللانطقية وتاخرها له اثر هائل على مستوى تكريس التوهمية بحيث يمكن ان يوضع تحرك باهت مثل الذي قام به في الجزيرة العربيه الشريف حسين، عند…

قراءة المزيد

الانبعاث السومري واكذوبة”محمدعلي”/ 4! عبدالاميرالركابي المسالتان الجوهر الحريتان بالتوقف ان لم يكن الافاضة، هما اولا “منطويات الحقيقة التحولية الالية”، والاخرى “اليات التشكلية التاريخيه اللاارضوية”، من دون التوقف محبوسين داخل التصورية الارضوية الانسا يوانيه.الاولى كما هي مكرسه على يد الغرب، مغلفة ومشحونه بالتبسيطية وبالتكرارية التماثلية الخاضعه لوطاة ماقبلها من نمطية من دون اي توقف امام عمق الانقلابيه المستجده ومترتباتها المجتمعية، ماكان من شانه ان افرز منظورين للتحول الالي، الاول لاارضوي متاخرمضمر كالعادة، والابتدائي التكراري الغالب الراهن، وهوارضوي يعيد نفس المنظورات اليدوية بثوب اخر مستجد في لحظته، فلا يعتقد مثلا بضرورة خوض غمار بدئية اخرى من نوع، او مع الاختلالف الضروري مع…

قراءة المزيد

مقاربات عقلانيّة في الانتماء العربي! د. عدنان عويّد سؤال مشروع يطرح نفسه علينا اليوم ونحن نعيش حالات عصيبة من فقدان الهويّة, بسبب مواقف ايديولوجيّة صماء مغلقة, أو بسبب عواطف جياشة تتحكم فيها رؤى سياسيّة تدفعنا لنكران الذات والتمسك بانتسابات تعود لجذور ثقافيّة لا تخلوا من البعد الأيديولوجي, على حساب انتسابات أعمق تاريخيّاً وأكثر أصالة تشكل القاع الحضاري الذي ننتمي إليه. من هذا المنطلق دعونا نعود للنظر في ذاتنا, والبحث عن حقيقة وجودنا وانتمائنا كعرب, وذك من خلال طرحنا السؤال المشروع اليوم وهو التالي: هل نحن ننتمي للحضارة العربيّة أم لحضارة دينيّة مسيحيّة كانت أم إسلاميّة؟. لنتعرف بداية…

قراءة المزيد

الانبعاث السومري واكذوبة “محمد علي”/3!عبدالاميرالركابي قامت وتقوم العلاقة الاوربية الشرق متوسطية كتصادمية نوعية، احداهما غير ناطقة وخارج القدرة العقلية على الافصاح، واخرى نموذجية معتبرة بداهة هي الصنف او النوع المجتمعي وان لم تنطق هي الاخرى، وان نطقت متاخرة، حدث ذلك في مناسبة شهيرة مع الامبراطورية الرومانيه ومقابلها الفارسية، لنتعرف على شكلين من التجلي تبلور في الشرق المتوسط ابراهيما، قابله على المستوى العالمي وتجسداته الابرز الرومانيه الفارسية بصيغة وهيئة المجتمعات الارضوية الحاجاتية الجسدية، ومع الغلبة الموضوعية التي يتمتع بها النوع المجتمعي الانتاجوي اليدوي الارضوي، والنقص البكوري في ممكنات تعبير المنطقة اللاارضوية ماديا واعقاليا عن ذاتها وعن نوع مجتمعيتها في حينه، فان…

قراءة المزيد

( إشكاليّة النهضة في عالمنا العربي)!د. عدنان عويد في المفهوم:النهضة, أو كما تُعرف باسم اليقظة, أو حركة التنوير. هي جملة التحولات الفكريّة والاجتماعيّة والسياسيّة والاقتصاديّة, التي فرضتها أو تفرضها القوانين الموضوعيّة للتطور في مجتمع من المجتمعات أو دولة من الدول أو أمّة من الأمم. والمقصود بالقوانين الموضوعيّة هنا هي حالات الحركة المستمرة بالضرورة في بنية المجتمع من خلال تفاعل مكونات هذا المجتمع مع بعضهم من جهة, أو مع غيرهم من المجتمعات أو الأمم من جهة أخرى. فأثناء عمليّة الانتاج تتولد عمليات وعلاقات إنتاجيّة وفكريّة بين أفراد المجتمع الواحد, وبين هذا المجتمع والمجتمعات الأخرى باستمرار.إن تطور قوى الانتاج (الآلة, أي وسائل…

قراءة المزيد

الانبعاث السومري واكذوبة “محمد علي”/2!عبدالامير الركابي هل يمكن تصور مدى الانحطاطية التي تجعل من فعل رجل فرد بذاته، ليقلبها من اعلى، وبلا مبررات بنيوية، حالا بعد قرون من توالي الولاة ال150 ومن دون اية اشارة الى حضور ذاتي، فضلا عن التشكل المعروف بالبرجوازي، فلا يكون بصفه الا كون البلاد التي حل فيهاكانت كريمه في مجال تاريخي وبنيوي مؤات لاغراضه، ماقد جعله ينجح ظاهرا، وهو القادم اليها من خارجها، يكرر تجربة بلاده الاصل، لولا عنصر وحيد اساس، هو الطواعية المجتمعية البنيوية للحاكم، بما يجعل الحادث المذكور مثالا ونموذجا فريدا على التشكلية البرانيه من اعلى غير المعلومه، ولا المدركة قبلا، رضوخا لاحكام…

قراءة المزيد