سلام موسى جعفر.
تكرار محاولات هروب سجناء الرأي هي من الظواهرالمعروفة لدى أغلب شعوب العالم وعلى مر العصور.
هروب السجناء السياسيين أو المقاومين لاحتلال أوطانهم متوقع في كل مكان وزمان. لانهم ليسوا سجناء في الحقيقة، بل اسرى سُلبت منهم حريتهم وبالتالي لابد أن يرفضوا التسليم والاعتراف باحكام “القضاء”. ولعل قول يعقوب القادري احد ابطال ملحمة الهروب من سجن جلبوع ” طالما بقيت على قيد الحياة سأبحث عن حريتي مرات ومرات” يختزل الفكرة التي أردت ايصالها
حفر الانفاق من داخل السجن الى خارجه واحدة من أساليب هروب السجناء السياسيين والمقاومين وقد حدثت في عدد كبير من بلدان العالم، ومن بينها العراق. من اشهرها الهروب الكبير من سجن الحلة في تشرين الثاني من عام 1967. وهو واحد من بين عدة محاولات قام بها السجناء الشيوعيون. تعود شهرته الى النجاح الكبير المتحقق في ظروف انشقاق الحزب خلال عملية الحفر، وكذلك الى عجز السلطات عن إعادة اعتقال جميع الابطال الهاربين، لا سيما منظميها، ومن بينهم المناضل الشاعر الكبير مظفر النواب (القيادة المركزية) والمناضل المرحوم حسين سلطان (اللجنة المركزية)
حفر نفق طويل في ظروف الحبس هوعمل بطولي بلا أي شك بغض النظر عن السهولة او الصعوبة. لكن الاعجاز يتحقق فقط في الظروف المستحيلة.
سجن الحلة يقع وسط حي شعبي يُطلق عليه الناس “موسكو الصغرى” بسبب نفوذ الحزب الكبير في ذلك الحي. ارضيته ترابية، لا توجد كاميرات في ذلك الوقت ولا مجسات الكترونية ولا ذكاء صناعي. التفتيش شكلي ومتباعد الأوقات. حكومة ضعيفة للغاية. أدوات الحفر هي الملاعق بالإضافة الى أدوات صغيرة الحجم تم صناعتها خارج السجن وهُربت الى منظمة الحزب اثناء زيارات العوائل.
تراب الحفر تم اخفاءه بوسائل متعددة، من بينها التخلص منه احياناً عن طريق نثره على أرضية الساحة الترابية والدوس عليه بالاقدام. استغرق حفره حوالي ستة اشهر وبلغ طوله 14 متر بارتفاع مريح بلغ ما بين متر ومتر ونصف. وجرى تثبيت السقف واسناده. كما تم مد تيار كهربائي داخل النفق لتحسين الرؤيا خلال الحفر. كانت بحق ورشة عمل منظمة.
هرب منه أربعون، القيَّ القبض على 14 منهم في داخل مدينة الحلة ونجح الباقون بالإفلات من قبضة الشرطة.
أما سجن “جلبوع” فيقع في أراضي دولة معادية. وهي الأراضي الفلسطينية المحتله منذ العام 1948. أي ان الاسرى يقبعون في سجن بعيد جغرافياً عن حاضنتهم. وهو واحد من أكثر سجون العدو تحصيناً ويخضع الى حراسة مُشددة على مدار الساعة ويراقب بالكاميرات المنتشرة في جميع انحاء السجن وزنازينه. ومزود بأجهزة انذار في كل زواياه. كما ان الاسرى الابطال الذين خططوا ونفذوا وهربوا هم من الأشخاص الخطرين عند سجانهم الذي صنفهم على اساس وجود احتمالية كبيرة لهربهم . إضافة الى كل ما سلف فان أرضية السجن مزودة بمجسات يصبح معها الحفر من المُستحيلات. ومع ذلك تم حفر نفق طوله 25 متر على مدى تسعة أشهر.
الاعجاز تحقق حين استخدم المناضلون ذكاءهم البشري للبحث عن ثغرة في مكان ما، وما ان عثروا على واحدة، أقدموا على رسم خطة للاستفادة منها. وبهذا حققوا انتصاراً ساحقاً على العدو وحولوا ذكاءه الصناعي الى مُجرد خُردة في سوق السكراب.
ليس غريباً على الشعب الذي انجب شبان صنعوا من الواقي الذكري سلاح فعال ضد العدو المُدجج بالأسلحة النووية، أن ينجب لنا مناضلين بواسل استخدموا عقولهم لجعل المُستحيل ممكناً.
ببساطة شديدة تعرف هؤلاء الابطال على خارطة مجاري تصريف مياه السجن في الانترنت من موقع الشركة التي شيدت الحصن المنيع. دخلوا فيها. ومنها باشروا الحفر الى خارج السجن بمقابض القلايات والصحون، أما التراب فجرى التخلص منه مع مياه المجاري.
نعم لم يحفر الاسرى الابطال نفقاً في الأرض، بل حفروا في مؤخرات العدو، على حد تعبير الصهاينة انفسهم!
على ذكر نفق سجن الحلة وعملية الهروب ،كنت في الحزب في منظمة الحلة وليس لدينا علم بتنفيذ عملية الهروب ولكننا عرفنا من خلال استنفار شرطة الحلة .وكان عدد من الهاربين ليس لديهم معرفة في جغرافية الحلة ، وقد بلغنا بالاستنفار من اجل التحري عن الهاربين وايوائهم لكي لايقعوا في يد الشرطة أو الامن .كان اثنان منهم وهما من الموصل محكومين عشرون عاما قد دخلوا صدفة إلى منزل أهل الشهيد البطل شهيد خوجة نعمة و رحبوا بهم واكرموهم واخبروا الحزب عنهم .وهما كانا من جماعة المنشقين ( القيادة المركزية ). فكلفتو باخراجهم من المدينة إلى عنوان لنا في حي نادر صباحا وبعد انسحاب القوى الأمنية وفعلا على دراجتي الهوائية نقلتهم واحد بعد الاخر إلى العنوان على أمل نقلهم عن طريق رفيق آخر إلى قرية البو شناوة إلى الرفيق كاظم الجاسم .
واثنان اخران كانا في منطقة عنانا ريف الحلة اخبروا الرفاق عنهم وكلفت بنقلهم من بيت عبد الرزاق ملأ ابراهيم واتفقت مع الرفيق سامي أبو عادل بنقلهم ليلا بسيارة تنكر المياه إلى نفس العنوان وفعلا وفقنا في ايصالهم وهم أيضا من القيادة المركزية، وهم رفاقنا اختلفنا لكننا قدمها لهم كل شيئ لكي لا يقعوابيد العدو
تعليق واحد
على ذكر نفق سجن الحلة وعملية الهروب ،كنت في الحزب في منظمة الحلة وليس لدينا علم بتنفيذ عملية الهروب ولكننا عرفنا من خلال استنفار شرطة الحلة .وكان عدد من الهاربين ليس لديهم معرفة في جغرافية الحلة ، وقد بلغنا بالاستنفار من اجل التحري عن الهاربين وايوائهم لكي لايقعوا في يد الشرطة أو الامن .كان اثنان منهم وهما من الموصل محكومين عشرون عاما قد دخلوا صدفة إلى منزل أهل الشهيد البطل شهيد خوجة نعمة و رحبوا بهم واكرموهم واخبروا الحزب عنهم .وهما كانا من جماعة المنشقين ( القيادة المركزية ). فكلفتو باخراجهم من المدينة إلى عنوان لنا في حي نادر صباحا وبعد انسحاب القوى الأمنية وفعلا على دراجتي الهوائية نقلتهم واحد بعد الاخر إلى العنوان على أمل نقلهم عن طريق رفيق آخر إلى قرية البو شناوة إلى الرفيق كاظم الجاسم .
واثنان اخران كانا في منطقة عنانا ريف الحلة اخبروا الرفاق عنهم وكلفت بنقلهم من بيت عبد الرزاق ملأ ابراهيم واتفقت مع الرفيق سامي أبو عادل بنقلهم ليلا بسيارة تنكر المياه إلى نفس العنوان وفعلا وفقنا في ايصالهم وهم أيضا من القيادة المركزية، وهم رفاقنا اختلفنا لكننا قدمها لهم كل شيئ لكي لا يقعوابيد العدو