بيداء حامد. ♦ اليوم ذكرى إفتتاح فصل مظلم غير مسبوق في تاريخ المشرق العربي، وما زال حتى اللحظة يستنزف دماء شباب الأمة وثرواتها ومقدراتها. ♣ كان الإتحاد السوفييتي قد إنهار عملياً عام 1990 والإعلان عن ذلك مجرد إجراء شكلي، وكانت الإمبراطورية المنتصرة تتحرق لأعلان إنتصارها وتفردها في قيادة شعوب الأرض ووضع يدها الثقيلة على قلب العالم ومصدر موارده الأولية، فبحثت عن مسرح شبيه بمسرح هيروشيما الذي أعلنت فيه إنتصارها في الحرب العالمية الثانية. ♦ تمعنت الولايات المتحدة ملياً في “رجلها” الوفي الذي سلمته السلطة في العراق مقابل شن حرب عبيثة أحرق فيها نصف مليون شاب من شعبه، فوجدته مثخناً بالجراح والديون، تواقاً للخروج من مطب الثمان سنوات والإلتفات الى طموحاته الأخرى وإستثمار الصورة التي نجح في تسويقها إعلامياً بين العرب، لكنه لم يكن قارئاً جيداً للتاريخ. فمن يرتضي لنفسه مرةً دور المرتزق المأجور لن يكون له مكان أبداً بين السادة. ♣ أوعزت الولايات المتحدة لشحاطاتها الملوكية في الخليج ليغرقوا السوق بالنفط، وفعلوا ذلك صاغرين، ضاربين إتفاقات أوبك بعرض الحائط، ومكبدين شعوبهم خسائر بمئات المليارات من الدولارات. إنخفض سعر برميل النفط الى 14 دولار، فإشتد أنين بغداد، وفي جلسة مغلقة في مؤتمر الجامعة العربية، قال صدام لمن دفعوا ثمن المحرقة، بصوت مؤثر العبارات الواضحة التالية: ? (قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق) ? و(إن إنخفاض الأسعار يخنقنا) ? وإنه (لا يستطيع الإستمرار إذا ظلت الأسعار على حالها) ? وقال أيضاً بالحرف الواحد (لا تعتقد أي من دول الخليج أن أمريكا سوف تتدخل عسكرياً لحمايتها من العراق)! ♦ لكن ليس للعبد أن يفكر أو يفهم لأنه مسيّر بأمر سيد البيت الأبيض حصرياً. فإستمروا بعملية الخنق ووقع الحليف السابق الأرعن في الفخ ودخل الكويت، مبتهجاً وفيما كان الألمان يلتقطون الصور التذكارية وهم يُسقطون جدار برلين، كان المسرح الجديد في العراق يُعد لإعلان الفائز وإفتتاح عهد همجي جديد في تاريخ البشرية من القتل والنهب والتهجير والتدمير بدون أدنى عائق، وسددت فيه الدول العربية والإسلامية فاتورة الدم والمال بالكامل https://www.facebook.com/Fr.B.Hamid/posts/1234998603672986 2021-08-02